فيها أربعة أقوال.. سبب نزول سورة يوسف
سورة يوسف من السور المكية بالإجماع، نزلت بعد سورة هود، وقد كان نزولها في مرحلةٍ عصيبةٍ من الدعوة المكية وبالتحديد بين عام الحزن وبيعة العقبة الأولى، وذلك بعد أن اشتدّ أذى كفار قريشٍ لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنين معه، حتى أذن لأصحابه -رضي الله عنهم- بالهجرة إلى الحبشة، فنزلت السورة الكريمة تصبيراً وتسليةً للنبي عليه الصلاة والسلام، وبشرى بالفرج والتمكين بعد الضيق والاستضعاف.
كما حدث في قصة يوسف عليه السلام، ويرجع السبب في تسمية سورة يوسف بهذا الاسم إلى أن قصة نبي الله يوسف -عليه السلام- هو موضوعها الأساسي، وترتيب سورة يوسف بين سور القرآن الكريم الثانية عشرة، وقد جاءت أيضاً في الجزء الثاني عشر، وعدد آياتها مئة وإحدى عشرة آية.
مناسبة السورة بالسورة التي قبلها
تجدر الإشارة إلى المناسبة بين سورة يوسف وما نزل قبلها؛ وهي سورة هود، حيث نزلت مكمّلةً لما جاء في سورة هودٍ من أخبار الأنبياء عليهم السلام، للبرهان على صدق نبوّة محمد صلى الله عليه وسلم، وأن القرآن الكريم وحيٌ من الله تعالى، مع وجود خلافٍ بسيطٍ بين السورتين؛ فقد تحدّثت سورة هودٍ عن قصص الأنبياء -عليهم السلام- من حيث دعوتهم لأقوامهم، وتكذيب الكفار لهم، وعاقبة المؤمنين والمكذّبين؛ لتكون عبرةً لقريشٍ ومن كذّب من العرب.
أما سورة يوسف -عليه السلام- فقد ذكرت قصة يوسف -عليه السلام- بأدقّ التفاصيل، وكيف أنّه أُخرِج من بيت أبيه، وتربّى بعيدًا عن أهله في صغره، وكيف بلغ أشدّه، وأصبح نبياً يدعو إلى دين الله، ثم تولّى المُلك، وأحسن الإدارة والسياسة، وكان خير قدوةٍ للناس، فكانت أطول قصةٍ في القرآن الكريم.
مناسبة السورة بالسورة التي بعدها
ترتبط سورة يوسف بما جاء بعدها؛ وهي سورة الرعد، ارتباطًا جليّاً، حيث إن الهدف من ذكر قصص الأنبياء -عليهم السلام- ودعوتهم لأقوامهم في القرآن الكريم هو التأثير في الناس وهدايتهم، وكذلك ذِكر آيات الله -تعالى- في الكون والحثّ على التفكّر والتدبّر في خلق الله تعالى، كما ورد في سورة الرعد.
فهي تهدف إلى التأثير في الناس وهدايتهم أيضاً، وقد كان من أوائل الآيات في سورة الرعد، قوله تعالى: (اللَّـهُ الَّذي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيرِ عَمَدٍ تَرَونَها ثُمَّ استَوى عَلَى العَرشِ وَسَخَّرَ الشَّمسَ وَالقَمَرَ كُلٌّ يَجري لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمرَ يُفَصِّلُ الآياتِ لَعَلَّكُم بِلِقاءِ رَبِّكُم توقِنونَ).
سبب نزول سورة يوسف
ورد في بيان سبب نزول سورة يوسف عددٌ من الأقوال: القول الأول: يرى بعض أهل العلم أن سورة يوسف -عليه السلام- نزلت ابتدائيةً من غير سبب، لا سيّما أن أغلب الروايات التي استدلّ بها المفسِّرون في بيان أسباب النزول لا تصح، والذي دفعهم للاعتقاد بأن للسورة سبب نزولٍ مُعيَّن ما ورد في سياقها من الإشارة إلى أن هناك سائلين تُجيبهم هذه السورة، كما جاء في قوله تعالى: (لَقَد كانَ في يوسُفَ وَإِخوَتِهِ آياتٌ لِلسّائِلينَ)، على الرغم من أن ورود هذه الآية الكريمة لا يُفيد أن السورة نزلت لسببٍ معيَّن، وقد يُحمل على أنه قد جاء فيها عبرةً للسائلين عن أحوال الأمم السابقة، والمتدبّرين في الكون.
القول الثاني: إن جماعةً من اليهود أرسلوا إلى كفار قريشٍ يطلبون منهم اختبار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأن يسألوه عن نبيٍ خرج من بلاد الشام إلى أرض مصر وعن تفاصيل قصّته، فلما سأله مشركوا مكة أنزل الله -تعالى- سورة يوسف، وجاء فيها قصة يوسف -عليه السلام- كاملةً وبالتفصيل، على الرغم من ورود العديد من قصص الأنبياء -عليهم السلام- مجزّأة في سورٍ مختلفة، وقد بيّن الإمام القرطبي -رحمه الله- أن في ذلك حُجّةً ودليلاً على أن الله -تعالى- تحدّاهم بأن يأتوا بمثل هذا القرآن مفرّقاً أو مجتمعاً، فعجزوا عن الإتيان بمثله في الحالتين.
القول الثالث: ذكر بعض المُفسِّرين أن اليهود سألوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن رجلٍ كان في الشام فارقه ولده فبكى عليه حتى عُمي، وسألوه عن خبره ومن يكون؛ فنزلت السورة، وفي روايةٍ أخرى أن اليهود سألوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أسماء الكواكب التي وردت في سورة يوسف.
القول الرابع: إن سبب نزول السورة الكريمة أن الصحابة -رضي الله عنهم- سألوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يقُصّ عليهم القَصص بعدما نزل عليهم الكثير من القرآن الكريم، فأنزل الله -تعالى- قوله: (نَحنُ نَقُصُّ عَلَيكَ أَحسَنَ القَصَصِ بِما أَوحَينا إِلَيكَ هـذَا القُرآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبلِهِ لَمِنَ الغافِلين)، مصداقاً لما رُوي عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أنه قال: (أُنزل القرآنُ على رسولِ اللهِ، فتلا عليهم زماناً، فقالوا: يا رسولَ اللهِ لو قصصتَ علينا؛ فأنزل اللهُ تبارك وتعالى: الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ إلى قولِه: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ؛ فتلا عليهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم زماناً، فقالوا: يا رسولَ اللهِ! لو حدَّثْتَنا؛ فأنزل اللهُ: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً... الآية، كلُّ ذلك يُؤمَرُونَ بالقرآن).
كما حدث في قصة يوسف عليه السلام، ويرجع السبب في تسمية سورة يوسف بهذا الاسم إلى أن قصة نبي الله يوسف -عليه السلام- هو موضوعها الأساسي، وترتيب سورة يوسف بين سور القرآن الكريم الثانية عشرة، وقد جاءت أيضاً في الجزء الثاني عشر، وعدد آياتها مئة وإحدى عشرة آية.
مناسبة السورة بالسورة التي قبلها
تجدر الإشارة إلى المناسبة بين سورة يوسف وما نزل قبلها؛ وهي سورة هود، حيث نزلت مكمّلةً لما جاء في سورة هودٍ من أخبار الأنبياء عليهم السلام، للبرهان على صدق نبوّة محمد صلى الله عليه وسلم، وأن القرآن الكريم وحيٌ من الله تعالى، مع وجود خلافٍ بسيطٍ بين السورتين؛ فقد تحدّثت سورة هودٍ عن قصص الأنبياء -عليهم السلام- من حيث دعوتهم لأقوامهم، وتكذيب الكفار لهم، وعاقبة المؤمنين والمكذّبين؛ لتكون عبرةً لقريشٍ ومن كذّب من العرب.
أما سورة يوسف -عليه السلام- فقد ذكرت قصة يوسف -عليه السلام- بأدقّ التفاصيل، وكيف أنّه أُخرِج من بيت أبيه، وتربّى بعيدًا عن أهله في صغره، وكيف بلغ أشدّه، وأصبح نبياً يدعو إلى دين الله، ثم تولّى المُلك، وأحسن الإدارة والسياسة، وكان خير قدوةٍ للناس، فكانت أطول قصةٍ في القرآن الكريم.
مناسبة السورة بالسورة التي بعدها
ترتبط سورة يوسف بما جاء بعدها؛ وهي سورة الرعد، ارتباطًا جليّاً، حيث إن الهدف من ذكر قصص الأنبياء -عليهم السلام- ودعوتهم لأقوامهم في القرآن الكريم هو التأثير في الناس وهدايتهم، وكذلك ذِكر آيات الله -تعالى- في الكون والحثّ على التفكّر والتدبّر في خلق الله تعالى، كما ورد في سورة الرعد.
فهي تهدف إلى التأثير في الناس وهدايتهم أيضاً، وقد كان من أوائل الآيات في سورة الرعد، قوله تعالى: (اللَّـهُ الَّذي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيرِ عَمَدٍ تَرَونَها ثُمَّ استَوى عَلَى العَرشِ وَسَخَّرَ الشَّمسَ وَالقَمَرَ كُلٌّ يَجري لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمرَ يُفَصِّلُ الآياتِ لَعَلَّكُم بِلِقاءِ رَبِّكُم توقِنونَ).
سبب نزول سورة يوسف
ورد في بيان سبب نزول سورة يوسف عددٌ من الأقوال: القول الأول: يرى بعض أهل العلم أن سورة يوسف -عليه السلام- نزلت ابتدائيةً من غير سبب، لا سيّما أن أغلب الروايات التي استدلّ بها المفسِّرون في بيان أسباب النزول لا تصح، والذي دفعهم للاعتقاد بأن للسورة سبب نزولٍ مُعيَّن ما ورد في سياقها من الإشارة إلى أن هناك سائلين تُجيبهم هذه السورة، كما جاء في قوله تعالى: (لَقَد كانَ في يوسُفَ وَإِخوَتِهِ آياتٌ لِلسّائِلينَ)، على الرغم من أن ورود هذه الآية الكريمة لا يُفيد أن السورة نزلت لسببٍ معيَّن، وقد يُحمل على أنه قد جاء فيها عبرةً للسائلين عن أحوال الأمم السابقة، والمتدبّرين في الكون.
القول الثاني: إن جماعةً من اليهود أرسلوا إلى كفار قريشٍ يطلبون منهم اختبار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأن يسألوه عن نبيٍ خرج من بلاد الشام إلى أرض مصر وعن تفاصيل قصّته، فلما سأله مشركوا مكة أنزل الله -تعالى- سورة يوسف، وجاء فيها قصة يوسف -عليه السلام- كاملةً وبالتفصيل، على الرغم من ورود العديد من قصص الأنبياء -عليهم السلام- مجزّأة في سورٍ مختلفة، وقد بيّن الإمام القرطبي -رحمه الله- أن في ذلك حُجّةً ودليلاً على أن الله -تعالى- تحدّاهم بأن يأتوا بمثل هذا القرآن مفرّقاً أو مجتمعاً، فعجزوا عن الإتيان بمثله في الحالتين.
القول الثالث: ذكر بعض المُفسِّرين أن اليهود سألوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن رجلٍ كان في الشام فارقه ولده فبكى عليه حتى عُمي، وسألوه عن خبره ومن يكون؛ فنزلت السورة، وفي روايةٍ أخرى أن اليهود سألوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أسماء الكواكب التي وردت في سورة يوسف.
القول الرابع: إن سبب نزول السورة الكريمة أن الصحابة -رضي الله عنهم- سألوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يقُصّ عليهم القَصص بعدما نزل عليهم الكثير من القرآن الكريم، فأنزل الله -تعالى- قوله: (نَحنُ نَقُصُّ عَلَيكَ أَحسَنَ القَصَصِ بِما أَوحَينا إِلَيكَ هـذَا القُرآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبلِهِ لَمِنَ الغافِلين)، مصداقاً لما رُوي عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أنه قال: (أُنزل القرآنُ على رسولِ اللهِ، فتلا عليهم زماناً، فقالوا: يا رسولَ اللهِ لو قصصتَ علينا؛ فأنزل اللهُ تبارك وتعالى: الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ إلى قولِه: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ؛ فتلا عليهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم زماناً، فقالوا: يا رسولَ اللهِ! لو حدَّثْتَنا؛ فأنزل اللهُ: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً... الآية، كلُّ ذلك يُؤمَرُونَ بالقرآن).