رئيس التحرير
عصام كامل

تزعمته درية شفيق.. إضراب فى نقابة الصحفيين للمطالبة بحقوق المرأة

لقاء درية شفيق مع
لقاء درية شفيق مع اللواء محمد نجيب
فى مثل هذا اليوم 12 مارس 1954 دخلت الصحفية درية شفيق مع عدد من رفيقاتها المهتمات بشئون المرأة الى مبنى نقابة الصحفيين ، وعقدت مؤتمرا صحفيا وصرحت فيه بأن المسئولين قد أهملوا تمثيل المرأة فى الجمعية التأسيسية للدستور .


وأضافت إن ذلك مؤشر خطير لما سيحدث عند تكوين المجلس التشريعى وهى تطالب بموقف إيجابى من نقابة الصحفيين معلنة انها هى ورفيقاتها الصحفيات ستدخل فى اعتصام مفتوح بالنقابة وإضراب عن الطعام حتى تجاب مطالب المرأة بأن تمثل المراة ولو بواحدة فى لجنة إعداد الدستور.



فشل إنهاء الاضراب
فشلت كل الجهود لإنهاء الإضراب ، واستمر الإضراب أسبوعا كاملا حتى وعدها الرئيس محمد نجيب فى رسالة نقلها إليها محافظ القاهرة يؤكد فيها  أن الدستور الجديد سيكفل للمرأة حقها السياسى .
أنهت الصحفيات المصريات الإضراب وخرجن فى سيارات إسعاف من النقابة إلى غرف الإنعاش لتدهور حالتهن الصحية .


علق اللواء محمد نجيب على الإضراب قائلا : إنها مظاهرة كان الهدف الأول  والأخير منها هو هو دق الطبول حول بعض الأسماء الناعمة لكى تقفز إلى الصفحات الأولى فقط .
ثار بعض الكتاب ضد إضراب الصحفيات بحجة أن الوقت غير مناسب حيث كانت بوادر أزمة مارس قد ظهرت خاصة مع وجود خلافات داخل مجلس قيادة الثورة .

رد فعل طه حسين
كتب عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين معترضا على ما حدث من الصحفيات بعنوان (العابثات) يقول إن المجتمع فى ظروف تاريخية لا تتحمل هذه الخزعبلات التى وصفها بالعبث .وتلاه بمقال آخر أشد قسوة يندد بتهور واندفاع المرأة فى تصرفاتها كوسيلة للمطالبة بحقوقها مطالبا بسرعة إنهاء الاضراب .

فقام الصحفى حسين فهمى بالرد على طه حسين مطالبا إياه باحترام حرية الرأى ، أما الكاتب أحمد بهاء الدين فقد كتب فى روز اليوسف يؤيد حق النساء فى المطالبة بحقوقهن والتعبير عن آرائهن مؤكدا أن نقابة الصحفيين التى تتبعها المطالبات هي منبر للرأى . .

ساهم الإضراب فى إدراج الحقوق النسائية فى دستور 1956وتحقق للمرأة بمنح المرأة حقها السياسة بالتصويت والترشيح فى الانتخابات العامة لأول مرة فى تاريخ مصر الحديث .

الجريدة الرسمية