رئيس التحرير
عصام كامل

هل يجوز قراءة القرآن أثناء الركوع والسجود للدعاء؟

السجود فى الصلاة
السجود فى الصلاة
ورد سؤال يقول صاحبه: هناك حديثا عن صلاة الحاجة وفيها قراءة للقرآن الكريم أثناء السجود، وإذا ألح علينا الدعاء والرجاء نقرأ القرآن أثناء السجود، مع أن هناك قول إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن القراءة في الركوع والسجود، فما رأي الدين في ذلك؟


يجيب فضيلة الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر: إن الله سبحانه وتعالى هو خالقنا والمنعم علينا ،ولانعبد الا اياه ولا نستعين بأحد سواه ، وقد أمرنا أن ندعوه ليحقق مطلبنا ، ووعدنا بالاجابة كما قال تعالى : (وقال ربكم ادعونى استجب لكم ).

أماكن ووقت الدعاء
وللدعاء أماكن وأوقات يكون فيها أقرب إلى الاستجابة ، ومنها وقت السجود فى الصلاة، كما صح في الحديث (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء) .

ومن الخير ان نقدم للدعاء بعمل صالح كصدقة أو صلاة ، كما دعا أصحاب الغار بصالح أعمالهم ففرج عنهم ، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه قال كما رواه أحمد (من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين يتمهما أعطاه الله ما يسأل معجلا أو مؤخرا )، وفى حديث عثمان بن حنيف أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال للأعمى الذي طلب منه أن يدعو الله ليكشف عن بصره ــ انطلق فتوضأ ثم صل ركعتين وعلمه الدعاء الذي يدعو الله به.

كيفية صلاة الحاجة
وقد رويت أحاديث فى كيفية صلاة الحاجة تتناقض مع الأحاديث الصحيحة منها حديث ابن مسعود الذي جاء فيه صلاة اثنتي عشرة ركعة يقرأ فى السجود فاتحة الكتاب سبع مرات ، وآية الكرسي سبع مرات مع ذكر ودعاء وقد جرب الناس ووجدوها حقا .
 والناظر فى هذا الحديث يجده متعارضا مع النهي عن قراءة القرآن فى الركوع والسجود ، فقد روى مسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعا أو ساجدا ، أما الركوع فعظموا فيه الرب  وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن ـ فتح الفاء وكسر الميم ــ أن يستجاب لكم ) .
يقول الشوكانى :هذا النهى يدل على تحريم قراءة القران فى الركوع والسجود وفى بطلان الصلاة بذلك خلاف، وما دام الحديث الصحيح ينهى عن قراءة القرآن فى الركوع والسجود فهو مقدم على حديث صلاة الحاجة الذى تقدم ذكره عن ابن مسعود. 

وأنصح بالتثبت مما يعبد الإنسان به ربه، وعدم الجري وراء أي شئ يظن أن فيه تحقيق رغبته، فالله لا يعبد إلا بما شرع، ولا يطلب ما عنده إلا بما صح في القرآن والسنة وهو كثير، والله ولي التوفيق.
الجريدة الرسمية