رئيس التحرير
عصام كامل

د. فكيهة الطيب: عرفت بفوزي بأعلى جائزة أفريقية للتميز العلمي بالصدفة وأصبت بذهول بعض الوقت | حوار

الدكتورة فكيهة محمد
الدكتورة فكيهة محمد الطيب هيكل
الأستاذ المصري الجامعي مميز.. و«الإمكانيات» سر تفوقه في الخارج 

استطعت خلال السنوات الماضية نشر أكثر من 90 بحثا في مجلات عالمية مختلفة


إسهامات بارزة في مجال تآكل الفلزات وتطوير مواد فلزية ذات بنية نانومترية واختيار أجهزة استشعار فعالة، قدمتها الدكتورة فكيهة محمد الطيب هيكل، أستاذ الكيمياء الفيزيائية بكلية العلوم جامعة القاهرة، أهلتها للحصول على جائزة الامتياز العلمي «كوامي نكروما» كأفضل أفضل العلماء السيدات لعام 2020 في القارة السمراء. 

«د.فكيهة» التي نشرت خلال مسيرتها العملية أكثر من 90 بحثا في مجالات عالمية مرموقة، حاورتها «فيتو» للحديث معها حول رحلتها العلمية، وشعورها عندما علمت بخبر حصولها على الجائزة الرفيعة المستوى، وتحدثت بتلقائية وبساطة العالم الذي كرس حياته لخدمة الطلاب والعلم والبشرية على مدار أكثر من 50 عاما، لم تبخل يوما ببذل المجهود والمواصلة لرفع اسم جامعة القاهرة ومصر بجميع المحافل العلمية.. وكان الحوار التالي:
 
*بداية.. حدثينا عن شعورك لحظة الإعلان عن حصولك على جائزة «كوامي نكروما»؟

كنت في البيت وعرفت بفوزي بالجائزة عن طريق الصدفة أثناء تصفحي بريدي الإلكتروني، وأصبت بحالة ذهول لبعض الوقت، وقرأت الرسالة أكثر من مرة، وبعدما تداركت ما يحدث حولي سجدت لله سبحانه وتعالى شكرًا، الذي وفقني في الحصول على هذه الجائزة الغالية على قلبي، وشعرت بالفرحة لذلك التكريم لأنه أكبر دليل على تقديرك كعالم وباحث بعد رحلة بحث طويلة على مدار السنوات.

*ما سبب حصولك على الجائزة؟

سبب منحي تلك الجائزة هو التوصل لـ«تكنيك تكنولوجي» جديد اسمه «قياسات المعواقة» أو «المقاومة الكهربائية» وهو يفيد الباحثين في كليات العلوم والهندسة حيث يقيس الحسابات الكهربية لأي فلزية عند السطح الفاصل بينها وبين الوسط الملامس لها وله دلالات علمية هامة في مجالات متعددة لا يفهمها إلا المتخصص.

ومن هذه المجالات (التآكل والتحكم في التآكل؛ المغروسات الطبية الفلزية؛ الحفازات الكهربية المستخدمة في مجالات الطافة والبطاريات وإنتاج الهيدروجين وتحلية المياه وخلايا الوقود والخلايا الضوئية والبطاريات الفائقة وأيضا مجال دراسات الأكاسيد شبه الموصلة)، والجائزة مخصصة لإنتاج الباحثين على فترة ممتدة من الزمن من الممكن أن تكون على آخر 30 أو 35 بحثا نشرتهم خلال السنوات الماضية.

*هل يمكن أن تحدثينا أكثر تفصيلا عن مسيرتك العملية في مجال تآكل الفلزات وتطوير المواد الفلزية ذات بنية نانومتريه واختيار أجهزة استشعار فعالة؟

استطعت خلال السنوات الماضية نشر أكثر من 90 بحثا في مجلات عالمية مختلفة، وهو ما أهلني لأن أحصد العديد من الجوائز العلمية المحلية والعالمية، وضع اسمي ضمن قائمة جامعة ستانفورد الأمريكية لأفضل 2% من علماء العالم في أكتوبر 2020، وبدأت مشوار البحث العلمي من بداية التخرج عام 1965، ثم الانضمام إلى البحث العلمي من خلال تعييني معيدة بكلية العلوم جامعة القاهرة، ليتم نشر أول بحث لي عام 1970.

*ما أوجه الاستفادة من أبحاثك العلمية؟

 الاستفادة تكون عن طريق الأبحاث التي تنشر مما يجعلها متاحة أمام الجميع في قراءتها والاطلاع عليها ويستطيع عدد كبير من الاستفادة منها، ومنها أبحاث تعود بالنفع بكل تأكيد على المواطن وتخدم المجتمع من خلال تنفيذ تلك الأبحاث على أرض الواقع لخدمة المجتمع.

*برأيك ما السر وراء تفوق الأساتذة والعلماء المصريين في الخارج؟

الأستاذ المصري الجامعي مميز، وقد يكون أفضل من الأستاذ بالخارج، لكن الفارق الوحيد بينه وبين الخارج هو فارق الإمكانيات وهذا ما ينقصنا، فالغرب دائما يهتم بتوفير الإمكانيات المادية والأجهزة والمعدادات التي تساعد الباحث على التطور وتقديم مزيد من الأبحاث.

لذلك يجب توفير الإمكانيات للباحث والأستاذ المصري حتى يستطيع الوصول بالبحث إلى مستويات عالية؛ لأن الباحث يطمع دائما في المزيد من الإمكانيات حتى يكون قادرا على التواجد بالساحة العالمية ومحاكاة الأبحاث العالمية التي تنشر من الخارج هي مسالة إمكانيات فقط".

وسر تقدم البحث العلمي في دول الغرب هو توفير المواد والإمكانيات وكل ما يطلبه الباحث لذلك أطالب بمزيد من توفير الإمكانيات والمواد والأجهزة التي يحتاجها الباحث داخل المعامل، لأن النهوض بالبحث العلمي هو سر تقدم أي دولة.

وكذلك يجب تطوير المعامل البحثية بالجامعات وأطالب الدولة والرئيس بتوفير مزيد من الإمكانيات لنا حتى نستطيع تطبيق التجارب البحثية، وليس ذلك فقط بل تطبيقها والاستفادة منها على أرض الواقع حتى لا تصبح مركونة على الأرفف كغيرها من الأبحاث والرسائل.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"






الجريدة الرسمية