رسائل قادة أفريقيا بمنتدى أسوان.. أبرزها تحقيق أهداف أجندة الاتحاد الأفريقي ٢٠٦٣
تواصل اليوم الأربعاء، ولليوم الثالث، فعاليات منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة فى نسخته الثانية التى تعقد افتراضيا بعنوان "صياغة رؤية للواقع الأفريقى الجديد: نحو تعافٍ أقوى وبناء أفضل".
وأشاد قادة الدول الإفريقية بجهود الرئيس عبد الفتاح السيسي لتعزيز التعاون والتضامن بين الدول الأفريقية ومساعيه الدؤوبة لتحقيق السلام والتنمية في ربوع القارة وتدعيم الاستجابة الإفريقية للأزمات خاصة فيما يخص أزمة جائحة كورونا المستجد.
ووجه عدد من الرؤساء الأفارقة خلال الجلسات، الشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى فى رسائل مسجلة إلى المنتدى معربين عن ثقتهم فى خروج المنتدى الذى تتظمه مصر بنتائج هامة.
وطالبوا في كلماتهم المسجلة المجتمع الدولي بالمساهمة في التوفير العادل اللقاح ضد فيروس كورونا.
وحرص الرؤساء على توجيه الشكر للرئيس السيسي على حسن تنظيم هذا المنتدى على الرغم من الظروف الصعبة التي تواجه العالم بأسره جراء ما فرضته جائحة كورونا من تداعيات على العالم.
وقال رئيس رواندا بول كاجامى، إن موضوع المنتدى ملحا وإن جائحة كورونا سلطت الضوء على أهمية الرعاية الصحية بالقارة الإفريقية.
وأضاف أن موضوع الصحة ثبت أنه أمرا حيويا ولابد من العمل على تأمين الوقاية والحماية ودعم شراء اللقاحات لشعوبنا ودعم منظومة الصحة لضمان استقلالية إفريقيا، داعيا إلى أهمية العمل على تنفيذ منطقة التجارة الحرة بشكل أفضل وخلق سلاسل توريد للأدوية والمستلزمات الطبية مع ضرورة أن تتحدث إفريقيا باسم واحد.
وأكد رئيس الجابون علي بونجو، أن الهدف الذي نسعى إليه من خلال المنتدى يكمن في تعزيز مناعة وقوة إفريقيا ضد جائحة كورونا التي لها أثر شديد وكشف عن هشاشة الدول والمنظمات وكانت لها نتائج وخيمة.
وأضاف أن آثار الجائحة زعزعت استقرار القارة، محذرا من أنه إذا استمرت هذه الجائحة فإن الحالة الاقتصادية لدولنا ستؤثر على قدرتها على مواجهة الأزمة، مؤكدا أن الجائحة كان لها أثار شديدة الوطأة كشفت عن هشاشة النظام الدولي، ويجب أن تقوي من مناعتنا وكفاءتنا لمواجهة جائحة كورونا وتحقيق التنمية المستدامة.
وأشاد الرئيس الجابوني بالدور الذى يقوم به الرئيس السيسي للمساهمة في تحقيق التنمية والسلام فى القارة الإفريقية.
وأوضح رئيس جنوب السودان سلفاكير، أن العالم بشكل عام وإفريقيا خاصة يعيشون في ظروف صعبة بسبب تفشي جائحة كورونا ما يعطى أهمية أكبر لمشاركتنا في هذا المنتدى كمنبر ملائم لتبادل الرؤية مع الشركاء الإقليميين والدوليين بهدف الخروج باستجابة مشتركة تعود بفائدة اقتصادية على دولنا جميعا.
وأشار إلى أهمية هذا المنتدي لتحقيق التضامن بين الدول الإفريقية وحكومتها بما يسهم في تعزيز الاستجابة لمواجهة تداعيات كوفيد 19، موجها الشكر للرئيس السيسي، على حسن تنظيم هذا المنتدى على الرغم من الظروف الصعبة وما تفرضه كورونا من تداعيات.
ووجه الرئيس السنغالي ماكى سال، الشكر للرئيس السيسي على تنظيم هذا المنتدى الذي من شأنه الإسهام في التفكير حول وسائل تعافي الدول من جائحة كورونا وتحقيق التنمية المستدامة.
وشدد على ضرورة إيجاد طرق ميسرة تتيح وصول الدول الإفريقية للقاح بشكل عاجل وتدعيم القدرات الاقتصادية وتخفيف وطأة الديون على عاتق الدول الإفريقية.
وأشار إلى أهمية وجود مبادرة لممارسة الضغط لتخفيف الديون عن إفريقيا ومواجهة العواقب الوخيمة لنفسي الجائحة كما دعا الرئيس السنغالي، صندوق النقد لاتخاذ إجراءات في هذا الاتجاه.
كما عبر رئيس غينيا الاستوائية أوبيانج مابتسوجو عن الشكر للرئيس السيسى والحكومة المصرية على الفكرة الحكيمة لتنظيم النسخة الثانية لمنتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين الذى بات بمثابة منصة هامة لمواجهة وإعادة النظر فى التحديات المختلفة التى تواجه القارة الإفريقية.
وقال إن موضوع المنتدى فى نسخته الحالية يعد نموذجا للواقع الإفريقى الجديد للتعافى وإعادة البناء بشكل أفضل.
وأضاف أن قارة إفريقيا تعانى من النزاعات المسلحة والفقر المدقع والنزوح القسرى والأزمة الاقتصادية بسبب انخفاض سعر النفط.
وأكد مابتسوجو على أهمية العمل المشترك والتضامن للخروج بشكل أقوى من الآثار المدمرة لجائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) والتخفيف من الأضرار الناجمة عنها ولإعادة بناء مجتمعاتنا بشكل أفضل.
وشدد على ضرورة أن تكون المراة والشباب المستفيد الرئيسى من أجل تحسين إمكاناتهم الهائلة التى لا يمكن إنكارها لأن مستقبل القارة يكمن فى قوتهم وإبداعهم.
وأشار الرئيس الغينى، إلى الإجراءات التى اتخذتها بلاده فى مواجهة تداعيات كورونا، لاسيما على المستوى الاقتصادى للتخفيف قدر الإمكان من الضرر الناجم عن الوباء، لافتا إلى حصول بلاده على اللقاح من الصين ويتم توزيعه على نطاق واسع على السكان.
وأعرب عن أمله فى أن يتبنى منتدى أسوان توصيات تمثل نقطة تحول فى عملية التنمية فى إفريقيا، والتى سيؤدى تنفيذها إلى استدامة الموارد الاقتصادية الهائلة التى تزخر بها القارة.
ومن جانبه، أعرب الرئيس الجيبوتى إسماعيل عمر جيله، عن سعادته للمشاركة فى هذا المنتدى الذى يعد جزءا من عملية مستمرة من التفكير الاستراتيجى والحوار والتبادل، موجها الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى على قيادته الرائعة والتزامه الاستثنائى بقضايا التنمية الكبرى فى إفريقيا.
وقال إن العالم يواجه أكبر أزمة صحية منذ أكثر من قرن، مشيرا إلى أن إفريقيا ولما تعانى منه من ضعف وهشاشة لنظمها الصحية قد أثارت قلقًا ولكن تم إنقاذ قارتنا نسبيًا مقارنة بباقى العالم.
وأوضح أن المعركة ضد كورونا لم تنته بعد لأن العواقب الاقتصادية للنمو غير المنضبط ستكون كارثية، مطالبا بضرورة توحيد الجهود للحفاظ على الانجازات التى تحققت وأيضًا للبدء فى تطوير استراتيجية للتعافى الاقتصادى اليوم وحتى أثناء وباء كوفيد 19.
وأشار إلى أن خطة التعافى تتضمن نقاط هامة تشمل ضمان حصول إفريقيا على لقاح يكفى عدد سكانها، بالإضافة الى تعزيز القدرات وإعادة هيكلة الديون أو إلغائها من خلال هذه المبادرة سيتم مساعدة الاقتصادات الأفريقية، وخاصة الأكثر هشاشة، على التعافى بسرعة أكبر.
كما دعا إلى قيام أفريقيا بالتركيز على تعبئة الموارد المحلية للقطاعين العام والخاص عن طريق الحد من الإعفاءات، مضيفا أننا نواجه عدوًا غير مرئى لا يميز بين غنى أو فقير، كبير أو صغير، ولابد من التضامن المشترك والتشاور والتعاون بين الدول أمر حتمى فى مواجهة هذا التهديد المشترك.
كما وجه رئيس مالاوى الزورى مكارثى الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى لتنظيم المنتدى فى وقت يصارع فيه العالم جائحة كورونا، معربا عن سعادته للمشاركة فى هذه النسخة الثانية من منتدى أسوان.
وعبر عن ثقته فى أن تواصل إفريقيا التقدم والتركيز على خطوات عملية لبناء و تعافى أقوى وأفضل بعد كورونا.
وأكد أن تنظيم منتدى أسوان يعد أمرا حيويا لبناء السلام والتنمية المستدامين فى إفريقيا خاصة الآن وسط كل التحديات والفرص التى يخلقها جائحة كورونا.
وأكد فى سياق آخر على ضرورة تنسيق الجهود فى مجال تطوير البنى التحتية.
وأشار الى استخدام الانترنت بشكل أكبر خلال الجائحة مما أتاح لشركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مجالًا للنمو، مقترحا أن تتعاون الحكومات مع شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحفيز تطوير التقنيات التى من شأنها مواجهة التحديات القائمة.
ودعا إلى المزيد من إشراك الشباب وضمان أن يصبحوا جزءًا من الحلول، مشددا على أهمية دور المرأة.
وبدوره أكد دان سميز، مدير معهد ستوكهولم لبحوث السلام، على أهمية موضوع منتدى أسوان فى نسخته الحالية، معتبرا أن الأنظمة التى كانت صامدة فى مواجهة تحدى ما قادرة على أن تصمد أمام أى تحد آخر.
كما دعت السفيرة سعاد شلبى، مؤسس شبكة النساء فى إفريقيا، وعضو شبكة النساء فى البحر المتوسط، إلى أن تتخذ النساء مواقعهم فى أنحاء العالم، مشيرة إلى الدور الذى تقوم به المرأة فى حل النزاعات والمشاركة فى عمليات السلام.
وأضافت أن شبكات النساء تعمل بشكل كبير لمشاركة النساء صاحبات الخبرة والموهبة واللاتى يلعبن دورا بارزا فى منع الصراعات فمن الأهمية أن تقوم النساء بدور الوسيط أو المفاوض وبعد الجائحة لابد من وجود دور يقع على عاتقهم وإعطائهم المزيد من التدريب ليتولوا مواقع متقدمة.
وناقش المشاركون فى المنتدى خلال جلسات اليوم النهوض بأجندة المرأة والسلام والأمن فى إفريقيا أثناء الجائحة وما بعدها حيث أكدوا أنه مع استمرار ظهور الآثار الاجتماعية والصحية والسياسية والاقتصادية المترتبة على جائحة كورونا على المدى البعيد يتضح أن المرأة من بين الأكثر تضررا والأكثر عرضة للإصابة بهذا الفيروس حيث إنها تحمل عبئا غير متناسب من هذه الأزمة متعددة الأوجه، كما أدت كورونا إلى تضخيم التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية القائمة بالفعل بخلاف التحديات التى تواجهها المرأة فى حالات النزاع المسلح.
وقالوا إن الأدوات الوطنية والقارية مثل خطط العمل الوطنية وشبكة النساء الإفريقيات لمنع النزاعات والوساطة لازالت تلعب دورا حاسما فى إطلاق الإمكانات التحويلية لأجندة المرأة والسلم والأمن على الرغم من إعادة تخصيص الموارد والأولويات المتغيرة.
كما تتاولت الجلسات تفعيل الوقاية الهيكلية فى إفريقيا حيث تعزز جائحة كورونا حتمية قيام البلدان فى القارة بتعميم الوقاية الهيكلية فى سياساتها وتخطيطها وتنفيذها.
ويذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه كلمة متلفزة وجاءت تفاصيل الكلمة كالتالي:
يسعدني في مستهل كلمتي أن أرحب بكم جميعًا في الدورة الثانية من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين تلك المنصة الأفريقية التفاعلية التي دشناها معًا خلال رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى في عام ۲۰۱۹ للدفع بأجندة طموحة تعمل على توثيق العلاقة بين استقرار حالة السلم والأمن، وتحقيق التنمية المستدامة في قارتنا وعلى تعزيز التعاون بين دولنا ومع شركائنا.
لقد حالت الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة "كورونا" دون أن نعاود اجتماعنا وجهًا لوجه في مدينة "أسوان" العام الماضي إلا أن مصر حرصت على عقد الدورة الثانية من المنتدى بشكل افتراضى للبناء على قوة الدفع الذي ولدته الــــدورة الأولــــى وما حققتــه من نجاحـــات وانطلاقًا من إيمانها بأن الوقت الراهن هو الأمثل لنتدارس معًا التحديات الجسيمة التي تواجه قارتنا لنناقش ونبحث أفضل السبل والآليات لدعم جهودنا المشتركة من أجل التعافي من الجائحة وإعادة البناء بشكل أفضل للعبور بقارتنا من تلك الأزمة إلى بر الأمان.
لقد أثبتنا خلال العام الماضي أن التحديات التي فرضتها الجائحة وتبعاتها لن تثنينا عن النهوض بأجندتنا الأفريقية بل هي تزيد من إصرارنا على المضي قدمًا في تنفيذ خططنا وإعادة البناء بشكل أفضل من أجل تحقيق أهداف أجندة الاتحاد الأفريقي ٢٠٦٣.
ولعل تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية في مطلع هذا العام لخـيـر مثــال علــى نجــاح جهـودنـا الجماعيــة.
وأعاود التأكيد على دعم مصر الكامل لها وعلى ضرورة الإسراع في تنفيذ استحقاقاتها واستكمال مراحل التفاوض بشأنها، وتفعيل السياسات الخاصة بها.
كما تعتبر مشروعات البنية التحتية ركيزة أساسية لجهود التنمية والتعافي في أفريقيا فما أحوجنا الآن إلى مشروعات طموحة مثل مشروعات النقل والطرق والربط الكهربائي العابرة للحدود لتعزيز التكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمى المنشودين فضلًا عن تهيئة بيئة مواتية لتحقيق مستويات أعلى من النمو وتوفير فرص عمل بما يسهم في تجاوز التداعيات الاقتصادية للجائحة، وتجربة مصر الرائدة في مشروعات البنية التحتية تعد مثالًا يسعدنا مشاركته مع أشقائنا.
وأود أيضًا، إبراز أهمية تكنولوجيا المعلومات في التعامل مع تداعيات الجائحة ودورها المحوري في كافة أوجه حياتنا خلال هذه الفترة وهو ما يؤكد على ضرورة زيادة الاستثمارات في مجال التحول الرقمي في قارتنا بما يعظم الاستفادة من الفرص التي توفرها هذه التكنولوجيا في مختلف المجالات.
كما أن التعافي الشامل من الجائحة يتطلب تطوير السياسات التنموية المستدامة التي تشمل الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية حيث أظهرت الجائحة تداخل وتشابك المخاطر والتحديات التي تواجه مجتمعاتنا ودولنا وإنني على ثقة أن مناقشات المنتدى ستوفر فرصة مواتية لتبادل الخبرات والآراء حول كيفية تطوير تلك السياسات.
بخلاف الأعباء الثقيلة التي حلت على عاتق دولنا بسبب جائحة "کورونا" ما تزال أفريقيا تعانى من أخطار النزاعات المسلحة، والحروب الأهلية بما يهدد من استدامة الأمن في القارة، كما باتت سهام الإرهاب تحاول تقويض استقرار شعوبنا فضلًا عما تجلبه من ظواهر عابرة للحدود مثل تهريب وانتشار الأسلحة، وتفاقم الجرائم المنظمة والاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، والنزوح القسري.
ولقد أسهمت الجائحة بما سببته من تداعيات اقتصادية واجتماعية جسيمة في تفاقم هذه الأخطار وهو ما يتطلب توحيد الجهود لدعم الأطر والآليات الأفريقية لمنع وتسوية النزاعات وتعزيز قدرات دول القارة للتعامل مع التهديدات والمخاطر القائمة فضلًا عن أهمية التركيز على النهوض بدور المرأة في أجندة السلم والأمن والاستثمار في تطبيق نهج وقائي للأزمات والعمل على توثيق العلاقة بين الأطراف الفاعلة في مجالات السلم والأمن والتنمية بما يسهم في معالجة الأسباب الجذرية للنزاعات.
وفي هذا السياق، أود التأكيد على أهمية اختيار "الفنون والثقافة والتراث" كموضوع الاتحاد الأفريقي لعام ۲۰۲۱ باعتباره القوة الناعمة في تقارب الشعوب بما يساعد على التعامل مع التحديات بفكر مستنير يرقى لثقافة وحضارة دولنا الأفريقية ويعزز من السلم والأمن والتنمية في قارتنا العظيمة.
كما أن تحقيق السلام المستدام يتطلب تحصين الدول الخارجة من النزاعات ضد الانتكاسات عن طريق بناء قدرات مؤسساتها على الصمود وتمكينها من تأدية مهامها الموكلة إليها، ودفع عجلة التنمية.
من هذا المنطلق نؤكد التزامنا بالاضطلاع بمسئوليتنا في ريادة ملف إعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات من خلال تفعيل مركز الاتحاد الأفريقي المعنـــــي بهذه القضيــــــة علــــــى أرض مصـــــــر لوضع الخطط والبرامج التنموية بالتنسيق مع كل دولة معنية وفقًا لأوضاعها وأولوياتها الوطنية وبحث أفضل الآليات والسبل لتنفيذها على أرض الواقع كما أن رئاسة مصر للجنة بناء السلام التابعة للأمم المتحدة تفتح الباب أمام تعزيز التعاون بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في هذا المجال.
في تلك الظروف الاستثنائية التي يشهدها عالمنا اليوم في ظل تفشي جائحة "كورونا" تؤكد مصر على أن التضامن الدولي أمر ملح حتى تخرج الإنسانية من هذه الأزمة في سلام وأمان، فعلى الرغم من جهودنا الإقليمية والدولية لمواجهة الجائحة فإن المرحلة الراهنة جاءت بتحديات جديدة في مقدمتها توفير اللقاح اللازم لشعوبنا حيث يهمني التأكيد في هذه المناسبة على المطلب الأفريقي بضرورة أن يتم توفيره بشكل أكثر إنصافًا وعدلًا تلبية لمطالب شعوب قارتنا.
أختتم كلمتي على أمل بلقاء فعلي قريب بعد أن نكون قد طوينا صفحة الوباء بما يتيح عقد الدورة القادمة من المنتدى وجهًا لوجه في "أسوان" أرض الحضارة والتاريخ.
وأشاد قادة الدول الإفريقية بجهود الرئيس عبد الفتاح السيسي لتعزيز التعاون والتضامن بين الدول الأفريقية ومساعيه الدؤوبة لتحقيق السلام والتنمية في ربوع القارة وتدعيم الاستجابة الإفريقية للأزمات خاصة فيما يخص أزمة جائحة كورونا المستجد.
ووجه عدد من الرؤساء الأفارقة خلال الجلسات، الشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى فى رسائل مسجلة إلى المنتدى معربين عن ثقتهم فى خروج المنتدى الذى تتظمه مصر بنتائج هامة.
وطالبوا في كلماتهم المسجلة المجتمع الدولي بالمساهمة في التوفير العادل اللقاح ضد فيروس كورونا.
وحرص الرؤساء على توجيه الشكر للرئيس السيسي على حسن تنظيم هذا المنتدى على الرغم من الظروف الصعبة التي تواجه العالم بأسره جراء ما فرضته جائحة كورونا من تداعيات على العالم.
وقال رئيس رواندا بول كاجامى، إن موضوع المنتدى ملحا وإن جائحة كورونا سلطت الضوء على أهمية الرعاية الصحية بالقارة الإفريقية.
وأضاف أن موضوع الصحة ثبت أنه أمرا حيويا ولابد من العمل على تأمين الوقاية والحماية ودعم شراء اللقاحات لشعوبنا ودعم منظومة الصحة لضمان استقلالية إفريقيا، داعيا إلى أهمية العمل على تنفيذ منطقة التجارة الحرة بشكل أفضل وخلق سلاسل توريد للأدوية والمستلزمات الطبية مع ضرورة أن تتحدث إفريقيا باسم واحد.
وأكد رئيس الجابون علي بونجو، أن الهدف الذي نسعى إليه من خلال المنتدى يكمن في تعزيز مناعة وقوة إفريقيا ضد جائحة كورونا التي لها أثر شديد وكشف عن هشاشة الدول والمنظمات وكانت لها نتائج وخيمة.
وأضاف أن آثار الجائحة زعزعت استقرار القارة، محذرا من أنه إذا استمرت هذه الجائحة فإن الحالة الاقتصادية لدولنا ستؤثر على قدرتها على مواجهة الأزمة، مؤكدا أن الجائحة كان لها أثار شديدة الوطأة كشفت عن هشاشة النظام الدولي، ويجب أن تقوي من مناعتنا وكفاءتنا لمواجهة جائحة كورونا وتحقيق التنمية المستدامة.
وأشاد الرئيس الجابوني بالدور الذى يقوم به الرئيس السيسي للمساهمة في تحقيق التنمية والسلام فى القارة الإفريقية.
وأوضح رئيس جنوب السودان سلفاكير، أن العالم بشكل عام وإفريقيا خاصة يعيشون في ظروف صعبة بسبب تفشي جائحة كورونا ما يعطى أهمية أكبر لمشاركتنا في هذا المنتدى كمنبر ملائم لتبادل الرؤية مع الشركاء الإقليميين والدوليين بهدف الخروج باستجابة مشتركة تعود بفائدة اقتصادية على دولنا جميعا.
وأشار إلى أهمية هذا المنتدي لتحقيق التضامن بين الدول الإفريقية وحكومتها بما يسهم في تعزيز الاستجابة لمواجهة تداعيات كوفيد 19، موجها الشكر للرئيس السيسي، على حسن تنظيم هذا المنتدى على الرغم من الظروف الصعبة وما تفرضه كورونا من تداعيات.
ووجه الرئيس السنغالي ماكى سال، الشكر للرئيس السيسي على تنظيم هذا المنتدى الذي من شأنه الإسهام في التفكير حول وسائل تعافي الدول من جائحة كورونا وتحقيق التنمية المستدامة.
وشدد على ضرورة إيجاد طرق ميسرة تتيح وصول الدول الإفريقية للقاح بشكل عاجل وتدعيم القدرات الاقتصادية وتخفيف وطأة الديون على عاتق الدول الإفريقية.
وأشار إلى أهمية وجود مبادرة لممارسة الضغط لتخفيف الديون عن إفريقيا ومواجهة العواقب الوخيمة لنفسي الجائحة كما دعا الرئيس السنغالي، صندوق النقد لاتخاذ إجراءات في هذا الاتجاه.
كما عبر رئيس غينيا الاستوائية أوبيانج مابتسوجو عن الشكر للرئيس السيسى والحكومة المصرية على الفكرة الحكيمة لتنظيم النسخة الثانية لمنتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين الذى بات بمثابة منصة هامة لمواجهة وإعادة النظر فى التحديات المختلفة التى تواجه القارة الإفريقية.
وقال إن موضوع المنتدى فى نسخته الحالية يعد نموذجا للواقع الإفريقى الجديد للتعافى وإعادة البناء بشكل أفضل.
وأضاف أن قارة إفريقيا تعانى من النزاعات المسلحة والفقر المدقع والنزوح القسرى والأزمة الاقتصادية بسبب انخفاض سعر النفط.
وأكد مابتسوجو على أهمية العمل المشترك والتضامن للخروج بشكل أقوى من الآثار المدمرة لجائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) والتخفيف من الأضرار الناجمة عنها ولإعادة بناء مجتمعاتنا بشكل أفضل.
وشدد على ضرورة أن تكون المراة والشباب المستفيد الرئيسى من أجل تحسين إمكاناتهم الهائلة التى لا يمكن إنكارها لأن مستقبل القارة يكمن فى قوتهم وإبداعهم.
وأشار الرئيس الغينى، إلى الإجراءات التى اتخذتها بلاده فى مواجهة تداعيات كورونا، لاسيما على المستوى الاقتصادى للتخفيف قدر الإمكان من الضرر الناجم عن الوباء، لافتا إلى حصول بلاده على اللقاح من الصين ويتم توزيعه على نطاق واسع على السكان.
وأعرب عن أمله فى أن يتبنى منتدى أسوان توصيات تمثل نقطة تحول فى عملية التنمية فى إفريقيا، والتى سيؤدى تنفيذها إلى استدامة الموارد الاقتصادية الهائلة التى تزخر بها القارة.
ومن جانبه، أعرب الرئيس الجيبوتى إسماعيل عمر جيله، عن سعادته للمشاركة فى هذا المنتدى الذى يعد جزءا من عملية مستمرة من التفكير الاستراتيجى والحوار والتبادل، موجها الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى على قيادته الرائعة والتزامه الاستثنائى بقضايا التنمية الكبرى فى إفريقيا.
وقال إن العالم يواجه أكبر أزمة صحية منذ أكثر من قرن، مشيرا إلى أن إفريقيا ولما تعانى منه من ضعف وهشاشة لنظمها الصحية قد أثارت قلقًا ولكن تم إنقاذ قارتنا نسبيًا مقارنة بباقى العالم.
وأوضح أن المعركة ضد كورونا لم تنته بعد لأن العواقب الاقتصادية للنمو غير المنضبط ستكون كارثية، مطالبا بضرورة توحيد الجهود للحفاظ على الانجازات التى تحققت وأيضًا للبدء فى تطوير استراتيجية للتعافى الاقتصادى اليوم وحتى أثناء وباء كوفيد 19.
وأشار إلى أن خطة التعافى تتضمن نقاط هامة تشمل ضمان حصول إفريقيا على لقاح يكفى عدد سكانها، بالإضافة الى تعزيز القدرات وإعادة هيكلة الديون أو إلغائها من خلال هذه المبادرة سيتم مساعدة الاقتصادات الأفريقية، وخاصة الأكثر هشاشة، على التعافى بسرعة أكبر.
كما دعا إلى قيام أفريقيا بالتركيز على تعبئة الموارد المحلية للقطاعين العام والخاص عن طريق الحد من الإعفاءات، مضيفا أننا نواجه عدوًا غير مرئى لا يميز بين غنى أو فقير، كبير أو صغير، ولابد من التضامن المشترك والتشاور والتعاون بين الدول أمر حتمى فى مواجهة هذا التهديد المشترك.
كما وجه رئيس مالاوى الزورى مكارثى الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى لتنظيم المنتدى فى وقت يصارع فيه العالم جائحة كورونا، معربا عن سعادته للمشاركة فى هذه النسخة الثانية من منتدى أسوان.
وعبر عن ثقته فى أن تواصل إفريقيا التقدم والتركيز على خطوات عملية لبناء و تعافى أقوى وأفضل بعد كورونا.
وأكد أن تنظيم منتدى أسوان يعد أمرا حيويا لبناء السلام والتنمية المستدامين فى إفريقيا خاصة الآن وسط كل التحديات والفرص التى يخلقها جائحة كورونا.
وأكد فى سياق آخر على ضرورة تنسيق الجهود فى مجال تطوير البنى التحتية.
وأشار الى استخدام الانترنت بشكل أكبر خلال الجائحة مما أتاح لشركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مجالًا للنمو، مقترحا أن تتعاون الحكومات مع شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحفيز تطوير التقنيات التى من شأنها مواجهة التحديات القائمة.
ودعا إلى المزيد من إشراك الشباب وضمان أن يصبحوا جزءًا من الحلول، مشددا على أهمية دور المرأة.
وبدوره أكد دان سميز، مدير معهد ستوكهولم لبحوث السلام، على أهمية موضوع منتدى أسوان فى نسخته الحالية، معتبرا أن الأنظمة التى كانت صامدة فى مواجهة تحدى ما قادرة على أن تصمد أمام أى تحد آخر.
كما دعت السفيرة سعاد شلبى، مؤسس شبكة النساء فى إفريقيا، وعضو شبكة النساء فى البحر المتوسط، إلى أن تتخذ النساء مواقعهم فى أنحاء العالم، مشيرة إلى الدور الذى تقوم به المرأة فى حل النزاعات والمشاركة فى عمليات السلام.
وأضافت أن شبكات النساء تعمل بشكل كبير لمشاركة النساء صاحبات الخبرة والموهبة واللاتى يلعبن دورا بارزا فى منع الصراعات فمن الأهمية أن تقوم النساء بدور الوسيط أو المفاوض وبعد الجائحة لابد من وجود دور يقع على عاتقهم وإعطائهم المزيد من التدريب ليتولوا مواقع متقدمة.
وناقش المشاركون فى المنتدى خلال جلسات اليوم النهوض بأجندة المرأة والسلام والأمن فى إفريقيا أثناء الجائحة وما بعدها حيث أكدوا أنه مع استمرار ظهور الآثار الاجتماعية والصحية والسياسية والاقتصادية المترتبة على جائحة كورونا على المدى البعيد يتضح أن المرأة من بين الأكثر تضررا والأكثر عرضة للإصابة بهذا الفيروس حيث إنها تحمل عبئا غير متناسب من هذه الأزمة متعددة الأوجه، كما أدت كورونا إلى تضخيم التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية القائمة بالفعل بخلاف التحديات التى تواجهها المرأة فى حالات النزاع المسلح.
وقالوا إن الأدوات الوطنية والقارية مثل خطط العمل الوطنية وشبكة النساء الإفريقيات لمنع النزاعات والوساطة لازالت تلعب دورا حاسما فى إطلاق الإمكانات التحويلية لأجندة المرأة والسلم والأمن على الرغم من إعادة تخصيص الموارد والأولويات المتغيرة.
كما تتاولت الجلسات تفعيل الوقاية الهيكلية فى إفريقيا حيث تعزز جائحة كورونا حتمية قيام البلدان فى القارة بتعميم الوقاية الهيكلية فى سياساتها وتخطيطها وتنفيذها.
ويذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه كلمة متلفزة وجاءت تفاصيل الكلمة كالتالي:
يسعدني في مستهل كلمتي أن أرحب بكم جميعًا في الدورة الثانية من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين تلك المنصة الأفريقية التفاعلية التي دشناها معًا خلال رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى في عام ۲۰۱۹ للدفع بأجندة طموحة تعمل على توثيق العلاقة بين استقرار حالة السلم والأمن، وتحقيق التنمية المستدامة في قارتنا وعلى تعزيز التعاون بين دولنا ومع شركائنا.
لقد حالت الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة "كورونا" دون أن نعاود اجتماعنا وجهًا لوجه في مدينة "أسوان" العام الماضي إلا أن مصر حرصت على عقد الدورة الثانية من المنتدى بشكل افتراضى للبناء على قوة الدفع الذي ولدته الــــدورة الأولــــى وما حققتــه من نجاحـــات وانطلاقًا من إيمانها بأن الوقت الراهن هو الأمثل لنتدارس معًا التحديات الجسيمة التي تواجه قارتنا لنناقش ونبحث أفضل السبل والآليات لدعم جهودنا المشتركة من أجل التعافي من الجائحة وإعادة البناء بشكل أفضل للعبور بقارتنا من تلك الأزمة إلى بر الأمان.
لقد أثبتنا خلال العام الماضي أن التحديات التي فرضتها الجائحة وتبعاتها لن تثنينا عن النهوض بأجندتنا الأفريقية بل هي تزيد من إصرارنا على المضي قدمًا في تنفيذ خططنا وإعادة البناء بشكل أفضل من أجل تحقيق أهداف أجندة الاتحاد الأفريقي ٢٠٦٣.
ولعل تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية في مطلع هذا العام لخـيـر مثــال علــى نجــاح جهـودنـا الجماعيــة.
وأعاود التأكيد على دعم مصر الكامل لها وعلى ضرورة الإسراع في تنفيذ استحقاقاتها واستكمال مراحل التفاوض بشأنها، وتفعيل السياسات الخاصة بها.
كما تعتبر مشروعات البنية التحتية ركيزة أساسية لجهود التنمية والتعافي في أفريقيا فما أحوجنا الآن إلى مشروعات طموحة مثل مشروعات النقل والطرق والربط الكهربائي العابرة للحدود لتعزيز التكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمى المنشودين فضلًا عن تهيئة بيئة مواتية لتحقيق مستويات أعلى من النمو وتوفير فرص عمل بما يسهم في تجاوز التداعيات الاقتصادية للجائحة، وتجربة مصر الرائدة في مشروعات البنية التحتية تعد مثالًا يسعدنا مشاركته مع أشقائنا.
وأود أيضًا، إبراز أهمية تكنولوجيا المعلومات في التعامل مع تداعيات الجائحة ودورها المحوري في كافة أوجه حياتنا خلال هذه الفترة وهو ما يؤكد على ضرورة زيادة الاستثمارات في مجال التحول الرقمي في قارتنا بما يعظم الاستفادة من الفرص التي توفرها هذه التكنولوجيا في مختلف المجالات.
كما أن التعافي الشامل من الجائحة يتطلب تطوير السياسات التنموية المستدامة التي تشمل الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية حيث أظهرت الجائحة تداخل وتشابك المخاطر والتحديات التي تواجه مجتمعاتنا ودولنا وإنني على ثقة أن مناقشات المنتدى ستوفر فرصة مواتية لتبادل الخبرات والآراء حول كيفية تطوير تلك السياسات.
بخلاف الأعباء الثقيلة التي حلت على عاتق دولنا بسبب جائحة "کورونا" ما تزال أفريقيا تعانى من أخطار النزاعات المسلحة، والحروب الأهلية بما يهدد من استدامة الأمن في القارة، كما باتت سهام الإرهاب تحاول تقويض استقرار شعوبنا فضلًا عما تجلبه من ظواهر عابرة للحدود مثل تهريب وانتشار الأسلحة، وتفاقم الجرائم المنظمة والاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، والنزوح القسري.
ولقد أسهمت الجائحة بما سببته من تداعيات اقتصادية واجتماعية جسيمة في تفاقم هذه الأخطار وهو ما يتطلب توحيد الجهود لدعم الأطر والآليات الأفريقية لمنع وتسوية النزاعات وتعزيز قدرات دول القارة للتعامل مع التهديدات والمخاطر القائمة فضلًا عن أهمية التركيز على النهوض بدور المرأة في أجندة السلم والأمن والاستثمار في تطبيق نهج وقائي للأزمات والعمل على توثيق العلاقة بين الأطراف الفاعلة في مجالات السلم والأمن والتنمية بما يسهم في معالجة الأسباب الجذرية للنزاعات.
وفي هذا السياق، أود التأكيد على أهمية اختيار "الفنون والثقافة والتراث" كموضوع الاتحاد الأفريقي لعام ۲۰۲۱ باعتباره القوة الناعمة في تقارب الشعوب بما يساعد على التعامل مع التحديات بفكر مستنير يرقى لثقافة وحضارة دولنا الأفريقية ويعزز من السلم والأمن والتنمية في قارتنا العظيمة.
كما أن تحقيق السلام المستدام يتطلب تحصين الدول الخارجة من النزاعات ضد الانتكاسات عن طريق بناء قدرات مؤسساتها على الصمود وتمكينها من تأدية مهامها الموكلة إليها، ودفع عجلة التنمية.
من هذا المنطلق نؤكد التزامنا بالاضطلاع بمسئوليتنا في ريادة ملف إعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات من خلال تفعيل مركز الاتحاد الأفريقي المعنـــــي بهذه القضيــــــة علــــــى أرض مصـــــــر لوضع الخطط والبرامج التنموية بالتنسيق مع كل دولة معنية وفقًا لأوضاعها وأولوياتها الوطنية وبحث أفضل الآليات والسبل لتنفيذها على أرض الواقع كما أن رئاسة مصر للجنة بناء السلام التابعة للأمم المتحدة تفتح الباب أمام تعزيز التعاون بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في هذا المجال.
في تلك الظروف الاستثنائية التي يشهدها عالمنا اليوم في ظل تفشي جائحة "كورونا" تؤكد مصر على أن التضامن الدولي أمر ملح حتى تخرج الإنسانية من هذه الأزمة في سلام وأمان، فعلى الرغم من جهودنا الإقليمية والدولية لمواجهة الجائحة فإن المرحلة الراهنة جاءت بتحديات جديدة في مقدمتها توفير اللقاح اللازم لشعوبنا حيث يهمني التأكيد في هذه المناسبة على المطلب الأفريقي بضرورة أن يتم توفيره بشكل أكثر إنصافًا وعدلًا تلبية لمطالب شعوب قارتنا.
أختتم كلمتي على أمل بلقاء فعلي قريب بعد أن نكون قد طوينا صفحة الوباء بما يتيح عقد الدورة القادمة من المنتدى وجهًا لوجه في "أسوان" أرض الحضارة والتاريخ.