رئيس التحرير
عصام كامل

اليوم الأول لـ"حوار الثقافات".. مختار جمعة: الدول المحترمة لا تعتدي على جيرانها.. ووزير الأوقاف السوداني: الله حاور الشيطان

الدكتور محمد مختار
الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف
انطلقت اليوم السبت، الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الحادي والثلاثين تحت عنوان : “حوار الأديان والثقافات” بأحد فنادق القاهرة وذلك بحضور وفود 35 دولة عربية وأجنبية.


دعوة الرئيس 
وقال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، خلال الجلسة الافتتاحية، إن مؤتمر حوار الأديان والثقافات جاء استجابة لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لحوار دولي ينطلق من مشترك إنساني ويحترم الخصوصيات الدينية والثقافية للمجتمعات، إضافة إلى فهم النص في إطار فقه بناء الدول لأن كثير من النصوص قامت على مراعاة فقه الفرد وأحوال المجتمعات، ووفق ظروف عصرنا الذي يقوم على إعلاء شأن الدولة ومشروعيتها أصبحنا في حاجة لإعادة القراءة وفهم النصوص بما يتناسب معها لنطرح مفهوم فقه الدول.

وبين الوزير أنه كما لا يعتدي الإنسان على جاره، فإن الدول المحترمة هي التي لا تعتدي على جيرانها ولا تسمح بأن تستخدم أرضها للاعتداء على جيرانها، لافتاً إلى أن معظم الفقهاء قال في شأن الاستئذان من الجيران ونحن نزيد أن حرمة الدول لا تقل شأناً عن حرمة البيوت فلا يجوز دخول أي دولة دون إذن الدخول.

وأضاف: عهد الأمان كان في الفقه بصورة فردية، ونحن نقول إن تأشيرة الدخول كما هي أمان لك على عرضك وأموالك هي أمان عليك أيضاً، والصدق كما هو مطلوب على مستوى الأفراد مطلوب على الدول من مواثيق ومعاهدات دولية.

أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن أخطر ما يعوق الحوار أمران هما: الأدلجة والنفعية ؛ فأما الأدلجة فإن العالم أو الكاتب أو المحاور المؤدلج تحمله عصبيته العمياء للجماعة التي ينتمي إليها إما على عدم رؤية الحق ، وإما على التعامي عنه .

وأوضح خلال افتتاح مؤتمر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، الحادي والثلاثون: أن الأمر الثاني الذي يعوق الحوار وهو النفعيون والمتاجرون بالأديان والقيم والمبادئ فلا يدافعون أبدًا عن الحق، ولا ينتظر منهم ذلك ، إنما يدافعون عن مصالحهم ومنافعهم فحسب ولا شيء آخر.

الحوار مبدأ قرآني 
وتوجه الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية بالشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي لرعاية المؤتمر الدولي الحادي والثلاثون للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية " حوار الأديان والثقافات ". 

وقال الدكتور شوقي علام: استوقفني كثيرا عنوان المؤتمر لأنه يحمل الكثير من المعاني العميقة والقضايا الهامة، وخاصة أن هذه الأمة أريد لها أن تحيا في الصراع لذا فإنني أرى أن طرح الموضوع في غاية الأهمية.

وأضاف: "نحن جميعا ننحدر من أصل واحد، وخلقنا الله مختلفين وعلى كل منا أن يطلع على عمق الآخر، ويجب علينا أن نتعامل مع تلك القضية بحذر شديد حتى لا تتحمل الأديان والثقافات نتيجة ما يحدث في العالم من صراعات". 

وأكد مفتي الجمهورية أن الحوار مبدأ دعا إليه القرآن الكريم والرسول صلى الله حينما هاجر إلى المدينة المنورة وكان فيها طوائف مختلفة، ووضع الرسول صلى الله عليه وسلم بالاتفاق مع جميع الأطياف، وثيقة المدينة للتعايش مع الآخر واحترام الخصوصية والانتماء العرقي.

وأوضح أن دار الإفتاء المصرية، على تواصل مستمر مع جميع مؤسسات العالم الدينية، ونتعاون مع الأزهر والأوقاف وهو تعاون لم ولن ينقطع واسأل الله ان يوفقنا إلى تلك الغاية السامية التي اجتمعنا من اجلها، واتقدم بكل الشكر إلى وزير الأوقاف على كل ما يقدمة لخدمة الدين الإسلامي والدعوة والتحديث والتطوير المستمر للأئمة.

كلمة شيخ الأزهر 
قال الدكتور محمد عبدالرحمن الضويني، وكيل الأزهر الشريف، إن الحضارة الإسلامية مثلت أسمى أنواع التعايش والتسامح من بينها أن والي مصر عمرو بن العاص وجدهم قد هدموا كنائسها ونفوا قساوسها فأعادهم إلى أماكنهم ورمم كنائسهم.

وشدد على أن التنوع وسيلة للتكامل ولا يعد مشكلة فالمشتركات الإنسانية باقية بين الناس وعلينا أن نعمل على إيجاد حالة من الحوار الإيجابي وهو ضرورة لأن الله جعل تنوعنا آية من آياته الباهرة.

ونقل "الضويني" : انقل تحيات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف إلى المشاركين بالمؤتمر الدولي الـ31 للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية المقام الآن بأحد فنادق القاهرة تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وقال: أننا بحاجة ملحة للحوار في ظل ما يعانيه العالم من أزمات خانقة أصابت الناس في مالهم ودمائهم وأعراضهم وتعرض المجتمع العربي لفتن عديدة استغلها صناع القلاقل.

وأضاف خلال كلمته بفعاليات مؤتمر الأوقاف: الأزهر الشريف حمل لواء تلك القضية العظيمة فقام من أجل التصدى لأي محاولة لاستغلال الدين بين أبناء الوطن الواحد، وتعاون مع الجميع لترسيخ التعايش المشترك وإرساء دعائم المواطنة، فأثمرت جهوده عن هدية عظيمة للإنسانية تمثلت في وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها مع بابا الفاتيكان.

حوار الله للملائكة 
أكد وزير الأوقاف السوداني نصر الدين مفرح، إن الله تبارك وتعالى حاور الملائكة وحاور الشيطان وتحدث مع آدم والأنبياء من بعده، بل تحدث وخاطب الكفار والمشركين، وعموم البشر دون تفرقة وقال لنبيه لا يوجد إكراه أو إجبار أو حمل للناس على الدين.

وأضاف وزير الأوقاف السوداني، أن مبدأ الحوار هو مبدأ خلقي وليس دينيا، بينته لنا الآيات والنصوص القرآنية أجمع من خلال نماذج وأمثلة مختلفة ليس أدل وأعظم شيء عليها هو حوار رب العزة تبارك وتعالى مع عموم خلقه طائعاً كان أم عاصياً، مؤمناً كان أو كافراً.

وتابع: الدين يحترم الأديان والثقافات الأخرى، فقال جل وعلا: "أفأنت تكره الناس"، "لا إكراه في الدين". 

ووجه فضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف عدة رسائل في افتتاح المؤتمر الدولي الحادي والثلاثون "حوار الأديان والثقافات". 

ونقل الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني، وكيل الأزهر رسائل طيبة من الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر للحضور وهي: 

- وحي السماء نزل لرسم أسس السلام والتعايش بين مختلف الجنسيات والشعوب. 

- الإسلام ليس دينا منفصلا عن رسالات السماء والدعوة إلى الله تكون بالحوار الهادف والإسلام برئ من كل دعوة لترهيب الناس بقوة السلاح. 

- فلسفة القرآن لا مجال فيها للصراع والقتال فالإسلام والسلام وجهان لعملة واحدة، فلفظ السلام ذكر ١٤٠ مرة في القرآن الكريم. 

- الواجب علينا أن نحافظ على الوطن و بكل ما اوتينا من قوة وثقافة وفكر .

الجريدة الرسمية