رئيس التحرير
عصام كامل

خالد جاد الله: قرار إقالتي من منتخب الناشئين ظلم وأصحاب المؤامرة «إما اتسجنوا أو في ذمة الله» | حوار

خالد جاد الله لاعب
خالد جاد الله لاعب ونجم الأهلي السابق
حزين لعدم وجودى في منصب بالأهلي ولم أدخر أي جهد أو نقطة عرق من أجله

شغل المدربين في مصر بالعلاقات مع رؤساء الأندية والسماسرة


أخطأت عندما رفضت التعيين في شركات البترول لتأمين مستقبلي 

الجوهري اكتشفني من هليوبوليس و«صاحب فضل عليا».. وهذه حكاية خلافي مع المايسترو 

محمد حسن حلمى رئيس الزمالك أبدى اهتماما بضمي لكني رفضت

مسئولو السفارة المصرية فى غانا نصحونا بعدم نزول غرف ملابس ملعب كوتوكو لأن بها سحرا وتعاويذ 

المصري البورسعيدي تميمة حظي لهذا السبب
 
خالد جاد الله لاعب ونجم الأهلي السابق صاحب الصولات والجولات في الملاعب سواء لاعبا أو مدربا.. تألقه في نادي هليوبوليس فتح له أبواب قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك، لكن عشقه للأهلي حسم اختياره مبكرًا، بعدما وجد الراحل محمود الجوهري في منزل العائلة يتفاوض معه للانتقال إلى القلعة الحمراء، ليبدأ بعد ذلك مسيرة – رغم قصرها – حافلة بالإنجازات الكروية ، لتأتي الإصابة المبكرة وتكتب نهاية سريعة له ليعتزل اللعب وهو في سن الـ 28».

بعد اعتزاله اللعب اتجه صاحب لقب «المدفعجي» إلى التدريب، كان مرشحا أن يكون نجم التدريب، لكنه سرعان ما اختفى عن الأنظار، «فيتو» التقت «جاد الله» للحديث معه عن مشواره الكروي، سواء في المستطيل الأخضر أو في مجال التدريب.. وكان الحوار التالي: 


 
*لنعود إلى خطواتك الأولى في عالم الساحرة المستديرة.. حدثنا عن بدايتك في احتراف كرة القدم؟

 بدأت في نادي هليوبوليس الذي كان قريبا من منزلي في منطقة مصر الجديدة بالقاهرة ، وأحرزت أهدافا في الأهلي والزمالك في دوري البراعم تحت 14 عاما، وهو ما لفت انتباه القطبين اللذين أرادا ضمى، لكننى اخترت الانتقال إلى الأهلي الذي أشجعه أنا وأسرتى بالكامل.


*هل تتذكر تفاصيل مفاوضات انتقالك إلى الأهلي؟

كانت هناك دورة خماسي مجمعة نظمها نادي هليوبوليس في رمضان وشارك فيها ناديا الأهلي والزمالك وتواجد بها العديد من نجوم النادي الأهلي أمثال إكرامى ومصطفى يونس وصفوت عبد الحليم إلى جانب على أبوجريشة نجم نادي الإسماعيلي السابق، وشاركت وقتها مع نادي هليوبوليس وكنت نجم الفريق.


واستطعت إحراز العديد من الأهداف وسط نجوم الكرة المصرية ما لفت انتباه الجنرال محمود الجوهري الذي كان وقتها يشغل منصب مدرب فريق الأمل للنادي الأهلي، وفوجئت بوجوده بعد ذلك في منزلي بمنطقة مصر الجديدة من أجل إقناع والدي بالانتقال إلى النادي الأهلي، وفي نفس الوقت تفاوض معي الراحل الكابتن محمد حسن حلمى رئيس نادي الزمالك الذي أبدى اهتماما بضمي إلى النادي الأبيض، لكني رفضت نظرا لرغبتي في الانتقال إلى القلعة الحمراء.


*ماذا عن صعودك إلى الفريق الأول في الأهلي؟

تم تصعيدي إلى الفريق الأول بعد ثلاث سنوات من نجاحي مع قطاع الناشئين بالنادي الأهلي، حيث كنت أشارك مع فريقي وكذلك فريق الأمل الذي كان يشرف عليه كابتن جوهري وكان عمرى 17 عاما وبالتحديد في موسم 1977، وكان الأمر في غاية الصعوبة أن أشارك مع الفريق الأول نظرا لوجود جيل من أعظم الأجيال التي مرت على تاريخ النادي الأهلي بقيادة محمود الخطيب رئيس النادي الأهلي الحالي، ومصطفى عبده وصفوت عبد الحليم ومختار مختار ومصطفى يونس وإكرامى.


خاصة أننى كان يشارك في مركزى نجم كبير وهو الراحل صفوت عبد الحليم، وكان وقتها المدرب المجرى الكبير هيديكوتى الذي أشركنى في فترات قصيرة في البداية، وبعد اعتزال الراحل صفوت عبد الحليم شاركت بصفة أساسية وكانت البداية مع الفريق الأول بالنادي الأهلي.


*حدثنا عن أول مباراة لك مع الفريق الأول ؟

 أول مباراة لي مع النادي الأهلي كانت أمام المصري البورسعيدي الذي كان يعد تميمة الحظ لي، فأول مباراة لي كانت أمامه وأحرزت في شباكه هدف الفوز بكأس مصر عام 83، وصنعت هدف التعادل الشهير لعلاء ميهوب في شباك المصري في الدقيقة الأخيرة، وفي الوقت الإضافي أحرزت هدفا، وأحرز سمير فوزي الهدف الثالث وفَزنا بالكأس أيضا.


*حدثنا عن بطولاتك مع الأهلي وما أغلى بطولك بالنسبة إليك؟

حققت العديد من البطولات مع الأهلي سواء دوري عام أو كأس مصر أو أفريقيا أبطال دوري وأبطال كئوس إلا أن البطولة الأغلى عندي هي بطولة أفريقيا موسم 82 التي فزنا بها أمام كوتوكو الغاني، ومن قلب قبيلة الأشانتي، حيث حققنا الفوز في القاهرة بثلاثية وتعادلنا هناك بهدف لكل فريق.


وكان لـ«الخطيب» دور كبير في تحقيقها باهدافه الحاسمة طوال البطولة حتى هدف التعادل أمام كوتوكو الذي أزاح الجميع وحسم البطولة، هذه البطولة كانت الأولى للأهلي في أفريقيا بعد أن حققها الإسماعيلي بالفوز على الإنجلبير ومررنا فيها بظروف غاية في الصعوبة خاصة مباراة العودة أمام كوتوكو حيث توجهنا إلى غانا بطائرة حربية وكانت رحلة في غاية الصعوبة حيث حاصرتنا الجماهير وظلت حافلة الفريق لا تستطيع دخول الملعب لمدة نصف ساعة.


وبدأ اللاعبون يشعرون بالاختناق، وطلب مسئولو السفارة المصرية منا وقتها عدم نزول غرف الملابس لأن بها سحرا وعليها تعاويذ ونصحونا بقراءة القرآن، وكانت الأجواء متوترة وفوجئنا برئيس غانا يهبط بطائرته في أرض الملعب، وذبحوا خنزير في الملعب والجماهير في غاية الحماس، وكانوا قبلها قد فازوا على الزمالك بخمسة أهداف، وكانوا فريقا قويا جدا إلا أننا استطعنا تحقيق البطولة وإسعاد الشعب المصري الذي زحف بمئات الآلاف لمطار القاهرة لاستقبالنا.


*وهل هناك بطولة حزنت جدا لخسارتها؟

بطولة أفريقيا موسم 83 والتي خسرناها أمام كوتوكو أيضا، حيث تعادلنا هنا بدون أهداف وهزمنا في لقاء العودة بهدف، وأتذكر وقتها أن فريق كوتوكو كان يضم عبيدي بيليه نجم غانا الأسطوري، وفوجئت ليلة المباراة بالكابتن محمود الجوهري يطلب مني مراقبة عبيدي بيليه فاستغربت جدا فأنا لا اجيد الأدوار الدفاعية.


وطلبت منه أن يسند مراقبة بيليه لمجدي عبد الغني، إلا أنه رفض وقال لي نصا اللاعب الحريف لما يمسكه لاعب حريف مثله يستطيع إيقافه وإنه لا يريد أي التحامات معه أو فاولات على حدود منطقة الجزاء أو ركلات جزاء، ولذلك طلب مني مراقبته، وبالفعل لعبت عليه ولم يظهر طوال اللقاء بمستواه بسبب رقابتي له.


* الإصابة كانت سببا في قصة اعتزالك الكرة حدثنا عن ذلك؟

تعرضت لإصابة في العضلة الأمامية والنادي الأهلي أمر بسفري إلى لندن للعلاج واستمريت هناك لمدة شهر واستعديت للعودة، لكن بعد أول مباراة وكانت أمام الترسانة شعرت بالإصابة مرة أخرى ولم أجد مفرا من اعتزال الكرة وأنا عمري 28 سنة مكتفيا بما قدمته مع القلعة الحمراء.


*من تألقك في الملاعب إلى التألق في مجال التدريب.. حدثنا عن مشوارك التدريبي الكبير؟

بعد أن اعتزلت كرة القدم توجهت للعمل في مجال التدريب وأصقلت نفسي بالدراسات والشهادات الكبيرة، وتوليت منصب مدرب فريق 14 عاما بنادي الشمس، وحققت معه نجاحا مبهرا وفزنا في أغلب مبارياتنا أمام كل الفرق بما فيها أهلي وزمالك ومقاولون.


ووقتها فاز الأهلي بلقب الجمهورية بفارق بسيط عن الشمس الذي احتل المركز الثاني، وكان ذلك إنجازا للنادي وقتها وانتقلت بعدها للعمل في قطاع الناشئين بالنادي الأهلي، واستطعت تكوين فريق جدا يمتلك مجموعة كبيرة من النجوم مثل هاني وإبراهيم سعيد وأشرف أبو زيد وأحمد صلاح حسني وأمير عبد الحميد وأحمد إكرامي رحمة الله عليه ومحمد جودة وأحمد بلال والعديد من النجوم وكنا نفوز بدوري الحمهورية قبل انتهائه بستة وسبعة أسابيع.


وشاركنا في دورة ودية دولية ينظمها نادي الوحدة الإماراتي، وحققنا لقبها بعد الفوز على فريق بايرن ليفركوزين والوحدة أ وب والترجي التونسي، وكان يحضر البطولة جمهورا بلغ 30 ألف متفرج، ووعدت وقتها صالح سليم بتسليمه فريقا كاملا من أبناء النادي سيكون قادرا على تحقيق البطولات لسنوات.


ووقتها سافرت لمدينة لايبزج بألمانيا وحصلت على دورة تدريب معتمدة من جامعة لايبزج واتحاد الكرة الألماني تتيح لي تدريب فرق الدرجة الثانية بالدوري الألماني للمحترفين، وعند عودتي فوجئت بصالح سليم يطلب مني تولي منصب المدير الفني لمدرسة الكرة، فأخبرته بأنني ليس لدى مانع لكني طلبت منه أن ينتظر موسما واحدا أنفذ وعدي لك بتسليم فريقي الذي وعدتك به.


إلا أن كابتن طارق سليم الذي كان يتولي منصب مدير الكرة رفض وتمسك بوجودي في مدرسة الكرة فرفضت وسافرت بعدها للعمل مع نادي الاتفاق السعودي، وقدت فريق الشباب هناك، وكنت أبحث عن اللاعبين بملاعب الكرة في مدينة الخُبر هناك، وكونت فريقا وبذلت مجَهودا كبيرا معهم، واستطعت تحقيق بطولة المملكة للشباب بعد الفوز بـ25 لقاء والتعادل في لقاء واحد.


ووقتها كان ذلك إنجازا كبيرا جدا واحتفلوا بى هناك، وحصلت من رئيس النادي على مكافأة مالية ضخمة، وتوليت بعدها فريق الشباب المصري، واستطعت أن أصنع جيلا محترما، وخضنا مباريات في غاية القوة وحققنا انتصارات مذهلة أشاد بها الجميع.

*جدل كثير دار حول رحيلك عن المنتخب وقتها وشائعات طالتك حدثنا عنها؟

 فوجئت بعد عودتنا من أحد المعسكرات العربية بافتعال أزمة تهريب الفيديوهات من مطار القاهرة وتم الزج باسمي فيها، والجميع كان يعلم أنني بريء ولا دخل لي بها على الإطلاق، وكانت عبارة عن تصفية حسابات مع رئيسة البعثة وقتها، ولم أقل وقتها إلا كلمة واحدة وهي حسبي الله ونعم الوكيل في كل من ظلمني وشوه صورتي، وبالفعل كل من شارك في هذه المؤامره مات أو سجن وأنا بصراحة اتظلمت كثيرا.


*بصراحة.. هل أنت حزين لعدم وجودك في منصب داخل النادي الأهلي؟

بالفعل حزين.. فأنا لم أدخر أي جهد أو نقطة عرق من أجل الأهلي، وكنت أتمني أن أتواجد به سواء بمنصب مدرب أو في القطاع أو أي مجال، لكني لن أطلب ذلك من أحد كما اعتدت طوال عمري وطبعا وجودي في الأهلي شرف كبير لي.

*من من اللاعبين ما زال على تواصل معك حتى الآن؟

أتواصل مع الجميع على فترات خاصة وأن الجميع ينشغل بحياته الخاصة.

*ما تقييمك لموسيماني المدير الفني للأهلي؟


موسيماني مدرب جيد ويمتلك كل مقومات النجاح والإدارة توفر له الاستقرار والتدعيمات التي يطلبها وأتوقع نجاحه مع الأهلي.

*ماذا عن حياتك الأسرية؟

أسرتي كل حياتي وتتكون من زوجتي الحبيبة عشرة العمر ورفيقة الدرب التي ساندتني كثيرا، وابنتي الكبيرة داليا وابني عمر وأتمنى لهم التوفيق وعارف إنهم متعلمين كويس وشخصيتهم قوية والحقيقة أنا نادم لأني لم أسع للتعيين في إحدي شركات البترول مثل زملائي من أجل تأمين مستقبلي، خاصة وأن الكرة غير مضمونة والعمل في مجال التدريب أصبح بالعلاقات مع رؤساء الأندية والسماسرة وأنا ليس من طبيعتي أن أتسول العمل وكرامتي فوق كل اعتبار.

*وجه كلمة للراحل الكابتن محمود الجوهري؟

«الجوهري» صاحب فضل كبير جدا عليا وكان سبب ضمي للأهلي وساندني كثيرا وكان يثق في وبقدراتي، وحتى الآن أتذكره بكل خير وادعو له، والحق أن الكابتن الجوهري رحمة الله عليه كان موهوبا وبيحكيلنا الماتش قبل ما نلعبه، وكان بيحفظنا كل حاجة عن الفرق التي سنواجهها، وكان دائما ما يؤكد لي انني سأصبح مدربا كبيرا في يوم من الأيام وأصقلني تدريبيا بشكل ممتاز، وكان يعتبرني أحد أبنائه وأنا اعتبرته والدي.

*وجه رسالة لمحمود الخطيب؟

محمود الخطيب أيقونة جيله وحقق نجاحات كبيرة ومبهرة كلاعب، وسيحققها كرئيس ناد، وأتمني له الاستمرار في النادي دورات كثيرة مقبلة، لأنه موهوب كرويا وإداريا وكذلك على المستوى الأخلاقي.

*.. ورسالة لجمهور الأهلي؟

جمهور الأهلي تاج على رأسي، وأكون في قمة سعادتي بكلامهم عني في أي مكان أذهب إليه وأحب أن أقول لهم إننا من غيرهم ولاحاجه ووجودهم سر قوة الأهلي.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ"فيتو"
الجريدة الرسمية