رئيس التحرير
عصام كامل

مجلس السلم والأمن الأفريقي يعبر عن القلق إزاء عودة التغييرات غير الدستورية للحكومات

مجلس السلم والأمن
مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الافريقي

أكد مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، أن هناك مناطق كثيرة في القارة مازالت تواجه صراعات ونزاعات مستمرة وغياب للأمن والاستقرار مع عواقب سياسية واجتماعية واقتصادية كبيرة، وذلك على الرغم من التقدم الذي أحرز في مجال تعزيز السلام والأمن والاستقرار.


وعبر المجلس في بيان أصدره الاتحاد الأفريقي بأديس أبابا، أمس السبت، عن القلق إزاء عودة ظهور التغييرات غير الدستورية للحكومات في القارة واللجوء إلى العصيان المسلح للدفع بمطالب سياسية، مشددا على أن منع الصراعات وحفظ السلام يعد من التحديات الرئيسية في الحقبة الجديدة التي تدخلها أفريقيا عقب الاحتفال في مايو الماضي بالذكرى الخمسين لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية والتي تحولت إلى الاتحاد الأفريقي حاليا تحت شعار "الوحدة والنهضة الأفريقية الشاملة".

وأشار المجلس إلى أن وقف الأعمال العدائية يعد الخطوة الأولى باتجاه وضع أسس السلام في القارة مؤكدا أهمية المصالحات الوطنية للتغلب على الانقسامات التي تنبع من الصراعات واستعادة التماسك الاجتماعي من أجل ضمان الاستقرار الدائم والتقدم.

وشدد على أن ثقافة المصالحة الوطنية تسهم في إثراء القيم الأفريقية المشتركة واحترام التنوع بوصفه أساسا للتماسك الاجتماعي ولتعزيز الديمقراطية والحكم الرشيد وحقوق الإنسان مشيرا إلى أن القارة تحظى بتجارب مصالحة وطنية ناجحة يتعين الاستفادة منها.

وأكد أهمية إنشاء آليات تطبيق ومراقبة جديدة لتوفير أفضل الظروف لعمليات المصالحة الوطنية في القارة، وحث مفوضية الاتحاد الأفريقي على ضمان التنسيق الوثيق مع المجموعات الاقتصادية الإقليمية و"الآلية الإقليمية لمنع وإدارة وحل الصراعات"، في كل الجهود التي تستهدف تعزيز المصالحة الوطنية والاستفادة من عمليات المصالحة الماضية والجارية وتيسير تبادل الخبرات، وذلك في إطار هيكل السلم والأمن الأفريقي.

كما حث مجلس السلم والأمن الأفريقي في البيان كل الأطراف الضالعة في صراعات بالقارة على إظهار شعور أكبر بالمسئولية والتزام قوي بعمليات المصالحة الوطنية بهدف الإسهام في تحقيق قارة سلمية والتطلع إلى مستقبل مزدهر. وشدد على أهمية العمل باتجاه تحقيق هدف إنهاء الحروب في أفريقيا بحلول 2020 بموجب الإعلان الذي تبنته القمة الأفريقية الحادية والعشرين بأديس أبابا يومي 26 و27 مايو 2013، والتي جرى خلالها الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية والتي تحولت إلى الاتحاد الأفريقي حاليا.

وطلب المجلس من رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي تكثيف ومواصلة الجهود التي دشنت لتشجيع ثقافة المصالحة الوطنية بوصفها جزءا لا يتجزأ من ثقافة السلام والتي تأتي في إطار حملة "صنع السلام الآن".

وشدد على أهمية إنشاء "إطار عمل للاتحاد الأفريقي بشأن المصالحة والعدالة" والاستفادة من الآليات المعنية مثل "إطار عمل سياسات الاتحاد الأفريقي بشأن إعادة الإعمار والتنمية لما بعد الصراعات" وكذلك الاستفادة من المبادرات التي اتخذت في هذا الصدد ومن بينها مبادرات لجنة الحكماء الأفارقة بهدف التعامل مع تحديات الصراعات على المستويات الوطنية والإقليمية والقارية.

وأكد على أهمية الدور الذي تقوم به الأدوات المعنية بالاتحاد الأفريقي ومن بينها "هيكل السلم والأمن الافريقي" و"لجنة الحكماء" و"الشبكة الأفريقية للحكماء" و"الآلية الأفريقية لمراجعة النظراء" في تشجيع ثقافة المصالحة بوصفها أداة لمنع وحل الصراعات وكذلك بناء وتعزيز السلام.

وجاء هذا البيان في ختام اجتماع لمجلس السلم والأمن عقد على المستوى الوزاري بالجزائر أمس لمناقشة موضوع "المصالحة الوطنية: العامل الأساسي للأمن والاستقرار والتنمية في أفريقيا"، حيث اطلع المجلس على تقرير رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي حول "السلام والعدالة والتنمية، والمصالحة الوطنية بوصفها عامل حاسم من أجل السلام والتنمية في أفريقيا".

كما استمع المجلس خلال الاجتماع إلى إيجاز من رئيس مجلس السلم والأمن لشهر يونيو الجاري وكذلك إلى إيجاز من ممثل الرئيس الدوري الحالي للاتحاد الأفريقي وهي إثيوبيا ومفوض الاتحاد الأفريقي لشئون السلم والأمن السفير رمضان العمامرة ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون السياسية وممثل الأمين العام لجامعة الدول العربية.
الجريدة الرسمية