57 عاما على رحيل الكوميديان عبد الفتاح القصري
تميز بلون كوميدي مميز وخفة دم طبيعية؛ ما أعطاه انفرادا في تقديم العديد من الأدوار، اشتهر بعبارة مازالت تتردد على الألسنة حتى الآن رغم مرور أكثر من نصف قرن، مثل: "أنا كلمتي متنزلش الأرض ابدا"، فى فيلم "ابن حميدو"، وعبارته "ياصفايح الزبدة السايحة.. يابراميل القشطة النايحة" فى فيلم "لو كنت غني"، وجملته الشهيرة فى فيلم "سكر هانم": "ست ؟! أنا مش شايف قدامي أي ست".
هو الفنان الكوميدي عبد الفتاح القصري الذي رحل في مثل هذا اليوم 8 مارس 1964، استطاع بأسلوبه فى الكلام وحركات جسده وقامته القصيرة وعينيه التى أصيبت إحداها بالحول.. كل هذا صنع منه كوميديان لم ولن يتكرر.
مولد عبد الفتاح القصري
ولد الفنان عبد الفتاح القصري عام 1905 لأب ثري يعمل في تجارة الذهب وتلقى تعليمه في مدرسة الفرير حتى أتقن الفرنسية، ظهر حبه للتمثيل وهو صغير فالتحق بفرقة عبد الرحمن رشدي ثم فرقة الريحاني وأخيرا فرقة إسماعيل يس، وعندما تعارض اتجاهه للفن مع رغبة والده لمساعدته في تجارته اضطر إلى حرمانه من الميراث، إلا أن القصري تحدى العائلة كلها، واتجه إلى الفن معتمدا على نفسه.
بداية عبد الفتاح القصري الفنية
اتجه عبد الفتاح القصري فى البداية إلى فرقة جورج أبيض الذي حصره في الأدوار التراجيدية إلا أنه فشل في تقديمها وبدلا من أن يبكي المشاهدون كانوا ينفجرون في الضحك على شخصيته، فطرده جورج أبيض من المسرح، فالتقطه نجيب الريحاني وألحقه بمسرحه وحقق نجاحا مبهرا حتى أن الريحاني اختاره ليقدم معه فيلم "لعبة الست"، وبعد وفاة الريحاني ألحقه اسماعيل يس بفرقته ليتألق وتبتسم له الحياة وينهال عليه المال الوفير.
وبالرغم من أنه لم يلعب دور البطولة فى أفلامه إلا أنه استطاع بخفة ظله أن يصنع لنفسه مكانة تمثيلية عالية في عالم التمثيل، فقدم شخصية الرجل البسيط ابن البلد الفهلوي الذي يدعي المعرفة والثقافة في أكثر من ستين فيلما، من أشهرها: المعلم بحبح، لو كنت غني، بنت المعلم، لعبة الست، ابن حميدو، سي عمر، الآنسة حنفي، إسماعيل يس في متحف الشمع، سكر هانم، وهو آخر أفلامه الذى قدم فيه شخصية المعلم شاهين الزلط عام 1960.
فقدان البصر
وفى عام 1962 وقف القصري على خشبة المسرح، يؤدي مشهدا أمام إسماعيل يس، وفجأة أظلمت الدنيا أمامه واكتشف أنه فقد بصره، وظل يصرخ ويردد أنه فقد بصره، واعتقد جمهور المسرح أن المشهد جزء من المسرحية فزاد ضحكهم وتصفيقهم، لكن الفنان الراحل إسماعيل يس أدرك المأساة التي حلت بصاحبه وأسرع إليه يضمه إلى صدره، وأوقف المسرحية، وقام بنقل القصري للمستشفى، حيث تبين أن ارتفاع نسبة السكر وراء فقدانه البصر.
فى تلك اللحظة كان القصري متزوجا من شابة صغيرة في السن، جميلة بعد ثلاث زيجات فاشلة من قبل، وكان قد كتب لها توكيلا عاما لإدارة أموره، متوهما أنها ستكون سنده على الحياة فى آخر العمر، وبعد إصابته بالعمى طلبت منه الزوجة أن يطلقها، وكانت قد نقلت إلى نفسها بالتوكيل كل أملاكه، وعندما طلقها أحضرت زوجها الجديد ليعيش معها في نفس بيت القصرى.. والعريس هو ابن القصري بالتبني، وزاد الأمر مرارة أنها أصرت أن يكون القصرى شاهدا على عقد الزواج.. وبعد انتهاء العدة تزوجت وأقامت مع عريسها فى الحجرة المجاورة لحجرة القصرى وساءت معاملتها له، فساءت حالته الصحية وأصيب بتصلب الشرايين وفقدان الذاكرة.
مأساة عبد الفتاح القصري
في السنوات الأخيرة للقصري وعقب اشتداد المرض عليه، زارته الفنانة نجوى سالم واكتشفت المأساة فتحدثت إلى زملائها عن وضعه السيء، ونقلت وسائل الإعلام المصرية ما تعرض له على يد طليقته، ثم قامت نجوى سالم وماري منيب بمخاطبة السلطات لإنقاذ القصري، فقررت نقابة الممثلين صرف إعانة عاجلة ومعاش شهري له قدره عشرة جنيهات، كما سعت نجوى سالم أيضاً لدى اللواء صلاح الدسوقي، محافظ القاهرة وقتئذ ـ فحصلت للقصري على شقة بالمساكن الشعبية في منطقة الشرابية، وتبرع الكاتب يوسف السباعي بمبلغ 50 جنيهاً لشراء غرفة نوم حتى يجد القصري سريرا ينام عليه، وقادت الفنانة هند رستم حملة بين الفنانين للتبرع لعلاج زميلهم إلا أن المرض تمكن منه حتى كان الرحيل.
هو الفنان الكوميدي عبد الفتاح القصري الذي رحل في مثل هذا اليوم 8 مارس 1964، استطاع بأسلوبه فى الكلام وحركات جسده وقامته القصيرة وعينيه التى أصيبت إحداها بالحول.. كل هذا صنع منه كوميديان لم ولن يتكرر.
مولد عبد الفتاح القصري
ولد الفنان عبد الفتاح القصري عام 1905 لأب ثري يعمل في تجارة الذهب وتلقى تعليمه في مدرسة الفرير حتى أتقن الفرنسية، ظهر حبه للتمثيل وهو صغير فالتحق بفرقة عبد الرحمن رشدي ثم فرقة الريحاني وأخيرا فرقة إسماعيل يس، وعندما تعارض اتجاهه للفن مع رغبة والده لمساعدته في تجارته اضطر إلى حرمانه من الميراث، إلا أن القصري تحدى العائلة كلها، واتجه إلى الفن معتمدا على نفسه.
بداية عبد الفتاح القصري الفنية
اتجه عبد الفتاح القصري فى البداية إلى فرقة جورج أبيض الذي حصره في الأدوار التراجيدية إلا أنه فشل في تقديمها وبدلا من أن يبكي المشاهدون كانوا ينفجرون في الضحك على شخصيته، فطرده جورج أبيض من المسرح، فالتقطه نجيب الريحاني وألحقه بمسرحه وحقق نجاحا مبهرا حتى أن الريحاني اختاره ليقدم معه فيلم "لعبة الست"، وبعد وفاة الريحاني ألحقه اسماعيل يس بفرقته ليتألق وتبتسم له الحياة وينهال عليه المال الوفير.
وبالرغم من أنه لم يلعب دور البطولة فى أفلامه إلا أنه استطاع بخفة ظله أن يصنع لنفسه مكانة تمثيلية عالية في عالم التمثيل، فقدم شخصية الرجل البسيط ابن البلد الفهلوي الذي يدعي المعرفة والثقافة في أكثر من ستين فيلما، من أشهرها: المعلم بحبح، لو كنت غني، بنت المعلم، لعبة الست، ابن حميدو، سي عمر، الآنسة حنفي، إسماعيل يس في متحف الشمع، سكر هانم، وهو آخر أفلامه الذى قدم فيه شخصية المعلم شاهين الزلط عام 1960.
فقدان البصر
وفى عام 1962 وقف القصري على خشبة المسرح، يؤدي مشهدا أمام إسماعيل يس، وفجأة أظلمت الدنيا أمامه واكتشف أنه فقد بصره، وظل يصرخ ويردد أنه فقد بصره، واعتقد جمهور المسرح أن المشهد جزء من المسرحية فزاد ضحكهم وتصفيقهم، لكن الفنان الراحل إسماعيل يس أدرك المأساة التي حلت بصاحبه وأسرع إليه يضمه إلى صدره، وأوقف المسرحية، وقام بنقل القصري للمستشفى، حيث تبين أن ارتفاع نسبة السكر وراء فقدانه البصر.
فى تلك اللحظة كان القصري متزوجا من شابة صغيرة في السن، جميلة بعد ثلاث زيجات فاشلة من قبل، وكان قد كتب لها توكيلا عاما لإدارة أموره، متوهما أنها ستكون سنده على الحياة فى آخر العمر، وبعد إصابته بالعمى طلبت منه الزوجة أن يطلقها، وكانت قد نقلت إلى نفسها بالتوكيل كل أملاكه، وعندما طلقها أحضرت زوجها الجديد ليعيش معها في نفس بيت القصرى.. والعريس هو ابن القصري بالتبني، وزاد الأمر مرارة أنها أصرت أن يكون القصرى شاهدا على عقد الزواج.. وبعد انتهاء العدة تزوجت وأقامت مع عريسها فى الحجرة المجاورة لحجرة القصرى وساءت معاملتها له، فساءت حالته الصحية وأصيب بتصلب الشرايين وفقدان الذاكرة.
مأساة عبد الفتاح القصري
في السنوات الأخيرة للقصري وعقب اشتداد المرض عليه، زارته الفنانة نجوى سالم واكتشفت المأساة فتحدثت إلى زملائها عن وضعه السيء، ونقلت وسائل الإعلام المصرية ما تعرض له على يد طليقته، ثم قامت نجوى سالم وماري منيب بمخاطبة السلطات لإنقاذ القصري، فقررت نقابة الممثلين صرف إعانة عاجلة ومعاش شهري له قدره عشرة جنيهات، كما سعت نجوى سالم أيضاً لدى اللواء صلاح الدسوقي، محافظ القاهرة وقتئذ ـ فحصلت للقصري على شقة بالمساكن الشعبية في منطقة الشرابية، وتبرع الكاتب يوسف السباعي بمبلغ 50 جنيهاً لشراء غرفة نوم حتى يجد القصري سريرا ينام عليه، وقادت الفنانة هند رستم حملة بين الفنانين للتبرع لعلاج زميلهم إلا أن المرض تمكن منه حتى كان الرحيل.