رئيس التحرير
عصام كامل

وزيرة الثقافة: جائزة المبدع الصغير تنتصر للموهبة.. ومعرض القاهرة للكتاب في موعده وهذه خطتي لـ2021 | حوار

الدكتورة إيناس عبد
الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة
نستكمل مشروع "الثقافة عن بعد" بالتعاون مع وزارة الاتصالات وإعادة هيكلة المواقع الإلكترونية لكل قطاع 

أتابع كل ما يحدث على السوشيال ميديا.. وأرد على الشكاوى والاقتراحات بنفسي 


تغيير القانون سبب تأخير الانتهاء من إجراءات الشركة القابضة للصناعات الثقافية 

"الفلوس" ليست التحدى الوحيد الذي نواجهه في قطاع الفنون التشكيلية

أكره الروتين وأستخدم التكنولوجيا في التواصل مع قيادات وزارة الثقافة حتى مطلع الفجر

نشارك في مشروع تطوير الـ 1500 قرية ضمن المبادرة الرئاسية 

أجندة 2021 تحمل مفاجآت للجمهور.. ونسعى إلى نقل الحفلات إلى مسرح العلمين بمارينا
أذاكر يوميا للتحضير لعدة حفلات سأقدمها خلال الفترة المقبلة

لدى فريق عمل يتابع اهتمامات الناس على السوشيال ميديا ويبلغنى أولا بأول  

الاحتفاء بالمبدعين على قيد الحياة أحد خطط الوزارة

لا تكتفى الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة بالعمل داخل مكتبها أو الحركة الميدانية، بل تتابع آخر مستجدات سير العمل داخل قطاعات الوزارة مع القيادات حتى الرابعة فجرا يوميا.. وزيرة دينامكية تكره الروتين وتستغل التكنولوجيا في إدارة المشكلات..تؤمن بالقدرة البشرية على تحقيق المستحيل. 

في حوارها مع «فيتو» كشفت إيناس عبد الدايم كيف تدير الوزارة خارج مواعيد العمل الرسمية لإنجاز المهام، وما تواجهه من تحديات في تحقيق تنمية ثقافية حقيقية في البشر قبل الحجر، وما تحمله أجندة وزارة الثقافة من مفاجآت للجمهور خلال عام 2021، ومستقبل معارض الكتاب، لا سيما معرض القاهرة الدولي للكتاب.

كما تحدثت بشكل مستفيض عن جائزة المبدع الصغير التي تم استحداثها مؤخرًا والهدف منها، كما تطرقت الوزيرة إلى المشاكل والتحديات التي تواجه الوزارة، لا سيما في زمن كورونا، وكيف تغلبت عليها، كما تطرق الحوار إلى مناطق ومحاور عظيمة الأهمية، نتعرف على تفاصيلها فى نص الحوار التالى:
 

* احتفلنا مؤخرا بتدشين جائزة الدولة للمبدع الصغير.. من وجهة نظرك كفنانة قبل أن تكوني وزيرة.. ما أهمية تلك الجائزة في خلق أجيال مبدعة وهل سنرى العقاد وأحمد رامى ومصطفى مشرفة مرة ثانية؟

جائزة الدولة للمبدع الصغير التى تم استحداثها مؤخرا برعاية كريمة من السيدة انتصار السيسي، هي أحد الإنجازات الكبيرة للدولة المصرية، خاصة وأنها جائزة فريدة من نوعها وأول جائزة متخصصة للطفل، فجوائز الدولة جميعها لم تكن تخاطب الطفل والنشء.

وتهدف إلى اكتشاف مواهب وعبقريات في سن مبكرة، فالجائزة تساهم في رسم خطوط مستقبل النشء والأطفال، وتعد حافزا للأسرة أيضا بحيث ترعى موهبة أبنائها بشكل مختلف، وتلزم الدولة نفسها بالاهتمام والمحافظة على هذه المواهب وتقديم الرعاية الكاملة لها.

* تسير وزارة الثقافة بشكل متواز مؤخرا في شقين.. الاحتفاء برموز الفكر والفن المصرى مع إطلاق مبادرات في شتى المجالات لاكتشاف المواهب الشابة.. حدثينا عن تلك الإستراتيجية؟

الاحتفاء بالمبدعين الذين على قيد الحياة أحد خطط الوزارة، فتاريخنا مملوء بالكنوز والعبقريات والإنجازات الكثيرة، ولكن الأجيال الجديدة غير مواكبة لما كان يحدث من قبل، ولا تعلم عن هؤلاء العظماء شيئا، والاحتفال بهم يرد لهم الجميل ويسلط الضوء على عطائهم تجاه وطنهم، خصوصا وأن الازدهار الحقيقي للإبداع المصري بدأ منذ سنين كثيرة، ولكن محوره كان خلال فترة الخمسينيات والستينيات.

ونسعى إلى أن تعرف الأجيال الحالية تاريخ هؤلاء وتراهم وهم أحياء بإعادة إنجازاتهم من جديد، واستعراض أعمالهم وإعادتها سواء كتابا ومؤلفين أو موسيقيين وملحنين وغيرهم، وهذا مفيد للأجيال الشابة الذين قد لا يعلمون جزءا كبيرا عن تاريخهم. والاحتفاء مثلا بمئوية الدكتور ثروت عكاشة هو فخر لنا كمصريين ووطن عربي بأن نحتفي بهذه الشخصية العبقرية الفريدة الذي ما زلنا نجني تأثيره الثقافى حتى اليوم، فهو من وضع حجر الأساس للفكر والمنشآت معا ونبني على ما أنجزه من قبل.

أما فيما يخص الشباب فنسعى دائما إلى اكتشاف مواهبهم وإعطائهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم ودعمهم لتحقيق ذواتهم، وفى الوقت نفسه نعطيهم النماذج المبدعة بطريقة غير مباشرة والإستراتيجية تعتمد على ربط الجيلين بعضهم البعض من حيث ترسيخ الهوية وتعريف الشباب بتاريخهم من خلال استخدام لغتهم، وأرى تفاعل الشباب معنا بشكل كبير مما يدل على أن مصر دولة شابة.

*وزارة الثقافة من أكثر الوزارات التي استطاعت أن تستثمر أزمة كورونا.. حدثينا عن الوجه الإيجابي للجائحة وكيف تمت الاستفادة منها؟

الوجه الإيجابي لكورونا بالنسبة لوزارة الثقافة كان له تأثير كبير للغاية، كنا نعيش في محنة ولكن تم استثمار هذه الفترة بشكل جيد جدا، فاقتحمنا المجال الرقمي في يوم وليلة وهو ما كنا نفكر فيه منذ فترة طويلة، وأفادنا كثيرا، وبالفعل اتجهنا لتدشين قناة لوزارة الثقافة على موقع الفيديوهات الشهير «اليوتيوب» كنوع من الترفيه في ظل حظر التجوال لنتواصل مع الجمهور، والحجر المنزلى الذي فرضه فيروس كورونا علينا جميعا.

وفى نفس الوقت أنجزنا ملفا مهما للغاية وهو جمع إنجازات وزارة الثقافة وما تملكه من كنوز على مدار سنوات طويلة، سواء للأعمال الأدبية والفكرية أو الأعمال الفنية السمعية والبصرية من مشاهدة الحفلات والمسرحيات والصالونات الثقافية، وزيارة المتاحف أونلاين وتحميل الكتب مجانا، وكان هناك إصرار من جميع القطاعات على الانطلاق الفورى، ونستكمل الآن ما بدأناه، وأرى أن أزمة كورونا هي من خلقت تلك الدفعة القوية التي انطلقت في التوقيت الصحيح لنشر روح الأمل والبهجة في نفوس الناس.

* أزمة كورونا خلقت فكرا مختلفا بدخول وزارة الثقافة المجال الرقمي.. فهل تم تأسيس إدارة متخصصة للعمل التكنولوجي بحيث يكون مشروع "الثقافة عن بعد " هو المشروع المستقبلي؟

بالطبع تم تشكيل لجنة مختصصة تتابع التحول الرقمى الذي كنا بدأناه ولم ينطلق إلا مع أزمة كورونا، وحاليا نستكمل المشروع بشكل احترافى وبالتعاون مع وزارة الاتصالات، لإعادة هيكلة وتدشين مواقع لكل هيئة وقطاع تابع لوزارة الثقافة، ومشروع الثقافة عن بعد هو جزء من ضمن عدة مشروعات قادمة للوزارة نعمل عليها الآن.

* على أثر الحديث عن الفضاء الرقمي.. أين وزيرة الثقافة من السوشيال ميديا؟

أتابع وسائل التواصل الاجتماعى ولكن ليس بقوة، نظرا لطبيعة ضغط العمل اليومي، بالإضافة إلى أنني أذاكر يوميا للتحضير لعدة حفلات سأقدمها خلال الفترة المقبلة.

ولدى فريق عمل يتابع اهتمامات الناس على السوشيال ميديا ويبلغنى أولا بأول، وهناك شيء ملحوظ أنا سعيدة به وهو اهتمام الناس بالثقافة، وكثيرا من رواد المواقع يرسلون إلى على فيس بوك وأتواصل معهم بشكل شخصي، وإذا كان هناك مشكلة لدى أحد أدرسها وأحاول حلها سريعا، بالإضافة إلى أننا نتلقى رسائل يوميا يتم بحثها جيدا بما في ذلك الشكاوى والاقتراحات على الصفحات الرسمية للوزارة ونتواصل مع الجمهور بشكل مباشر.

* منذ فترة لم نسمع عن آخر تطورات أعمال الشركة القابضة للصناعات الثقافية.. كيف يسير العمل بها؟

أخذنا خطوات كثيرة في تأسيس الشركة، ولكن قانون الشركات القابضة تم تغييره أكثر من مرة كان أخرها في 2020، ولكن حاليا نستكمل العمل في الشركة القابضة للصناعات الثقافية والتي سيخرج منها السينما وباقى الشركات ووصلنا لمراحل نهائية.

* ما زال قطاع الفنون التشكيلية بعيدا عن الشارع.. فأين يقع على أجندة وزارة الثقافة وما التحديات التي يواجهها؟

قطاع الفنون التشكيلية كان يعانى من إغلاق أكثر من متحف مهمين للغاية، والحمد لله افتتحنا متحف الفن الحديث بعد الانتهاء من مشكلات إغلاقه، والمشكلات لا تنحصر في الإغلاق بسبب أعمال التطوير.

ولكن في أحيان كثيرة يكون السبب فيها على سبيل المثال أعمال الكهرباء أو أي إعاقة أخرى، وأنا مبدئى دائما ليس الحل المؤقت فإذا افتتحنا متحفا سيكون افتتاح للاستمرارية، أما بالنسبة للتحديات فهى ليست كلها مالية وإنما عوامل كثيرة ومنها الدفاع المدنى، وخلال أيام سنفتتح متحف محمد محمود خليل وحرمه بعد الانتهاء من سيناريو العرض المتحفي والذي أغلق لما يقرب من 10 سنوات.

أيضا متحف الجزيرة المغلق لأكثر من 30 عاما ويجرى العمل فيه الآن وسيتم افتتاحه خلال 17 شهرا، وبمنتهى الأمانة أزمة كورونا أثرت بشكل كبير.. فليس كل القطاعات داخل الوزارة متساوية الخسائر وجزء كبير من فعاليات الفنون التشكيلية هي صالونات فنية، وللأسف الشديد قرار تعليق المهرجانات والمؤتمرات والأحداث الكبرى يمثل عائقا كبيرا، نتمنى أن تزول تلك الجائحة خلال الفترة المقبلة.


* دائما ما تلجأين إلى الحل الأصعب دون تغيير قيادات القطاعات.. فلماذا؟

أؤمن بمبدأ إعطاء الفرص كاملة ومثلما هناك إخفاقات هناك أيضا نجاحات، فأدرس كل الإمكانيات وتوفير كافة الاحتياجات حتى نحقق أهدافنا، ففى كثير من الأحيان تكون الإعاقات ليست في المسئول الأول أو القيادة نفسها، وتكون في جوانب كثيرة أخرى، وبعد كل ذلك إذا وجدت أن الأزمة في عدم قدرة القيادة على تحقيق الخطة المتفق عليها أفكر في الحل الآخر.

* إيناس عبد الدايم وزيرة رقمية تدير الثقافة بتطبيقات التواصل الاجتماعية.. فكيف تفعلين ذلك؟

أتواصل مع قيادات الوزارة طوال الـ 24 ساعة وهم أنفسهم اعتادوا على ذلك عن طريق المكالمات والرسائل، فمن الممكن أن نظل نعمل حتى الرابعة فجرا بعد مواعيد العمل الرسمية.. فأنا شخصية ملتزمة بالقانون وغير روتينية على الإطلاق، في معظم الأحيان يكون الروتين عائقا كبيرا مع أن حل المشكلة قد لا يحتاج نصف دقيقة لإنجازه عن طريق تليفون فقرار ثم تنفيذ.

* معرض فيصل الرمضاني للكتاب ومعرض القاهرة الدولى للكتاب الـ51.. هل هناك أي نية لإلغائهما؟

بإذن الله يقام المعرضان في موعدهما، ونعمل الآن على التجهيز لأكثر من معرض للكتاب وليس فقط معرض فيصل الرمضاني لتعويض ما فقدناه خلال الفترة الماضية، ووجهنا خطابا إلى مجلس الوزراء لاستعادة إقامة معارض الكتب بلا أنشطة فنية وثقافية، وستقام الدورة الـ 51 من معرض القاهرة الدولي للكتاب في موعدها 30 يونيو بإذن الله.

*ماذا تحمل أجندة الدكتورة إيناس عبد الدايم من مفاجآت في 2021؟

نستكمل الاحتفال بمئوية الدكتور ثروت عكاشة، وفى النصف الثانى من العام نحتفل بمرور 40 سنة على وفاة الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور، أيضا عندنا أحداث كثيرة هامة نستعد لها وهى مئوية مسرح سيد درويش، مرور 150 عاما على المسرح القومي، الاحتفال بعام مصر وروسيا، أيضا سنستثمر ما أنجزناه في مسرح النافورة في الأوبرا الذي أنشئ وقت جائحة كورونا فنضع له برنامجا مميزا ليكون بديلا لأماكن كثيرة.

فالموسم به يبدأ من أواخر مارس وحتى ديسمبر، حيث إننا سنلجأ إلى المسارح المكشوفة لعرض المسرحيات وإقامة الحفلات والتي ستعوضنا عن إقامة بعض المهرجانات التي بها تعذرت بسبب كورونا،وأتمنى أن يعود مهرجان القلعة للموسيقى والغناء.

أيضا نعمل الآن على مفاجأة كبيرة، حيث خاطبنا الدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق العامة، للعمل على مسرح العلمين بمارينا، بحيث يكون بيننا تنسيق خلال الفترة المقبلة، وإقامة حفلات فنية تابعة للوزارة عليه، كما أنني سعيدة بخطة مسرح المواجهة والتجوال وسأذهب معهم إلى المحافظات والقرى ولن أجلس خلف مكتبي.

كما يتم الانتهاء الآن من برامج المسارح المتنقلة بحيث سيشارك فيها كل قطاعات الوزارة من دار الأوبرا وهيئة الكتاب والمجلس الأعلى والبيت الفني والإنتاج الثقافى، بالإضافة إلى العمل في مشروع الـ 1500 قرية الذي يعد من أهم المشروعات الوطنية والتواصل مع كافة الجهات المعنية لبدء التنفيذ.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"..
الجريدة الرسمية