رئيس التحرير
عصام كامل

محمد جمال خليل يكتب: أردوغان ومصر

الكاتب محمد جمال
الكاتب محمد جمال خليل

إن الأحداث المتسارعة فى المنطقة الآن تفرض علينا أيضا سرعة التفاعل والتحليل وتكوين تصورات تتحول إلى أهداف إستراتيجية تخدم مصالح مصر والأشقاء أيضا.


نأتى إلى العلاقات بين تركيا ومصر التى تحولت فى الفترة الأخيرة بين عثمانلى ومصر وشتان بين تعامل مصر الدولى وتعامل أردوغان، مصر تتعامل مع دول وشعوب وأمم لا تتعامل مع أشخاص لذلك تجد دائما مصر هادئه غير متوترة فى أفعالها أو ردود أفعالها لأنها تعرف مسئولياتها وإمكاناتها ومكانتها فى التاريخ والحاضر وفى المستقبل بإذن الله وتتحرك مصر أيضا بأسلوب راق وأمين وفق مقتضيات أمنها القومى فى علاقتها بالمنطقة والعالم، والأمانة تقتضى أن نثنى على الإدارة الحالية؛ لأنها قد أعادت مصر من غيبوبة قد طالت وأثرت عليها وعلى أصدقائها أيضا.

 أما أردوغان فى تعامله مع العالم يعيش الوهم فى كثير من الملفات، مع علمى أن هناك عوامل قوة يمتلكها أو بالأحرى تمتلكها تركيا منها موقعها الجغرافى فى منطقة شديدة التعقيد، ولكن الرجل يتصور أنه يستطيع أن يعيد الدولة العثمانية مرة أخرى ولو حتى بالسيطرة السياسية وهذا بالتأكيد له أسبابه وهى تقترن أيضا بأسباب كرهه الشديد للرئيس السيسى وعداؤه لمصر.

وإن نظرت للأسباب من وجهة نظر أردوغان ستجدها كافيه للعداء والكره مع مصر لكن هذا بالتأكيد لاينطبق على تركيا؛ لأنه لايمثل الدولة التركية ككل، وهذا واضح فى آخر انتخابات على الأقل، إلا أن تعامله الخارجى بات يؤثر سلبا على تركيا سياسيا واقتصاديا، وهذا واضح للعيان، ولنرجع لنذكر أسباب الكره والعداء، تصور معى أن أحدا قد بلغ هدفه وتأكد لديه أنه تمكن منه ويأتى آخر لينتزع منه كل هذا ببساطة مزعجة وشجاعة ملفته واستثنائية فى التاريخ هذا ما حدث مع أردوغان بعد ثورة ٣٠ يونيو وما تلاها من أحداث كانت هادمة لمخططات قد تأكد تنفيذها وتصور الجميع استحالة هدمها وكان لأردوغان دور كبير لا فى رسم الخطط ولكن فى تنفيذها وحينما جاءت لحظة الحقيقة تداخلت مشاعره الشخصية بغزارة مع سلوكه كرئيس دولة لها حدود أمن قومى لا بد وأن تنحاز لها مهما حدث ولكن قد غلبت نزعته الأيديولوجية على حدود منصبه السياسى ثم أنه مع طول فترة حكمه وتعديله للدستور ليصبح رئيس بصلاحيات واسعه قد تصور أن الأمور قد استتبت داخليا، وهذا غير صحيح،، ويجب أن يتجه بقوة خارجيا، إلا أن مصر كانت الآخر الذى هدم الحلم كله، فهل تتصور ما هى مشاعره؟ يجب علينا أن نلتمس له العذر وأظن أن مصر تلتمس له كل العذر؛ لأنها هى السبب الرئيس فى حالة الهياج التى فيها العثمانلى.

ولكن دعنا لنختصر فى الحديث ونحلل ما جرى ومايجرى حاليا من تقرب صريح وواضح من نظام أردوغان إلى مصر وطريقة تعامل مصر كدولة ومؤسسات مع هذا التقارب وماذا يدل هذا كله؟، يدل على قيمة مصر التاريخية وعظمة هذا البلد وأيضا إدارة حكيمة تعرف حدود إمكاناتها وتتصرف من خلالها وهذا حدث فى ملف شرق المتوسط الملف الأكثر اشراقا على المستوى الخارجى لمصر وملف ليبيا وقد أثرت مصر التأثير الأكبر على الحل فى أزمة ليبيا هذا كله قد جعل نظام أردوغان أو هو لنكن صرحاء يتراجع ولو نسبيا بغض النظر عن نيته وأهدافه ودوافعه للتقرب إلى مصر إلا أنه لايسعك من هذا إلا استنتاج أن مصر قوية وتقف على أرض ثابتة وهنا السؤال ما التالى بعد التقرب التركى؟

بالتأكيد ستتعامل مصر بحذر كما هو حادث الآن لأن مصر تريد أن ترى بوضوح أفعال حقيقية تنم عن تغيير حقيقى فى السلوك التركى أما عن أردوغان فهو ربما احس أنه محاصر داخليا بمشكلات ومعارضة قوية تفوق قدرته على التحمل فربما اراد إزاحة مشكلاته الخارجية نسبيا ولو ظاهريا إلى وقت آخر وسنعرف فى قادم الأيام 
ماذا سيحدث وكيف ومتى وبأى طريقة؟


وتتيح «فيتو» لقرائها التواصل الدائم معها عبر«واتس آب whatsapp، وذلك عبر الرقم 01270709070.
الجريدة الرسمية