وزير الخارجية ونظيره الغيني يبحثان ملف سد النهضة
استقبل سامح شكري وزير الخارجية، اليوم، وزير خارجية غينيا كوناكري الدكتور "إبراهيم كابا"، لبحث سُبل تطوير العلاقات الثنائية، وتناول قضايا القارة التي تشغل اهتمام الدولتيّن.
وقال السفير أحمد حافظ المُتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن الوزير شكري قدم التهنئة لنظيره الغيني على تقلده مهام منصبه الجديد كوزير للخارجية منذ فبراير 2021، وأعرب عن تطلع مصر لتعزيز التعاون المُشترك بين الجانبين خلال الفترة القادمة.
كما نقل تحيات رئيس الجمهورية إلى أخيه الرئيس "ألفا كوندي" رئيس جمهورية غينيا.
بناء القدرات
وأضاف المٌتحدث الرسمي أن الوزيرين أعربا عن اهتمامهما بالارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية والزراعية بين البلديّن بما يتناسب مع مستوى العلاقات السياسية المُميزة.
كما أشار الوزير شكري إلى استعداد مصر للتعاون مع غينيا في مجال بناء القدرات، ونقل الخبرات لها في مختلف الجوانب الفنية من خلال البرامج التدريبية التي تُنظمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.
ولفت إلى اهتمام مصر بالمساهمة في تطوير جامعة جمال عبد الناصر في كوناكري لتكون منارة تعليمية وثقافية، ليس فقط للشعب الغيني ولكن للقارة الأفريقية ككل.
وفيما يتعلق بالقضايا والملفات القارية، ذكر السفير أحمد حافظ أن المُباحثات تناولت أيضاً الجهود الإقليمية لمجابهة التنظيمات الإرهابية وجماعات الجريمة المنظمة التي تنشط في منطقة الساحل الأفريقي، فضلاً عن الموضوعات التي تُمثل أولوية للاتحاد الأفريقي وأبرزها تحقيق التكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي من خلال التركيز على تنفيذ مشروعات البنية التحتية التي ستُسهم في زيادة التجارة البينية بين الدول الأفريقية وتخلق فرص العمل لأبناء القارة.
كما شدد الجانبان خلال المُحادثات على أهمية ضمان حصول القارة على حصة كافية من اللقاحات الخاصة بفيروس كورونا بشكل يُلبي احتياجات الشعوب الأفريقية.
وكان وزير الخارجية سامح شكري ألتقى الخميس الماضى، خلال زيارته الحالية إلى باريس مع نظيره الألماني هايكو ماس، وذلك في إطار حرص الجانبين على دورية التشاور لدفع العلاقات الثنائية قُدمًا، وتبادل الرؤى حيال الأوضاع الإقليمية، ومستجدات ملف سد النهضة.
وقال السفير أحمد حافظ إن الوزيرين أكدا خلال اللقاء، المستوى المتميز الذي وصلت إليه العلاقات الثنائية بين القاهرة وبرلين على كافة الأصعدة، وتطلعهما إلى تعزيزها بما يحقق مصالح البلدين.
كما جرى تناول مُجمل العلاقات الاقتصادية والتجارية، حيث استعرض الوزير شكري مع نظيره الألماني الإنجازات المتوالية التي نجحت مصر في تحقيقها خلال الفترة الماضية، ومسيرة التطوير الشاملة التي تتحقق على أرض الواقع في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، فضلًا عن جهود مصر اتصالًا بمكافحة الإرهاب والفكر المُتشدد؛ معربًا عن تطلع مصر لتعزيز الاستفادة من التكنولوجيا الألمانية في مختلف القطاعات التنموية لاسيما الطاقة والنقل.
القضية الفلسطينية
وأضاف حافظ أن اللقاء شهد تبادلًا للرؤى حيال التطورات الإقليمية، بما في ذلك القضية الفلسطينية، وسبل تعظيم الاستفادة من الاجتماع الرباعي المنعقد اليوم في باريس حول عملية السلام، بهدف العمل على خلق مناخ مُواتٍ لانخراط الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في عملية تفاوضية شاملة.
ملف ليبيا
وتطرق الوزيران خلال اللقاء كذلك إلى مُستجدات الأزمة الليبية، حيث أكد الوزير شكري على ثوابت موقف مصر القائم على ضرورة تحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة في ليبيا تُرسخ الحفاظ على وحدتها، وتصون مقدرات شعبها، وتضمن خروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، مجددًا ترحيب مصر بنيل الحكومة المؤقتة لثقة مجلس النواب لفترة انتقالية، وصولًا إلى عقد الانتخابات في موعدها المُحدد نهاية العام الجاري؛ مشيرًا في الوقت ذاته إلى جهود مصر لدفع المسار الاقتصادي لتحقيق صالح الشعب الليبي الشقيق.
سد النهضة
وأطلع الوزير شكري نظيره الألماني على تطورات ملف سد النهضة، انتهاءً بالمقترح المُقدم من جمهورية السودان الشقيقة، والذي أيدته مصر، والداعي إلى تطوير آلية المفاوضات من خلال تشكيل رباعية دولية بقيادة جمهورية الكونغو الديمقراطية بصفتها الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، وبمشاركة الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة الأمريكية، وأكد الوزير شكري على أهمية انخراط الاتحاد الأوروبي في هذا الشأن وصولًا إلى حل تفاوضي لقضية سد النهضة.