رئيس التحرير
عصام كامل

نهاية الاخوان !


 بأيديهم وضع قادة الإخوان نهايتهم ونهاية حلمهم في الهيمنة علي مصر.. انتهي الإخوان في مصر حتي ولو استمروا في حكمها، واحتفطوا برئاستها، وذلك بعد أن جعلوا من أنفسهم عضوا مزروعا في جسم يلفظه ولا يقبل به، رغم ما أنفقوه من أموال، وأطلقوا من وعود، وما نفذوه من خطط، ودبروا من مؤامرات.

الإخوان الآن في مصر يعيشون أسوأ لحظة مرت عليهم، منذ أن أسس أمامهم الشيخ حسن البنا جماعتهم قبل  ٨٤ عاما مضت.

أنها لحظة أسوأ من تلك الفترة العصيبة التي عاشها الإخوان بعد ارتكابهم جريمة قتل النقراشي والتي أعقبهاالحل الأول لجماعتهم، حينمااضطر أمامهم حسن البنا لأن يصف قادة وأعضاء التنظيم الخاص في جماعته بأنهم ليسواإخواناوليسوا مسلمين!

وهي لحظة أسوأ أيضا من تلك الفترة الأخري العصيبة التي عاشها الإخوان بعد الحل الثاني لجماعتهم، والذي اقترن بارتكابهم جريمة محاولة قتل عبد الناصر، وكان بداية لمرحلة مطاردة وملاحقة لهم اضطر خلالها من لم يعتقل للهرب خارج البلاد، حيث وجد ملاذا آمنا في دول الخليج.

فهم الآن ليسوا مطاردين فقط من الحكام وأجهزة الأمن.. ولكنهم صاروا مطاردين حتي من الناس العاديين، الذي صاروا لا يثقون فيهم ولا يطمئنون إليهم، بعد أن اكتشفوا أنهم يضمرون الشر لكل من لا ينتمي لجماعتهم ،ولا يمتثل لأوامرهم، ولا ينفذ تعليمات مرشدهم ونائبه.

هذا ما كشف عنه ما تعرض له الإخوان خلال الأيام القليلة الماضية من ملاحقات شعبية، لم تعد تقتصر علي اللعنات فقط، وإنما اتسعت لتشمل حصار واقتحام وحرق لمقارهم العديدة التي زرعوها وبغزارة في شتي أرجاء البلاد، فضلا عن مطاردة رموزهم.

الإخوان الآن صاروا يعيشون في عزلة داخل مصر.. عزلة فرضوها علي أنفسهم،أوبالأصح فرضها قادتهم عليهم، وذلك بعد أن دمروا جسور الثقة بينهم وبين أغلبية عموم الناس.

لقد فقد الإخوان ثقة الكثيرين، ثقة الذين اعتبروهم حتي أسابيع قليلة مضت رفاق نضال مشترك في الثورة.. وثقة الذين كانوا يعتقدون أنهم سيراعون الله فيهم، وسيتعاملون مع الناس بما يرضيه .. وأيضا ثقة الذين رأوا أن من حق الإخوان منحهم فرصة لحكم البلاد، ثم الحكم عليهم فيما بعد.

وحدث ذلك بسبب ما ارتكبه قادة الإخوان من أخطاء وخطايا طوال الشهور القليلة الماضية.. فقد تعاملوا باستعلاء وغرور، واصرار علي فرض هيمنتهم علي الجميع، ونقضوا كل الوعود والعهود ومارسوا الكذب علي نطاق واسع، بل وتصرفوا بأسلوب ينبذه الدين الذي ادعوا أنهم حماته، ثم جاءت الطامة الكبري حينما انتقلوا من ممارسة البلطجة السياسية إلي استخدام العنف تجاه المعارضين الذي اسفر عن اسالة الدماء وسقوط ضحايا.

وهكذا .. جلب الإخوان علي أنفسهم كراهية قطاع عريض من الناس.. وهذه هي نهايتهم داخل مصر، حتي لو استمروا بحكمها.. بينما لم يعد لهم ملاذ آمن خارجها إلا الولايات المتحدة وحتي إشعار آخر!


الجريدة الرسمية