رئيس التحرير
عصام كامل

زعيم الاستقلال المغربي: لا تراجع عن قرار الانسحاب من الحكومة

حميد شباط، الأمين
حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي،

أعلن حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي، ثاني أكبر قوة سياسية في المغرب، أن حزبه لم يتراجع عن قراره الانسحاب من الحكومة، التي يقودها عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الإسلامي.

جاء ذلك في كلمة ألقاها شباط خلال اجتماع للجنة المركزية لحزب الاستقلال مساء اليوم السبت بالعاصمة الرباط (وسط).
وأضاف: "لا تراجع عن قرار الانسحاب من الحكومة"، مشيرا إلى أن حزبه أرسل مذكرة العاهل المغربي محمد السادس "بها 19 نقطة تفصل الأسباب التي جعلتنا نعلن انسحابنا من الحكومة"، ووصف هذه الأسباب بـ"الموضوعية والواقعية".
وأضاف أن "القرار هو القرار، ونحاول تمريره بالإقناع ووسائل النقاش، ونحن أناس يريدون بناء الوطن".
ونفى شباط في الآن ذاته عرقلة حزبه لعملية الإصلاح، وخاطب رئيس الحكومة المغربية قائلا: "اعطونا ملف إصلاحي واحد أتيتتم به وعرقله حزب الاستقلال".
واتهم زعيم حزب "الاستقلال" حزب العدالة والتنمية بتبني منطق غير مقبول في تدبير شئون البلاد، خصوصا على مستوى التوظيف في المناصب العليا.
وقال: "التعين في المناصب العليا بالمحسوبية أسلوب بشع"، متسائلا: "إلى أين يسير بنا هؤلاء الناس، لا شفافية ولا محاربة للفساد، بل هذا هو الفساد بعينه".
وأَردف قائلا: " لا يمكن أن نكون في الحكومة ونرى هذ المنكر ونبقى فيها".
وكان حزب الاستقلال أكد، في بيان أصدره يوم الأربعاء الماضي، أنه "يعالج بمسئولية ونضج " جميع التطورات المرتبطة بإعلانه الانسحاب من الحكومة المغربية في 11 مايو الماضي.
وأعرب عن حرصه على "خدمة المصالح العامة للبلاد معبئا من أجل ذلك جميع الجهود والامكانيات".
كما اعتبر البيان نفسه استقبال العاهل المغربي محمد السادس لحميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، يوم الأربعاء الماضي، مبادرة "تترجم حرص جلالته على ضمان شروط الاستقرار وسيادة أجواء الثقة والاطمئنان".
واستقبل العاهل المغربي، أمس الأربعاء، شباط، على خلفية إعلان حزبه انسحابه من حكومة عبد الإله بنكيران.
لكن "الاستقلال" لم ينفذ قرار انسحابه، بعد مطالبة العاهل المغربي له ببقاء وزراء الحزب في الحكومة "حفاظًا على سيرها العام" حين عودته من جولة خارجية كان قد قام بها مؤخرا.
وسلم شباط للعاهل المغربي، خلال اللقاء، مذكرة من قيادات حزب الاستقلال، لم يكشف البيان الرسمي عن مضمونها.
وفي تصريحات للصحافة عقب الاستقبال الملكي، أكد شباط أن حزبه ينتظر في القريب العاجل جواب العاهل المغربي على مذكرته، وقال: "إننا ننتظر في القريب العاجل جواب صاحب الجلالة".
وتنتظر أحزاب الائتلاف الحكومي "التحكيم الملكي" في هذه الأزمة.
وكان حزب الاستقلال أرجع قرار انسحابه إلى ما قال إنه "انفراد الحكومة بالقرارات المصيرية الكبرى، واحتضانها للفساد وتشجيعها عليه، واستنفاد الحزب الطرق المؤسساتية في تنبيه الحكومة إلى الوضعية الاقتصادية الكارثية التي أوصلت إليها البلاد"، إضافة إلى "فشل الحكومة الكامل في جميع المجالات وسياساتها الممنهجة في استهداف القدرة الشرائية للمغاربة، وخلط من يسمى رئيس الحكومة بين مهامه الحزبية ومهمته الحكومية"، على حد قوله.

وعاد العاهل المغربي إلى البلاد، قبل أسبوعين، بعد قضائه إجازة خاصة استمرت أكثر من شهر في فرنسا.
ويضم الائتلاف الحكومي بالمغرب 4 أحزاب هي: "العدالة والتنمية" (إسلامي) و"الاستقلال" (محافظ) و"الحركة الشعبية" (وسط) و"التقدم والاشتراكية" (يساري).
ويملك حزب الاستقلال 60 مقعدا بمجلس النواب (الغرفة الأولى بالبرلمان) من أصل 395 نائبا، وله 5 وزراء في الحكومة.
وإذا تمسك "الاستقلال" بالانسحاب سيتراجع عدد مقاعد أحزاب الائتلاف الحكومي من 220 إلى 160 مقعدا؛ مما يعني أنه سيكون على الائتلاف كي يستمر في الحكم أن يعقد تحالفا يوفر له 38 مقعدا لتصبح حكومة بالحد الأدنى من الأغلبية، وهي 198 مقعدا.
وكان العاهل المغربي قد كلف بنكيران في 29 نوفمبر2011 بتشكيل الحكومة الحالية؛ إثر تصدَّر حزبه الانتخابات التشريعية في الشهر ذاته، وتولت الحكومة عملها رسميًا مطلع عام 2012.
الجريدة الرسمية