رئيس التحرير
عصام كامل

خبيرة نفسية تفسر أسباب انتشار التحرش في المجتمع

د.سهام حسن
د.سهام حسن
على الرغم من حملات مؤسسات المجتمع المختلفة سواء الأهلية أو الحكومية، ضد التحرش والمتحرشين، إلا أنه لازالت هذه الظاهرة تطارد مجتمعنا، فطالعتنا مواقع السوشيال ميديا منذ أيام بفاجعة تحرش جديدة، وهذه المرة بطفلة صغيرة، والتي تعرف باسم طفلة المعادي، والذي تحرش بها رجل في عمر والدها، بشكل يندى له الجبين، وتكرار حوادث ووقائع التحرش يجعلنا نقف أمامها محاولين الإجابة عن سؤال بعينه، وهو: ما هي اسباب التحرش.


أسباب التحرش

وتؤكد الخبيرة النفسية الدكتورة سهام حسن، أن هناك أسباب عديدة وراء انتشار التحرش بهذا الشكل المقلق في مجتمعنا، وهو ما تستعرضه في السطور التالية.

التفكك الأسري ومشاكل الانفصال العاطفي بين الوالدين والطلاق من أهم وأول الأسباب على قائمة الأسباب التي تدفع الشخص للتحرش، فغياب الحب والحنان والإحساس بالأمان والطمأنينة يدفع الشخص من طفولته للبحث عما يشعره بالتعويض والإحساس بذلك الشعور.

وغياب القدوة الحسنة في حياة الشخص منذ طفولته يمهد بوقوع كارثة كبيرة على المستوى الأخلاقي والديني فلم يجد في حياة الشخص من يقول له (=لا )، هناك حدود، لا تلمس أحد، ولا تقول ذلك الكلام فهو لا يليق بطفل مثلك.

تهرب الوالدان من الإجابة على أسئلة المراهق يدفع المراهق بالبحث بنفسه عن الاجابة دون كلل أو ملل، فأنت لم تجيب ولكن غيرك أجاب إجابة كانت هي المصيبة التي دمرت حياة المراهق، فتعلم الدخول على المواقع الإباحية والتحرش بالنساء في الشوارع هنا وهناك.

متحرش المعادي  

الإعلام الفاسد الذي يتشدق بنغمة ( لا للتحرش) هو من أبرز الأسباب في انفتاح أبنائنا على ثقافة التعري والمغازلة وتناول التحرش بشكل عادي يحدث كل مؤسف، عندما يرى الطفل بطل الفيلم الذي لم يتجاوز عمره الـ 9سنوات يتحرش ببطلة الفيلم، ماذا تنتظرون من أطفال يتحرشون وهم في عمر الزهور في المواصلات والمدارس والشوارع.

الأقارب والأصدقاء غير الأسوياء ممن هم يعانون من اضطرابات الهوية الجنسية والشذوذ الجنسي خطر على الأطفال الذين هم القدوة لهم للأسف، كذلك طرق تعاملك مع طفلك الذي قد يكون تم الاعتداء الجنسي عليه، وأنت لم تصدقه، وخوفهم من العقاب لعدم تصديقك ذلك يدفعه للتجربة في بعض الحالات.

طبيب نفسي: متحرش المعادي ليس مريضا بل مضطرب جنسيا بسبب تربيته

تعامل بعض عناصر الشرطة الخاطئ في بعض الأحيان، مع محاولة الفتيات إثبات التحرش بها، لتهدئة المشكلة، والتي قد تصل في بعض الأحيان إلى التطاول على الضحية وإهانتها وترهيبها، حتى لا تثير غضب الرأي العام يزيد من التحرش ويضخم الأزمة.

الاستخدام غير الواعي لوسائل الاتصال الحديثة من الإنترنت والتليفون، والتي يستخدمها مرضى الجنس في استغلال الأشخاص للتحرش اللفظي أو عبر المواقع الإلكترونية التي يدخل عليها الأطفال والمراهقين لتعليمهم أصول التحرش المتقنة.

وتؤكد الخبيرة النفسية في النهاية أن أصابع الاتهام تشير إلى الكثيرين في انتشار التحرش في مجتمعنا، فهناك من يرفعون شعار لا للتحرش، لكنهم في الحقيقة يتبعون مبدأ "اقتل القتيل وأمشي في جنازته"، فعدم الوعي الإعلامي، وغياب القدوة يساوي في النهاية مجتمع يرحب بالتحرش من أجل اللهو والمرح ولا يبالي في رفع الشعارات فيما بعد ليتشدق بها.
الجريدة الرسمية