رئيس التحرير
عصام كامل

بعد وقف دول لتطعيمات كورونا.. هل العالم بحاجة للقاح أكثر أمانا؟.. مخاوف من الإصابة بالجلطات.. وخبراء مناعة: آثاره الجانبية أقل من الأدوية

لقاح كورونا
لقاح كورونا
توفى بعض المواطنين حول العالم بعد تلقي لقاح كورونا، كما أصيب آخرون بتجلط في الدم، ولكن ليس هناك أي أدلة تربط بين تلك الإصابات وتلقي اللقاح، ومن باب الأمان توجهت بعض الدول لوقف التطعيم كإجراء احترازي للتأكد مما إذا كان اللقاح سببا أم أن ذلك مجرد صدفة.


النرويج


انضمت النرويج إلى قائمة طويلة من الدول، قررت التوقف عن إعطاء لقاح أسترازينيكا المضاد لفيروس كورونا المستجد كوفيد 19 لمواطنيها بشكل مؤقت بعد أن ظهرت تخثرات دموية - تجلطات - لدى أربعة أشخاص تم حقنهم باللقاح.

بلغاريا

والجمعة الماضية، وأوقفت بلغاريا مؤقتا التطعيم باستخدام لقاح أسترازينيكا لحين صدور بيان مكتوب عن الهيئة الأوروبية المنظمة للأدوية يبدد كافة الشكوك بشأن أمان اللقاح.

تايلاند


كما أعلنت تايلاند تأجيل بدء حملة التلقيح ضدّ فيروس كورونا باستخدام لقاح "أسترازينيكا"، بعد أن علّقت دول أوروبية برامجها التطعيمية المرتكزة على هذا اللّقاح بسبب مخاوف من تسبّبه بتجلّط الدم.

وقال بياساكول ساكولساتايادورن، مستشار اللجنة الوطنية للّقاحات المضادّة لـ"كوفيد-19" خلال مؤتمر صحفي إنّه "على الرغم من أن نوعية أسترازينيكا جيدة، إلا أن بعض الدول طلبت تأجيل استخدامه ونحن أيضا سنأجل استخدامه".

الدنمارك

ومن بين تلك الدول أيضا الدنمارك، فقد قررت تعليق استخدام لقاح "أكسفورد-أسترازينيكا" لمدة 14 يومًا "كإجراء احترازي" للتحقق من "علامات أعراض جانبية خطيرة محتملة في شكل جلطات دموية مميتة".


وقال وزير الصحة الدنماركي ماغنوس هيونيك بتغريدة على "تويتر": "لا يمكن حاليًا استنتاج ما إذا كان هناك ارتباط أم لا"، وأضاف هيونيك: "نحن نتصرف في وقت مبكر، يجب أن يتم التحقيق في الأمر بدقة".

أيرلندا


انضمت ايرلندا إلى قائمة الدول الأوروبية التي علقت استخدام لقاح استرازينيكا ضد فيروس كورونا "احترازيا" بعد تسجيل إصابات بجلطات دموية لدى راشدين عقب تلقيهم اللقاح. 

وأوصت اللجنة الوطنية الاستشارية في ايرلندا للتحصين ضد الأمراض بتعليق استخدام اللقاح عقب انتشار تقارير عن حالة إصابة بجلطات دموية في النرويج، وقال وزير الصحة الإيرلندي في تغريدة على تويتر إن الخطوة "احترازية".

اللقاح والجلطات


وفي نفس السياق، يقول أمجد حداد أستاذ الحساسية والمناعة: إنه لا يمكن أن يسبب أي لقاح جلطة؛ لأن اللقاح عبارة عن ناقل فيروسي "لفيروس البرد محمل عليه شوكة بروتينية لفيروس كورونا، فلا توجد أي علاقة بين الإصابة بالجلطة واللقاح، وليس معنى إصابة بعض المتلقين للقاح بجلطات أن التطعيم هو السبب، موضحا أنه يوميا يصاب الكثير بجلطات بعيدا عن اللقاح.

ويشير حداد، إلى أن اللقاحات عبارة عن فيروس معطل يتم الحقن بها لجهاز المناعة ليعطي إشارة لإنتاج أجسام مضادة للفيروس، ولا يوجد أي دراسة أسفرت عن الربط بين إعطاء اللقاحات والإصابة بالجلطات.
 
نسبة بسيطة


وفي نفس السياق، يقول إسلام عنان أستاذ المناعة واقتصاديات الدواء، إن إصابة 40 شخص في أوروبا بجلطات من بين 5 ملايين شخص أخذوا الدواء أجبروا بعض الدول للتوقف عن إعطاء التطعيم لحين صدور تقرير اليقظة الدوائية عن العلاقة السبابية للقاح وهل بالفعل الإصابة بالجلطات أحد آثاره الجانبية أم لا.

ويوضح أن منظمة الصحة العالمية وهيئة الدواء، قالت إنه لا يوجد سبب لوقف استخدام لقاح فيروس كورونا الذي تنتجه شركة "أسترازينيكا"، كما قالت الهيئة المنظمة للأدوية في الاتحاد الأوروبي إنه لا يوجد ما يشير إلى أن لقاح "أكسفورد – أسترازينيكا" ضد فيروس كورونا مرتبط بزيادة خطر الإصابة بجلطات الدم.

ويؤكد عنان، على أنه حتى إذا كان اللقاح سبب الإصابة بالجلطات، فإن إصابة 40 شخصا من بين 5 ملايين شخص نسبة بسيطة جدا، كما أنه من المؤكد أن الآثار الجانبية للقاح ضعيفة، مشيرا إلى أن الآثار الجانبية للأدوية والمسكنات أكبر كثيرا من اللقاحات، ولو ركزنا قليلا في الآثار الجانبية للأدوية الموجودة في نشرة كل علبة دواء، لم نأخذ أي دواء في حياتنا.
الجريدة الرسمية