في ذكرى ميلاد شادي عبد السلام.. جسد التاريخ الفرعوني في أعماله ومات بلعنة "أخناتون"
مخرج مصري صعيدى أصيل، أحب التاريخ الفرعونى وأراد أن يوظفه لتعميق فكرة الانتماء لدى الأجيال الجديدة، جمع فى أعماله بين الثقافة المصرية القديمة والتراث الإسلامى والقبطى، عمل مهندسا للديكور وتتلمذ على يد المعماري السكندري الشهير حسن فتحى وكانت بدايته فى الإخراج مع المخرج صلاح أبو سيف.
مولده
ولد المخرج العالمى شادى عبد السلام فى مثل هذا اليوم 15 مارس 1930، وهو من مواليد المنيا حيث الآثار الفرعونية والإسلامية والقبطية، تخرج في مدرسة فيكتوريا كوليدج بالإسكندرية وسافر إلى إنجلترا لدراسة المسرح، وعاد ليلتحق بكلية الفنون الجميلة قسم الديكور.
وبعد التخرج عمل أستاذا بمعهد السينما قسم ملابس وديكور عام 1963
بدأ حياته مصمما للديكور فعمل مساعدا للمهندس رمسيس واصف أوائل الخمسينات، وفى تلك الفترة اختارته الراقصة تحية كاريوكا لتصميم بدل الرقص لها.
البداية مع الفتوة
وفى مجلة الكواكب عام 1985 يحكى المخرج شادى عبد السلام عن بداية عمله بالإخراج السينمائى فيقول:
أحببت الاتجاه إلى العمل السينمائى وجاءتنى الشجاعة يوما وطرقت بيت المخرج صلاح أبو سيف عام 1957 وكان جارى فى الزمالك وقلت له اريد أن أعمل فى السينما، رحب بى وأصبحت ظلا له فى الاستديو يوميا، وأثناء تصوير فيلم "الفتوة" كنت شبه متفرج فقط أسجل الوقت الذى تستغرقه تصوير كل لقطة.
ثم عملت معه مهندس ديكور فى أفلام "الوسادة الخالية"، "الطريق المسدود" و"أنا حرة" وعملت بعدها مع بالمخرجين هنري ركات ثم حلمى حليم، وفى عام 1961 عملت فى ديكور "صلاح الدين الأيوبى" وكان يخرجه عز الدين ذو الفقار وتوقف العمل بموته، فعملت فى فيلم "واسلاماه" مع المخرج الأمريكى أندرو مارتن.
ديكورات الأفلام
جاءت بعد ذلك ديكورات أفلام "كليوباترا، شفيقة القبطية، الخطايا، المظ وعبده الحامولى، أمير الدهاء، رابعة العدوية، بين القصرين، أميرة العرب" وأغلبها ذات ديكورات تاريخية.
مرحلة الفلاح الفصيح
فى عام 1970 عملت مديرا لمركز الأفلام التجريبية بوزارة الثقافة وبعد أربع سنوات قمت بإخراج بعض من الأفلام التسجيلية القصيرة منها: "الفلاح الفصيح، كرسى توت عنخ آمون، جيوش الشمس، آفاق 74، نصر أكتوبر 1973".
فى عام 1967 عملت مع المخرج العالمى "روسيللينى" فى فيلم عن الحضارة وأعجبني فيه بساطة التفكير السينمائى ويرجع إليه الفضل فى رغبتى الانتقال إلى الإخراج، وقتها كتبت فيلم "المومياء" وعرضت السيناريو على روسيللينى الذى عرضه على الوزير ثروت عكاشة فأعجب به ودخل السيناريو فى مشاريع مؤسسة السينما ولم يخرج الى النور إلا عام 1975، ونجح الفيلم الذى كان غريبا على المشاهد فى ذلك الوقت.
وفيلم المومياء أردت من خلاله أعبر عن نفسى وعن مصر من شخصية الإنسان المصرى عبر التاريخ، وجاءتنى الفكرة من معجزة اكتشاف مومياوات خبيئة الدير البحري.
فيلم لم يكتمل
وفى عام 1983 جاءت فكرة "أخناتون" ولأنى من مواليد المنيا فلهذه المنطقة تأثير كبير على، وكنت أقرأ عن تل العمارنة ومن هنا جاء التفكير فى قصة اخناتون.
كان أخناتون يملك سمات الفيلسوف وكان أهم مظهر فى شخصيته القوة والثقة بالنفس، والفيلم عندي منظوره ليس أخناتون كشخص ولكن من منظور العهد السابق عليه والعهد التالى له.
لم يمهله القدر لتحقيق حلمه واستكمال اخناتون وأصيب بالمرض وأجرى جراحات كثيرة ليرحل عام 1986.