رئيس التحرير
عصام كامل

كيف تناول القرآن الكريم رحلتي الإسراء والمعراج وتفسيراته؟

الإسراء والمعراج
الإسراء والمعراج
يحتفل المسلمون اليوم الأربعاء، بليلة الإسراء والمعراج والتي توافق السابع والعشرين من شهر رجب من كام عام هجري.


وأعلنت دار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، إن ليلة الإسراء والمعراج تبدأ من مغرب اليوم الأربعاء 26 رجب 1442هـ الموافق 10-3-2021، حتى فجر الخميس 27 رجب 1442هـ الموافق 11-3-2021م.

ونسلط في التقرير التالي تناول القرآن الكريم لرحلتي الإسراء والمعراج.


سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الإسراء: 1]

رحلة الإسراء والمعراج 


تنزه الله سبحانه وتعظَّم؛ لقدرته على ما لا يقدر عليه أحد سواه، فهو الذي سيّر سيدنا محمدًا صلّى الله عليه وسلّم روحًا وجسدًا يقظة بجزء من الليل من المسجد الحرام إلى مسجد بيت المقدس الذي باركنا حوله بالثمار والزروع وبمنازل الأنبياء عليهم السلام؛ ليرى بعض آياتنا الدالة على قدرة الله سبحانه، إنه هو السميع فلا يخفى عليه مسموع، البصير فلا يخفى عليه مُبْصَر.


 أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى ﴿12﴾ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى ﴿13﴾ عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ﴿14﴾ عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ﴿15﴾ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى ﴿16﴾ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ﴿17﴾ لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ﴿18﴾ أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى ﴿19﴾ وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى ﴿20﴾ سورة النجم


دعاء ليلة الإسراء والمعراج 


وفي تفسير الوسيط للشيخ محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر الشريف: وبخ  سبحانه  المشركين على تكذيبهم للنبى - صلى الله عليه وسلم - فيما يخبرهم عنه من شئون الوحى ، فقال : ( أَفَتُمَارُونَهُ على مَا يرى ) .

والمماراة: المجادلة والملاحاة بالباطل، ويقال: مارَى فلان فلانا مماراة ومِرَاء ، إذا جادله ، مأخوذ من مَرَى الناقة يَمْريها . إذا مسح ضرعها ليستدر لبنها ، ويأخذه كاملا ، فشبه الجدال بذلك ، لأن كل واحد من المتجادلين يَمرِّى ما عند صاحبه ، أى : يسعى لاستخراج كل ما عنده ، حتى يقيم الحجة عليه .

وعدى الفعل بعلى لتضمنه معنى المغالبة، أى: أفتجادلون نبينا محمدا - صلى الله عليه وسلم - فيما رآه بعينيه ، وتجادلونه فى شىء هو تحقق منه بعقله وبصره ، وهو ملاقاته ورؤيته لأمين وحينا جبريل - عليه السلام -؟ إن مجادلتكم له فى ذلك ، هو من قبيل التعنت الواضح، والجهل الفاضح ، لأنكم كذبتموه وجادلتموه فى شىء هو قد رآه وتحقق منه ، وأنتم تعلمون أنه صادق أمين.

فالمقصود بالاستفهام تبكيتهم وتجهيلهم على جدالهم بالباطل، هذا وقد ذكر العلماء، أن هذه الآيات، تشير إلى رؤية النبى - صلى الله عليه وسلم - لجبريل، على الهيئة التى خلقه الله - تعالى - عليها، فقد كان جبريل يأتى النبى - صلى الله عليه وسلم - فى صورة آدمى، فسأله أن يريه نفسه على صورته التى خلق عليها، فأراه نفسه مرتين: مرة فى الأرض وهى التى تشير إليها هذه الآيات، ومرة فى السماء، وهى التى تشير إليها الآيات التالية.

وتوسع الإمام ابن كثير فى ذكر الأحاديث التى وردت فى ذلك فقال ما ملخصه: عن عبد الله بن مسعود، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم ير جبريل فى صورته إلى مرتين، أما واحدة فإنه سأله أن يراه فى صورته، فسد الأفق، وأما الثانية فإنه كان معه حيث صعد.
الجريدة الرسمية