أنصار البطريرك vs حزب الله .. ما الذي يحدث في لبنان؟
وسط مخاوف من اندلاع انقسام سياسي جديد في لبنان، تسببت دعوة البطريرك الماروني لعقد مؤتمر دولي في خلق حالة من الاحتقان والجدل داخل الشارع اللبناني خاصةً بين أنصار البطريرك وحزب الله اللبناني.
وخلال الساعات الماضية تصدر هاشتاج #لكل_احتلال_بطريرك في إشارة إلى مواقف المرجع الديني المنتقد للتدخلات الخارجية، والمطالب بالحياد، قابله أنصار حزب الله بهاشتاج #المقاومة_مجد_لبنان .
البطريرك الماروني والمؤتمر الدولي
وأمس السبت تجمّع آلاف اللبنانيين في باحة البطريركية المارونية شمال شرق بيروت، تأييداً لدعوة البطريرك الماروني "مار بشارة بطرس الراعي" إلى عقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة لإنقاذ لبنان، ما أثار انتقادات حزب الله.
وقال الراعي من نافذة الصرح أمام الآلاف الذين وصلوا بالسيارات وسيرا على الأقدام الى المكان، وبينهم رجال دين من مذاهب إسلامية، "نريد من المؤتمر الدولي إعلان حياد لبنان فلا يعود ضحية الصراعات والحروب، وأرض الانقسامات، وبالتالي يتأسّس على قوّة التوازن، لا على موازين القوى التي تنذر دائماً بالحروب".
كما أضاف "نريد من المؤتمر أن يوفّر الدعم للجيش اللبناني، ليكون المدافع الوحيد عن لبنان، والقادر على استيعاب القدرات العسكرية الموجودة لدى الشعب اللبناني من خلال نظامٍ دفاعي شرعي يُمسك بقرار الحرب والسلم"، في انتقاد واضح لسلاح حزب الله الذي يملك ترسانة عسكرية ضخمة يرفض التخلي عنها بحجة مقاومة إسرائيل.
وأضاف: "طالبنا بمؤتمر دولي خاص بلبنان لأننا تأكدنا أن كل ما طرح رُفض حتى تبقى الفوضى وتُسقط الدولة ويتم الاستيلاء على مقاليد السلطة"، مضيفاً "نحن نواجه حالة انقلابية بكل معنى الكلمة".
كما وجّه الراعي انتقادات قاسية للطبقة السياسية، قائلا "أن تتركوا الأمور كما هي والدولة تنهار والشعب يجوع ويُقهر، فهذا ما لا يمكن لنا أن نقبله بأي شكل من الأشكال"، داعياً اللبنانيين إلى عدم السكوت عن "فشل" هذه الطبقة "والخيارات الخاطئة والانحياز".
وتابع "لا تسكتوا عن الفساد، لا تسكتوا عن الحدودِ السائبة، لا تسكتوا عن فوضى التحقيق في جريمة المرفأ، لا تسكتوا عن السلاح غير الشرعي وغير اللبناني".
وثيقة الحياد
كان الراعي أطلق "وثيقة الحياد الناشط" في 17 أغسطس، مطالباً بإبعاد لبنان عن صراعات المنطقة وعدم تدخل دول أخرى في شؤونه، ودعا في 9 فبراير الأمم المتحدة الى عقد مؤتمر دولي "للمساعدة على إنقاذ لبنان".
وأثارت دعواته في حينها أيضا انتقادات، أبرزها كان من حزب الله على لسان أمينه العام حسن نصرالله الذي قال إن الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي هو توجه نحو "التدويل" الذي "يتنافى مع السيادة وقد يكون غطاء لاحتلال جديد".
حزب الله
وفي أول تعليق رسمي لـ"حزب الله" اللبناني على كلمة البطريرك الماروني "مار بشارة بطرس الراعي"، قال عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النيابية حسن فضل الله، إن التدويل يشكل خطرا وجوديا على لبنان.
وأضاف فضل الله أنه "كنا نتوقع تصرفا مختلفا حول ما حصل في بكركي"، معتبرا أن هناك من يتلطى خلف البطريركية المارونية في لبنان.
وشدد فضل الله على أن "حزب الله يرى بأن التدويل يشكل خطرا وجوديا على لبنان"، متسائلا: "ماذا فعل التدويل في سوريا وليبيا والعراق؟"، مضيفا أن "من يريد التمسك باتفاق الطائف يجب أن لا يدعو الدول إلى لبنان لحل الأزمة، بل يجب أن تبدأ المعالجة من الداخل".