رئيس التحرير
عصام كامل

فى الذكرى الـ 102.. كيف اشتعلت شرارة ثورة 19 ضد المحتل الإنجليزى

ثورة 1919
ثورة 1919

بدأت أحدث ثورة 1919 فى التاسع من مارس عام 1919 من خلال قيام الطلبة بمظاهرات واحتجاجات ضد المحتل الإنجليزى فى مصر هذا الحين.



كانت سلسلة من الاحتجاجات الشعبية على السياسة البريطانية في مصر عقب الحرب العالمية الأولى، بقيادة الوفد المصري الذي كان يرأسه سعد زغلول ومجموعة كبيرة من السياسيين المصريين، كنتيجة لغضب الشعب المصري من الاحتلال الإنجليزي والتدخل الكبير في شؤون الدولة بالإضافة إلى إلغاء الدستور وفرض الحماية وإعلان الأحكام العرفية وطغيان المصالح الأجنبية على الاقتصاد.

مظاهرات واحتجاجات

بدأت أحداث الثورة في صباح يوم الأحد 9 مارس 1919، بقيام الطلبة بمظاهرات واحتجاجات في أرجاء القاهرة والأسكندرية والمدن الإقليمية، تصدت القوات البريطانية للمتظاهرين بإطلاق الرصاص عليهم، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.

استمرت أحداث الثورة إلى شهر أغسطس وتجددت في أكتوبر ونوفمبر، لكن وقائعها السياسية لم تنقطع واستمرت إلى عام 1922، وبدأت نتائجها الحقيقية تتبلور عام 1923 بإعلان الدستور والبرلمان.


مؤتمر باريس

ثورة 1919| كان لتأليف الوفد المصري المنوط به السفر إلى مؤتمر باريس للسلام لمناقشة القضية المصرية بعد انتصار الحلفاء، أثره الكبير كمقدمة أدت إلى اشتعال الثورة، إذ اعتقلت بريطانيا سعد زغلول وثلاثة من زملائه لتشكيلهم الوفد ونفيهم إلى جزيرة مالطا فى هذا الوقت.

الأمر الذي أدى إلى بداية الاحتجاجات في مارس 1919، وانطلقت على إثرها تظاهرات في العديد من المدن والأقاليم المصرية وكانت القاهرة والأسكندرية وطنطا من أكثر تلك المدن اضطرابا.

وهو الأمر الذي أدى بالسلطات البريطانية إلى الإفراج عن سعد زغلول وزملائه، والسماح لهم بالسفر إلى باريس، وصل الوفد المصري إلى باريس في 18 إبريل، وأُعلنت شروط الصلح التي قررها الحُلفاء، مؤيدة للحماية التي فرضتها إنجلترا على مصر.


لجنة ملنر

ثورة 19| وبعد ذلك أوفِدت لجنة ملنر للوقوف على أسباب هذه التظاهرات، وصلت اللجنة في السابع من ديسمبر وغادرت في السادس مارس عام 1920.

ودعا اللورد ملنر الوفد المصري في باريس للمجيء إلى لندن للتفاوض مع اللجنة، وأسفرت المفاوضات عن مشروع للمعاهدة بين مصر وإنجلترا ورفض الوفد المشروع وتوقفت المفاوضات.

واستأنفت المفاوضات مرة أخرى، وقددمت لجنة ملنر مشروع آخر، فانتهى الأمر بالوفد إلى عرض المشروع على الرأي العام المصري حينها، وقابل الوفد اللورد ملنر وقدموا له تحفظات المصريين على المعاهدة، فرفض ملنر المناقشة حول هذه التحفظات، فغادر الوفد لندن في نوفمبر 1920 ووصل إلى باريس دون أي نتيجة.



المفاوضات

ثورة 19| وبعد ذلك دعت إنجلترا المصريين إلى الدخول في مفاوضات لإيجاد علاقة ترضى مصر غير الحماية فى هذا الحين، فاستكملت وزارة عدلي بمهمة المفاوضات ولم تنجح فيها بعض رفضها لمشروع المعاهدة، وبعدها نشر سعد زغلول ندااء إلى المصريين دعاهم لمواصلة التحرك ضد الاحتلال البريطاني فاعتقلته السلطة العسكرية هو وزملائه فى هذا الوقت.

وتم نفيه بعد ذلك إلى سيشيل، وحققت ثورة 19 مطالبها حيث أنه في 28 فبراير ألغت بريطانيا الحماية المفروضة على مصر منذ عام 1914 وفي عام 1923، صدر الدستور المصري وقانون الانتخابات وألغيت الأحكام العرفية، لم تستطع الثورة تحقيق الاستقلال التام، فقد ظلت القوات البريطانية متواجدة في مصر.


مصطفى كامل

ثورة 1919| كانت مصر في طليعة الدول التي خاضت جولات ضد حكم الفرد والتدخل الأجنبي، والبداية على يد مصطفى كامل و محمد فريد فكان الحزب الوطني ممهد للثورة.

وظهر مشروع السير وليام برونيت - المستشار المالي للحكومة البريطانية في مصر - لوضع تعديلات في القوانين والنظم القضائية والإدارية لتنسجم مع الحماية البريطانية، وسميت اللجنة لجنة الامتيازات الأجنبية.

ووضع هذا المشروع لإنشاء مجلس نواب مصري، تكون له سلطات استشارية، ومجلس شيوخ تكون فيه الأغلبية للأعضاء الرسمين الوزراء والمستشارون الأجانب ثم الأعضاء المُنتخبين، أرسل برونيت نسخة من المشروع في نوفمبر 1918، ما كان له آثرة في ازدياد السخط على السياسة البريطانية، لإهدارها للاستقلال الداخلي لمصر.

الجريدة الرسمية