"آستريا" تواجه متحرش المعادي
أرجو أن تحرص على
ارتداء الكمامة خلال قراءة المقال فالاحتياط واجب هذه الأيام كما أطالبك عزيزي القارئ
بأن تعذرني إذا شعرت ب"سخونة" المقال فأنا أكتبه ودرجة حرارتي تقارب الأربعين.
قبل أيام انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لشاب في الثلاثينات من عمره يتعدى جنسيًا على طفلة صغيرة. كما هو المعتاد لعبت المواقع الاجتماعية دورها في فضح المتهم لتتحرك النيابة العامة ويتم القبض عليه وتقديمه للعدالة.
عند مشاهدتك الفيديو سوف تشاهد آستريا، آلهة العدالة عند اليونانين القدماء، التي يبدو إنها قد تركت جبال الأوليمب قليلًا لتزورنا في المعادي فقد ظهرت فتاة لتمنع المجرم من استكمال فعلته حينما أشارت بقوة إلى صورة المجرم التي سجلتها الكاميرات. قوتها وثباتها وتدخلها في الوقت المناسب أنقذ الطفلة وأظهر ضعف الجاني الذي فر أمامها مذعورًا ليتساءل خلال هروبه عن السبب الذي جعل هذه الفتاة وصديقتها يتوقفا عن السلبية التي أصبحت تميز الكثير منا.. كان تدخلهما هو نقطة الضوء التي تستحق التكريم.
في المقابل لم يكن المجرم صاحب صورة توحي بأنه قد يرتكب هذه الأفعال، فهو حسن الثياب يوحي إليك بالثقة أما حسابه الشخصي على موقع فيسبوك فستجد بداخله التدوينات الدينية تتدافع وراء بعضها البعض.. آيات قرآنية وأحاديث وصور له من داخل الكعبة لتعلن تمسكه بالإيمان، فلا يمكن لك التصور أن هذا الشخص الورع هو ذاك المجرم الذي نخاف على أطفالنا منه.
ستر المتحرش
وسط كل هذا الفزع صدرت أصوات مزعجة تطالب ب"ستر الجاني" وعدم الحديث عنه رغم أن ما حدث لم يكن علاقة رضائية بينه وبين فتاة بالغة الرشد، حتى إذا استنكرها الدين أو القانون، ليكون الأمر شأن خاص بينهما يتوجب معه الستر إنما انتهاك لطفلة قاصر غير مدركة ليصبح الحديث والمطالبة بستر الجاني بمثابة جريمة إضافية. ارتكب هذا المجرم لأمر مشين يعاقب عليه القانون ويرفضه الدين ويدينه المجتمع والمطالبة بالستر ستكون عندها "تستر" على المجرم ومطالبة صريحة بالتخلي عن القوانين التي تنظم علاقاتنا وتضمن ألا نتحول إلى وحوش تفتك ببعضها البعض.
كان الحدث يتمثل في مجرم رصدته شجاعة فتاة أرادت أن تعطينا في يوم المرأة العالمي المثل بضرورة التعامل الإيجابي لذلك كان تصرفها ذكيًا حينما نشرت الفيديو عبر المواقع الاجتماعية التي حررت الأفواه وجعلت أصحاب المظالم يتحدثون رغبة في التغيير والإصلاح، واختتم الأمر بتحرك رسمي سريع لأجهزة الدولة.. شددوا العقوبات على المتحرشين بأطفالنا واجعلوا منهم عبرة ليخاف غيرهم من تكرار جرائمهم.
قبل أيام انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لشاب في الثلاثينات من عمره يتعدى جنسيًا على طفلة صغيرة. كما هو المعتاد لعبت المواقع الاجتماعية دورها في فضح المتهم لتتحرك النيابة العامة ويتم القبض عليه وتقديمه للعدالة.
عند مشاهدتك الفيديو سوف تشاهد آستريا، آلهة العدالة عند اليونانين القدماء، التي يبدو إنها قد تركت جبال الأوليمب قليلًا لتزورنا في المعادي فقد ظهرت فتاة لتمنع المجرم من استكمال فعلته حينما أشارت بقوة إلى صورة المجرم التي سجلتها الكاميرات. قوتها وثباتها وتدخلها في الوقت المناسب أنقذ الطفلة وأظهر ضعف الجاني الذي فر أمامها مذعورًا ليتساءل خلال هروبه عن السبب الذي جعل هذه الفتاة وصديقتها يتوقفا عن السلبية التي أصبحت تميز الكثير منا.. كان تدخلهما هو نقطة الضوء التي تستحق التكريم.
في المقابل لم يكن المجرم صاحب صورة توحي بأنه قد يرتكب هذه الأفعال، فهو حسن الثياب يوحي إليك بالثقة أما حسابه الشخصي على موقع فيسبوك فستجد بداخله التدوينات الدينية تتدافع وراء بعضها البعض.. آيات قرآنية وأحاديث وصور له من داخل الكعبة لتعلن تمسكه بالإيمان، فلا يمكن لك التصور أن هذا الشخص الورع هو ذاك المجرم الذي نخاف على أطفالنا منه.
ستر المتحرش
وسط كل هذا الفزع صدرت أصوات مزعجة تطالب ب"ستر الجاني" وعدم الحديث عنه رغم أن ما حدث لم يكن علاقة رضائية بينه وبين فتاة بالغة الرشد، حتى إذا استنكرها الدين أو القانون، ليكون الأمر شأن خاص بينهما يتوجب معه الستر إنما انتهاك لطفلة قاصر غير مدركة ليصبح الحديث والمطالبة بستر الجاني بمثابة جريمة إضافية. ارتكب هذا المجرم لأمر مشين يعاقب عليه القانون ويرفضه الدين ويدينه المجتمع والمطالبة بالستر ستكون عندها "تستر" على المجرم ومطالبة صريحة بالتخلي عن القوانين التي تنظم علاقاتنا وتضمن ألا نتحول إلى وحوش تفتك ببعضها البعض.
كان الحدث يتمثل في مجرم رصدته شجاعة فتاة أرادت أن تعطينا في يوم المرأة العالمي المثل بضرورة التعامل الإيجابي لذلك كان تصرفها ذكيًا حينما نشرت الفيديو عبر المواقع الاجتماعية التي حررت الأفواه وجعلت أصحاب المظالم يتحدثون رغبة في التغيير والإصلاح، واختتم الأمر بتحرك رسمي سريع لأجهزة الدولة.. شددوا العقوبات على المتحرشين بأطفالنا واجعلوا منهم عبرة ليخاف غيرهم من تكرار جرائمهم.