رئيس التحرير
عصام كامل

المصري أفندي.. ولد على صفحات روز اليوسف وعاش النجاح في آخر ساعة

كاريكاتير المصرى
كاريكاتير المصرى افندى
فى مثل هذا اليوم 7 مارس عام 1932، ولدت الشخصية الكاريكاتيرية "المصرى أفندى "الرجل القصير الذى يرتدى بدلة الأفندى والطربوش على رأسه وفى يده المسبحة، كعادة الموظفين منذ الثلاثينات وحتى الخمسينات، فعبرت الشخصية عن المزاج العام والشكل العام للشعب المصرى.


ميلاد شخصية المصرى أفندى 


تحكي السيدة روز اليوسف فى مقال لها عام 1951 عن بداية ظهور شخصية المصرى أفندى على صفحات المجلة التي تحمل اسمها، فقالت: فى البداية كانت تصدر مجلة الكشكول وهى تتضمن رسما كاريكاتيريا رسمه الرسام الإسباني سانتس، وفى هذا تفوقت الكشكول على روز اليوسف خاصة وأنها اختارت شخصية جحا فى رسوماتها.



فكرنا فى رسام يمكن أن يملأ هذا الفراغ فى روز اليوسف وتذكرت الرجل الأرمنى الكسندر صاروخان الذى طالما قدم رسوماته لنا فى روز اليوسف ورفضناها لأنها كانت تضم نكتا قديمة لا تعجبنا .

أرسلت فى استدعائه ولم يكن يعرف العربية فأحضرنا له رسومات سانتس وتصوره للشخصية المصرية، وبذل الأستاذ محمد التابعى مجهودا كبيرا حتى يفهم ما نقصده.

وبالفعل نجح صاروخان فى تقديم رسم كاريكاتيري يمثل رأى المجلة ، وأردنا أن تكون لنا شخصية خاصة بنا فاخترنا من الرسومات الأجنبية شخصية رجل يشبه المصرى أفندى يلبس قبعة وفى يده مظلة.

البسنا الشخصية الطربوش بدلا من القبعة واستبدلنا المظلة بالمسبحة وبدأ صاروخان يرسم ونشرنا الرسم لأول مرة على صفحات روز اليوسف فى 7 مارس 1932.

طارق نور مودعا محمد على خير: لا يوجد من يمثل المصري أفندي غيرك

مجلة آخر ساعة


إلا أنه حين خرج التابعى من روز اليوسف لإصدار مجلة آخر ساعة عام 1934 أخذ معه عددا كبيرا من محررى روزا اليوسف وطلب من صاروخان الخروج معه.

ووقع صاروخان فى حيرة هل يبقى أم يخرج من روزا واستقر على الذهاب مع التابعى إلى آخر ساعة بحجة أنه خرج صحفيين كثيرين وخايف روزا يقفل وتتوقف عن الصدور.

لكن بدأ الخلاف حين رغب التابعى فى أن ينقل شخصية المصرى أفندى إلى آخر ساعة وأصريت على ملكيتى للشخصية حتى أنه فى تحقيق مع صاروخان أجرته النيابة عندما استدعته بسبب نكتة سياسية رسم فيها المصرى افندى.

وحضرت معه التحقيق وسألته النيابة من صاحب فكرة الرسم موضع التحقيق؟ قال أنا صاروخان ، سألوه ومن صاحب المصرى افندى ؟قال: أنا أرسم ما يطلبوه منى فقط .




وفى مقال كتبه الزميل مصطفى أمين فى آخر ساعة عام 1938 قال أن صاروخان كان يرسم الكاريكاتير ويضع الاستاذ التابعى النكت والتعليق وأن صاروخان كان يتقاضى 50 قرشا ثمنا للرسمة الواحدة وأصبحت رسومه حديث مصر كلها حتى انها اكتسحت رسومات سانتس فى الكشكول وأزاحته عن عرشه.

وفى النهاية انتقل صاروخان الى آخر ساعة وانتقلت معه شخصية المصرى أفندى .
الجريدة الرسمية