رئيس التحرير
عصام كامل

فرص وتحديات تواجه تأمين المزارع السمكية

المصري للتأمين
المصري للتأمين
تتجه الدولة حالياً إلى التوسع في مشروعات الاستزراع السمكي لسد الفجوة الموجودة في الإنتاج السمكي، والتي من أبرزها المشروع القومي للاستزراع السمكي بهيئة قناة السويس، والذي يهدف إلى المساهمة في تحقيق الأهداف العامة للدولة لسد الفجوة الغذائية وتنمية منطقة قناة السويس وسيناء وخلق مجتمعات عمرانية جديدة.


ويعد تأمين الاستزراع السمكي Aquaculture insurance هو تأمين من نفوق الكائنات البحرية الناتج عن حوادث مفاجئة، ويغطي هذا النوع من التأمين شريحة واسعة من الكائنات البحرية.

الأصناف التي يمكن التأمين عليها


ويتم التأمين حالياً على مجموعة واسعة من أصناف الأحياء المائية.
طبيعة تأمين المزارع السمكية.

ويعتبر تأمين المزارع السمكية من التأمينات المعقدة وغير الشائعة والسبب في ذلك:

- انخفاض الوعي التأميني لدى أصحاب ومديري المزارع السمكية وعدم المامهم الحقيقي بالمخاطر التي تواجههم.

- انخفاض حجم سوق التأمين وعدم وجود كوادر كافية لاكتتاب هذا النوع من التأمين.

- عدم إلزام التشريعات والقوانين أصحاب المزارع السمكية التأمين عليها.

كما تتميز الخبرة في سوق تأمين المزارع السمكية بأنها خبرة دولية تحتاج لدراسة متأنية لتكيفها تبعا لسوق التأمين المحلي، و يقع الجزء الأكبر من السوق في أوروبا، حيث تشكل لندن، مركز التأمين العالمي، المكون الأكبر و توجد أسواق إعادة تأمين كبيرة في سويسرا وألمانيا وفرنسا.

وتجدر الإشارة، إلى أنه يمكن أيضًا العثور على مراكز تأمين وإعادة تأمين كبيرة خارج أوروبا في الولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا والهند واليابان.


التغطيات التأمينية المتاحة


وتقدم الشركات العالمية للتأمين وإعادة التأمين منتجات تأمينية مخصصة للمزارع البحرية والبرية بما في ذلك عمليات التفريخ والتسمين، مع التركيز على الأخطار الرئيسية التي يواجها أصحاب مزارع الأسماك.


ومن نماذج تلك التغطيات ما يلي:

-الأمراض
-التلوث
-السرقة
-الافتراس
-الأخطار الطبيعية التي تتعلق بالتقلبات المناخية

- العطل الميكانيكي أو العطل الكهربائي للآلات في المزارع البرية
التغيرات في تركيز المكونات الكيميائية الطبيعية للماء بما في ذلك نفاذ الأكسجين ودرجة الملوحة.

- الأضرار المادية التي تلحق بالممتلكات والمعدات بما في ذلك القوارب والمراسي والأقفاص وصناديق الأعلاف.


يضاف إلي ذلك ما يعرف بالتأمين المعياري أو المرتبط بالمؤشرات parametric insurance و هو على عكس التأمين التقليدي الذي يدفع بعد تقديم مزارعي الأسماك للمطالبة عن طريق تحديد الخسائر التي تكبدوها من الأمطار الغزيرة والفيضانات (ويقع عليهم عبء الإثبات مما يجعل عملية تسوية المطالبات معقدة جدا لهذا النوع من التأمين)، فإن مدفوعات التأمين المعياري تستند إلى وقوع حدث معين بكيفية معينة، فعلي سبيل المثال طورت شركة Swiss Re  مع Taiwan Fire & Marine Insurance تأميناً يغطي الهلاك والتلف عندما تتجاوز كمية الأمطار  كثافة معينة (هطول الأمطار أكثر من 480 ملم لمدة يومين متتاليين)، وهذا يعني أن مزارعي الأسماك يمكنهم تلقي مدفوعاتهم بشكل أسرع، مما يقلل الوقت المطلوب في معالجة المطالبات وتسويتها.


الفرص والتحديات التي تواجه تأمين المزارع السمكية:


الفرص الاجتماعية والاقتصادية والبيئية


زيادة نسبة حصول صغار المزارعين بالمزارع السمكية على المنتجات التأمينية سيعود بالنفع على جميع الأطراف المشاركة في عملية التأمين (مزارعين الأسماك وشركات التأمين والجهات المشاركة الأخرى في سلسلة القيمة بالإضافة إلى الحكومة).


المزايا التي تعود على المجتمع:


- يقوم التأمين الذي يتم تبنيه في سياسة الضمان الاجتماعي للدولة بمساعدة المزارعين على التعافي بسرعة من الكوارث، والذي بدوره يقوم بمنع تكبد التعويضات العامة المكلفة بعد وقوع الكارثة، والتي عادة ما تكون ضغطاً على الموارد المالية الحكومية.

- يحد التأمين من تعطل النشاط على طول سلسلة القيمة بأكملها وذلك من خلال تمكين المزارعين من التعافي بسرعة من تأثير الكوارث والأخطار.


- يمكن استخدام التأمين لتشجيع المزارعين على تبني ممارسات زراعية أفضل بالإضافة إلى ممارسات تعاونية أكثر تنظيماً، حيث أن الجدوى التجارية لتأمين المزارع السمكية تعتمد على تربية الأحياء المائية بطريقة أكثر كفاءة وأقل عرضة للخطر.

المزايا التي تعود على صغار المزارعين:


- حماية رأس المال المستثمر

- الحماية من الحوادث أو الأخطار الطبيعية التي تؤثر على الصحة والأصول والمحاصيل.

- تأمين الدخل.

- زيادة الاستقرار والرفاهية الاقتصادية.

- زيادة فرص الحصول على رأس مال استثماري والتمويل.

- التوعية بإستراتيجيات إدارة الخطر وفرص التعاون المتبادل في مجال الاستزراع السمكي.


التحديات التي تواجه مقدمي تأمين المزارع السمكية لصغار المزارعين:


يتمتع مجال تأمين المزارع السمكية بفرص نمو كبيرة، وتعد مزارع الأسماك المؤمن عليها أقل من 3% من إجمالي عدد مزارع الأسماك في العالم؛ حيث يكون معظمها من المزارع الكبيرة التي تستخدم تكنولوجيا متطورة ومتقدمة. ويكتتب عدد قليل من شركات التأمين في الاستزراع السمكي وذلك مقارنة بخدمات التأمين الأخرى (كالتأمين على الحياة والتأمين الصحي وتأمين السيارات). ونتيجة لذلك ، تعد المنافسة في معظم الأسواق المحلية محدودة، مع ارتفاع حصص شركات التأمين الفردية التي تكتتب في تأمين المزارع السمكية في السوق.


ويعد التأمين على المزارع السمكية متاحاً لمعظم المزارعين في أوروبا وأمريكا الشمالية وأفريقيا وآسيا، إلا أن الغالبية العظمى من أصحاب المزارع السمكية (كبار أو صغار) في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (حتى الآن) ليس لديهم إمكانية الحصول على تأمين المزارع السمكية.


ويمكن حصر التحديات التي تواجه التوسع في مجال تأمين المزارع السمكية فيما يلي:


- نشر الوعي بين أصحاب المزارع السمكية بأهمية التأمين لحماية مزارعهم.
- عدم وجود جمعيات تعاونية يمكنها العمل كوسطاء تأمين في البلدان النامية
- خلق بيئة مناسبة للتوسع في تأمين المزارع السمكية
تقوم الحكومات والمؤسسات الأخرى بتسهيل تقديم منتجات التأمين التي تخص المزارع السمكية في من خلال ثلاث طرق:


- تصميم الوثائق ووضع اللوائح والتشريعات الخاصة بهذا النوع من التأمين.

- المساعدة في نشر الوعي التأميني بأهمية التأمين على المزارع السمكية.

- إجراء الأبحاث والدراسات الاستقصائية لرصد مدى ملائمة المنتجات التي تم طرحها وتلبيتها للاحتياجات التأمينية الخاصة بالمزارع السمكية.
الجريدة الرسمية