رئيس التحرير
عصام كامل

فاتن أحمد تكتب: الحب المستحيل

فاتن أحمد
فاتن أحمد
أريد أن نغادر المشاعر الجاهزة ونتنصل من كل ما قيل عن الحب، لنعود روحين في ملعب الزمان لا يربطهما غير فراقهما.. كلمات للشاعرة غادة السمان وصفت بشكل دقيق كل ما يعيشه الأحبة من فراق الترابط فيما بينهما، بالرغم من اتصال المشاعر والأحاسيس التي تخرج من قلوبهم لتملأ سماءهم بالحب المستحيل.


قصص كثيرة وحكايات عديدة يعيشها الأحبة بقلوبهم ومشاعرهم، إلا أن هناك أسباباً تجعلهم لا يستطيعون أن يكملوا هذا الحب بالترابط والزواج، مما جعلهم يسبحون في بحر العشق دون الوصول إلى ميناء الترابط فيما بينهما.

عاش أحمد وأميرة قصة حب بدأت بالصدفة، فلم يكن بال المعشوقة مشغولا قبل أن تعمل مع أحمد في إحدى الشركات التي يرأسها، تعامله مع العاملين لديه وشدة احترامه وتقديره للجميع، جعلت قلب أميرة يرق لهذا الرجل الذي ينبض مثل قلب العصفور. بالرغم من أن الفارق العمري الذي بين أحمد وأميرة كبير، والذي يكبرها بحوالي عشر سنوات، إلا أن مواقفه معها ومع زملائها جعلته يتملك قلبها، ومع مرور الوقت شعر أحمد بحب أميرة له، وأعجب بها كثيراً إلا أنه حاول كتم مشاعره وأحاسيسه خوفاً من مجهول لا يحمد عقباه.

جهز أحمد لإحدى سفريات العمل إلى دولة ألمانيا، للتفاوض على العديد من التعاقدات بين شركته والشركة الأوروبية، وهذا ما جعله يصطحب معه عدد من الموظفين لديه لتجهيز الاتفاقيات المختلفة، ولكن المفاجأة أن أميرة كانت من بين هؤلاء الموظفين، كانت سعادتها لا تحملها الجبال، ولا تسعها السماء، لأنها تقربت بشكل كبير من معشوقها ومديرها في العمل، وأثناء التنزه بين شوارع ألمانيا عزمت اميرة على الإفصاح عن شعورها نحو أحمد بالاعتراف بحبها له، ووسط تساقط الأمطار في ليلة رومانسية اجتمع المحبوبان تحت شمسية يحتسيان القهوة على أضواء الشموع، قالت أميرة بكل خجل: "أحبك كثيراً يا أحمد"، ولم يتردد هو الآخر في الرد عليها:" وأنا أيضا أحبك".

لم تتخيل أن يبادلها أحمد هذا الشعور، متسائلة لماذا يخبئه عنها طوال هذه الفترة، ولماذا في هذا الوقت يعترف به لها؟، وبالرغم من ذلك اعترف لها أحمد بأنهما لن يتمكنا من الزواج، وهذا لأنه متزوج ولديه أولاد، ولن يتمكن من الزواج على زوجته ويترك أولاده، دموع الفرحة أمتزجت في وقتها مع دموع الحزن التي سيطرت على الأجواء، إلا أنه لم يمضي سوى دقائق لتتقبل أميرة هذا الحب المستحيل الذي يقوم على تبادل المشاعر فقط ولن تكون نهايته في عش الزوجية.

بعدما عادا من ألمانيا، مرت أسابيع وأشهر، وهما يتبادلان المشاعر عبر التليفون أو من خلال الرسائل، ولكن بالرغم من ذلك فإن الحب المستحيل استطاع أن يكوي قلوب المحبين بالرغم من تلاقيها، هو الشوق الدائم المستمر ولكن دون أية فائدة.

كانا يتقابلان كثيراً في الخارج ويأكلان في المطاعم المختلفة، تسير مسيرة حبهما بشكل طبيعي، إلا أن أحمد ذاك الرجل الذي لم يتعدى عمرة الخامسة والثلاثين عاما، ما زال هناك ألم ينخر في فؤاده، لأنه لا يستطيع أن يفارق زوجته وأولاده، أو أن يتزوج محبوبته التي ملكت فؤاده.

قرر أحمد أن يصطحب أميرة في ليلة رومانسية، وأحضر معه هدية لها، واتفقا على أن يدخلا إلى أحد المطاعم لتناول الطعام بعيداً عن الجميع، ولكن هاجس الحب الذي لا يوجد له نهاية ما زال لا يفارقها، ولكنهما حاولا أن يتحدثا طويلاً في أجواء رومانسية مفعمة بالموسيقى الفرنسية الرائعة.

وبعد انتهاء الليلة وفراقهما، كل واحد ذهب إلى منزله، استمرت أميرة تفكر كثيراً في مصير هذه العلاقة، وهي تردد في داخل قلبها " يا من ملكت قلبي ومُهجتي يا من عشقتك وملكت دنيتي، يا من أحببته حباً مستحيلاً إني قد اشتقت إليك، ستظل دائما رغم ابتعادنا أن تبقى أفضل من دخل حياتي".
الجريدة الرسمية