كارينجي.. بوابة عبور الجماعة الإرهابية إلى الإدارة الأمريكية.. الجماعة تخطط لإحياء مشروعها التاريخي على طريقة كارتر والخميني
تبحث جماعة الإخوان الإرهابية دائما عن ولي يقربها من أهدافها، يقتنص لها الفرص نيابة عنها، هكذا كانت تفعل دائما مع كل الإدارات الأمريكية المتعاقبة التي كانت تشاركها الرؤى وتقدم لها أجندة مخلصة لأهدافها، لكن عُطل هذا التحالف لمدة 4 سنوات قضاها دونالد ترامب في البيت الأبيض.
عودة بايدن
ولم تنتعش فرص الجماعة في إحياء التحالف إلا مع عودة الديمقراطيين إلى الحكم، تحت قيادة جو بايدن، الذي أعاد كل الوجوه التي صنعت سياسة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما قبل 10 سنوات، والتي امتلك بفضلها التنظيم القدرة على تصدر الواجهة السياسية في أغلب بلدان المنطقة بعد ثورات الربيع العربي.
وبحسب العديد من المصادر، تعمل الجماعة في الوقت الحالي على إعادة إنتاج سياسة «أوباما» مع نائبه «بايدن»، مستغلة انتماء فريق الأمن القومي إلى مدرسة ترغب في احتواء الأيديولوجيات المتشددة والتعايش معها، وهو منطق يتحدى الوضع الإقليمي ومحددات الأمن القومي العربي الذي تأسس منذ 2013 على إبعاد الجماعة واستئصال بذرة الإسلام السياسي من المنطقة، بعد أن كان على وشك تدميرها كاملة وتحويلها إلى مناطق نزاعات قبلة للتفكك والانفجار.
كارينجي
وفي هذا السياق تلعب «الإخوان» بمجموعة من الكروت على رأسها مؤسسة كارينجي للسلام ومركزها الأشهر للدراسات والبحوث، لا سيما أن رموز الإدارة الديمقراطية على صلة كبيرة بالمركز، وبعضها ترأسه لحقب زمنية ممتدة تم خلالها نشر العديد من الدراسات ـ النظرية ـ التي لا يدعمها الواقع عن سلمية الإسلام السياسي وفي القلب منه الإخوان إذا ما تم توفير له مساحة في المجال العالم.
كما تضغط الجماعة بقوة للاستعانة بالأبحاث التي نشرتها مؤسسة كارنيجي، وتريد أن تصبح المعبر الرسمي عن وجهة نظر وزارة الخارجية لإعادة التنظيم مرة أخرى للحياة، مع الأخذ في الاعتبار أن الذي أشرف على إنتاج مثل هذه الأبحاث في كارينجي حتى وقت قريب مدير وكالة المخابرات المركزية الحالي ويليام بيرنز، الذي تحاول الجماعة من خلال شركات الضغط التي تتعاون معها وضعه في مأزق أخلاقي عندما تذكره بمثل هذه الوثائق التي تزعم سلمية الجماعة.
كارتر والخميني
وتسعى بكل الطرق لإعادة إنتاج سياسة مقاربة لسياسة الرئيس جيمي كارتر في سبعينيات القرن الماضي، إذ كان يعتبر الإسلاميين مجرد معارضين سلميين لنظام شاه إيران حليفهم الإستراتيجي في المنطقة.
كان «كارتر» يأوي آية الله الخميني المنفي آنذاك من الدولة الإيرانية، وقدم له كل الدعم باعتباره معارضا سياسيا سلميا مضطهدا من قبل شاه إيران، وسهّل ذلك صعود آيات الله إلى السلطة، ولكن ما الذي حدث بعد ذلك؟.. طعن «الخميني» الثورة الإيرانية في ظهرها، بعدما حرك بوصلتها من حركة تأمل في إقامة حريات مدنية ودولة عصرية، إلى ثورة دينية بامتياز، صنعت من إيران بؤرة عالمية للتطرف المناهض للغرب وأفكاره بل والمناهض للمسلمين السنة على حد سواء، وأصبحت إيران واحدة من أعقد مشكلات الشرق والغرب معًا.
تعلم الإخوان جيدا، وهي تحاول إحياء هذه السياسة، مدى تشبع فريق بايدن بنفس أفكار كارتر، إذ كانوا مسئولون عن التفاوض النووي مع النظام الإيراني، اعتبروه شريكًا محتملًا في التعايش السلمي، اعتبروا أن التفاوض وإبقاء حبال الود هي الطريقة الوحيد لإنهاء قمع المعارضة في الداخل، ودفعهم للتنصل من رؤيتهم الدينية المتعصبة المغموسة بجنون العظمة، كما لعب فريق بايدن الحالي دورًا رئيسيًا في صياغة الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران.
هذا إلى جانب أنه مسئول أيضا عن إعادة إنتاج نفس السياسة تجاه إيران في 2021 مع بعض التعديلات البسيطة التي تضمن عدم ثورة الشارع الأمريكي الذي يتخوف من مثل هذا التقارب، ولاسيما أن نفس الفريق وضع تصورات احتضان الإخوان في مصر عام 2009.
وأعطت الولايات المتحدة للإخوان الضوء الأخضر للتحرك في جميع أنحاء المنطقة بدعم من أردوغان وقطر، لكن جاءت الرياح بما لاتشتهي السفن وفشلت الجماعة في كل البلدان العربية وتصدرها المشهد نجح في خلق توترات سياسية واجتماعية ودينية ما أدى إلى تآكل مصداقية الولايات المتحدة، وهو ما يصعب عليها حاليا من إعلان إعادة احتضان الإخوان مرة أخرى، أو محاولة اختراعها في المشهد السياسي من جديد.
الغرب والتيار الديني
جون جنكينز، الباحث البريطاني البارز في شئون الإسلام السياسي وجماعة الإخوان على وجه التحديد، المدير التنفيذي السابق للمعهد البريطاني الدولي للدراسات الإستراتيجية، التقط المساعي الإخوانية ووجه نصائح عدة للإدارة الأمريكية، مؤكدا ضرورة أن يفهم الغرب ضرورة التعامل مع التيار الديني بطريقة أخرى غير القيم الأوروبية الفكرية والقيمية.
«النظر إلى العالم من خلال العدسات الأوروبية يعني إعطاء الفرصة لمثل هذه الجماعات للإجهاز عليها وتدميرها»، حسب قول «جنكير»، الذي أكمل عليه قائلا: الإسلام السياسي الذي تتبوأ فيه الإخوان دورًا مركزيًا ومحوريًا، مثل غيره من الأيديولوجيات الشمولية والمناهضة للعقلانية، تشكل تحديًا عميقًا لمفاهيم الديمقراطية والحياة العصرية وبمجرد تمكنها ستسعى إلى إقامة قومية دينية تناقض الدولة الحديثة وتسعى لتشكيل أزمات كبرى لكل من يؤمن بها.
«جنكيز» حذر فريق بايدن للسياسة الخارجية والأمن القومي، بقيادة وزير الخارجية توني بلينكين، ونائب وزير الخارجية ويندي شيرمان ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ومدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز، ومدير المخابرات الوطنية أفريل هينز - لنصيحة السير جنكينز من تبنى إعادة الجماعة للمشهد مرة أخرى، واقترح عليهم إعادة قراءة تاريخ الإخوان، ورؤيتهم الدينية التي تسعى إلى إنشاء مجتمع إسلامي على طريقتهم، واستبدال القيم العالمية لحقوق الإنسان بتعاليم حسن البنا، بجانب إسقاط كل الدول القومية، وإقامة دولة واحدة تحت راية الخلافة.
وشدد الباحث المخضرم في نصيحته للإدارة الأمريكية، على أن أدبيات الإخوان تستدعي العنف دائما إذا ما تعثرت في تحقيق أهدافها بالسلمية، وبالتالي تفريخ حركات إرهابية مثل حسم ولواء الثورة كان أمرا طبيعيا لفكرة ترى الجهاد أمرا مشروعا في السياسة، ولا يفرق معها تصدير مئات الآلاف من الناس للموت في سبيل تمكين أفكارها.
واستشهد «جنكيز» بما حدث في مصر والسعودية والإمارات والبحرين وعمان والمغرب والأردن وباكستان وبنجلاديش والهند وغيرهم من البلدان التي تسبب الإسلام السياسي في أزمة كبرى لها، مؤكدا أن الإخوان بارعة للغاية في تشويش الغرب عن أهدافها الحقيقية، إذ تؤكد لهم دائما أنها جماعة سياسية وتبرر لجوء بعض كوادرها إلى العنف المباشر، وتزعم أنهم انساقوا إليه مدفوعين باليأس على أمل تحقيق العدالة وحقوق الإنسان.
وأكمل الباحث البريطاني قائمة نصائحه للإدارة الأمريكية مؤكدا أن تجربة الشرق الأوسط تؤكد أن الغرب يتحرك دائما في الاتجاه الخطأ، يزعزع الأنظمة القائمة عبر تشجيع قيام أنظمة دينية استبدادية بما يشير إلى خطورة كبرى على العالم، يحذر بايدن من الانخداع بالكلمات المعسولة التي أجاد صياغتها الإخوان مثلما فعل ذلك حسن البنا في بداياته.
ولكن سرعان ماتحولت الجماعة إلى أداة للقتل والموت وانتهى الوعظ والإرشاد وتسيدت رؤى الحاكمية ومجتمعات الجاهلية والتنظيم الخاص ومع هؤلاء جمعيا شاع فن الموت تحت مزاعم الاستشهاد في سبيل الله، واختتم «جنكيز» قائمة نصائحه وتحذيراته.
مذكرا «بايدن» بعقيدة الإرهاب المسلح في فكر الجماعة، ويدلل على ذلك بحرب الاغتيالات التي إدارةا التنظيم ضد رموز الدولة المصرية، فضلا عن عدم تبرؤ الإخوان من كتابات أعلام على شاكلة سيد قطب الذي لايزال يحتل دورًا مركزيا في أفكار الإخوان والذي يبرر استخدام العنف بكل الطرق والأشكال لإقامة دولة إسلامية ما يدمر التسامح وحرية الاختيار والحريات الفردية التي يعتبرها الغرب الجوهر الذي أقام عليه حضارته الحديثة.
نقلًا عن العدد الورقي...
عودة بايدن
ولم تنتعش فرص الجماعة في إحياء التحالف إلا مع عودة الديمقراطيين إلى الحكم، تحت قيادة جو بايدن، الذي أعاد كل الوجوه التي صنعت سياسة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما قبل 10 سنوات، والتي امتلك بفضلها التنظيم القدرة على تصدر الواجهة السياسية في أغلب بلدان المنطقة بعد ثورات الربيع العربي.
وبحسب العديد من المصادر، تعمل الجماعة في الوقت الحالي على إعادة إنتاج سياسة «أوباما» مع نائبه «بايدن»، مستغلة انتماء فريق الأمن القومي إلى مدرسة ترغب في احتواء الأيديولوجيات المتشددة والتعايش معها، وهو منطق يتحدى الوضع الإقليمي ومحددات الأمن القومي العربي الذي تأسس منذ 2013 على إبعاد الجماعة واستئصال بذرة الإسلام السياسي من المنطقة، بعد أن كان على وشك تدميرها كاملة وتحويلها إلى مناطق نزاعات قبلة للتفكك والانفجار.
كارينجي
وفي هذا السياق تلعب «الإخوان» بمجموعة من الكروت على رأسها مؤسسة كارينجي للسلام ومركزها الأشهر للدراسات والبحوث، لا سيما أن رموز الإدارة الديمقراطية على صلة كبيرة بالمركز، وبعضها ترأسه لحقب زمنية ممتدة تم خلالها نشر العديد من الدراسات ـ النظرية ـ التي لا يدعمها الواقع عن سلمية الإسلام السياسي وفي القلب منه الإخوان إذا ما تم توفير له مساحة في المجال العالم.
كما تضغط الجماعة بقوة للاستعانة بالأبحاث التي نشرتها مؤسسة كارنيجي، وتريد أن تصبح المعبر الرسمي عن وجهة نظر وزارة الخارجية لإعادة التنظيم مرة أخرى للحياة، مع الأخذ في الاعتبار أن الذي أشرف على إنتاج مثل هذه الأبحاث في كارينجي حتى وقت قريب مدير وكالة المخابرات المركزية الحالي ويليام بيرنز، الذي تحاول الجماعة من خلال شركات الضغط التي تتعاون معها وضعه في مأزق أخلاقي عندما تذكره بمثل هذه الوثائق التي تزعم سلمية الجماعة.
كارتر والخميني
وتسعى بكل الطرق لإعادة إنتاج سياسة مقاربة لسياسة الرئيس جيمي كارتر في سبعينيات القرن الماضي، إذ كان يعتبر الإسلاميين مجرد معارضين سلميين لنظام شاه إيران حليفهم الإستراتيجي في المنطقة.
كان «كارتر» يأوي آية الله الخميني المنفي آنذاك من الدولة الإيرانية، وقدم له كل الدعم باعتباره معارضا سياسيا سلميا مضطهدا من قبل شاه إيران، وسهّل ذلك صعود آيات الله إلى السلطة، ولكن ما الذي حدث بعد ذلك؟.. طعن «الخميني» الثورة الإيرانية في ظهرها، بعدما حرك بوصلتها من حركة تأمل في إقامة حريات مدنية ودولة عصرية، إلى ثورة دينية بامتياز، صنعت من إيران بؤرة عالمية للتطرف المناهض للغرب وأفكاره بل والمناهض للمسلمين السنة على حد سواء، وأصبحت إيران واحدة من أعقد مشكلات الشرق والغرب معًا.
تعلم الإخوان جيدا، وهي تحاول إحياء هذه السياسة، مدى تشبع فريق بايدن بنفس أفكار كارتر، إذ كانوا مسئولون عن التفاوض النووي مع النظام الإيراني، اعتبروه شريكًا محتملًا في التعايش السلمي، اعتبروا أن التفاوض وإبقاء حبال الود هي الطريقة الوحيد لإنهاء قمع المعارضة في الداخل، ودفعهم للتنصل من رؤيتهم الدينية المتعصبة المغموسة بجنون العظمة، كما لعب فريق بايدن الحالي دورًا رئيسيًا في صياغة الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران.
هذا إلى جانب أنه مسئول أيضا عن إعادة إنتاج نفس السياسة تجاه إيران في 2021 مع بعض التعديلات البسيطة التي تضمن عدم ثورة الشارع الأمريكي الذي يتخوف من مثل هذا التقارب، ولاسيما أن نفس الفريق وضع تصورات احتضان الإخوان في مصر عام 2009.
وأعطت الولايات المتحدة للإخوان الضوء الأخضر للتحرك في جميع أنحاء المنطقة بدعم من أردوغان وقطر، لكن جاءت الرياح بما لاتشتهي السفن وفشلت الجماعة في كل البلدان العربية وتصدرها المشهد نجح في خلق توترات سياسية واجتماعية ودينية ما أدى إلى تآكل مصداقية الولايات المتحدة، وهو ما يصعب عليها حاليا من إعلان إعادة احتضان الإخوان مرة أخرى، أو محاولة اختراعها في المشهد السياسي من جديد.
الغرب والتيار الديني
جون جنكينز، الباحث البريطاني البارز في شئون الإسلام السياسي وجماعة الإخوان على وجه التحديد، المدير التنفيذي السابق للمعهد البريطاني الدولي للدراسات الإستراتيجية، التقط المساعي الإخوانية ووجه نصائح عدة للإدارة الأمريكية، مؤكدا ضرورة أن يفهم الغرب ضرورة التعامل مع التيار الديني بطريقة أخرى غير القيم الأوروبية الفكرية والقيمية.
«النظر إلى العالم من خلال العدسات الأوروبية يعني إعطاء الفرصة لمثل هذه الجماعات للإجهاز عليها وتدميرها»، حسب قول «جنكير»، الذي أكمل عليه قائلا: الإسلام السياسي الذي تتبوأ فيه الإخوان دورًا مركزيًا ومحوريًا، مثل غيره من الأيديولوجيات الشمولية والمناهضة للعقلانية، تشكل تحديًا عميقًا لمفاهيم الديمقراطية والحياة العصرية وبمجرد تمكنها ستسعى إلى إقامة قومية دينية تناقض الدولة الحديثة وتسعى لتشكيل أزمات كبرى لكل من يؤمن بها.
«جنكيز» حذر فريق بايدن للسياسة الخارجية والأمن القومي، بقيادة وزير الخارجية توني بلينكين، ونائب وزير الخارجية ويندي شيرمان ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ومدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز، ومدير المخابرات الوطنية أفريل هينز - لنصيحة السير جنكينز من تبنى إعادة الجماعة للمشهد مرة أخرى، واقترح عليهم إعادة قراءة تاريخ الإخوان، ورؤيتهم الدينية التي تسعى إلى إنشاء مجتمع إسلامي على طريقتهم، واستبدال القيم العالمية لحقوق الإنسان بتعاليم حسن البنا، بجانب إسقاط كل الدول القومية، وإقامة دولة واحدة تحت راية الخلافة.
وشدد الباحث المخضرم في نصيحته للإدارة الأمريكية، على أن أدبيات الإخوان تستدعي العنف دائما إذا ما تعثرت في تحقيق أهدافها بالسلمية، وبالتالي تفريخ حركات إرهابية مثل حسم ولواء الثورة كان أمرا طبيعيا لفكرة ترى الجهاد أمرا مشروعا في السياسة، ولا يفرق معها تصدير مئات الآلاف من الناس للموت في سبيل تمكين أفكارها.
واستشهد «جنكيز» بما حدث في مصر والسعودية والإمارات والبحرين وعمان والمغرب والأردن وباكستان وبنجلاديش والهند وغيرهم من البلدان التي تسبب الإسلام السياسي في أزمة كبرى لها، مؤكدا أن الإخوان بارعة للغاية في تشويش الغرب عن أهدافها الحقيقية، إذ تؤكد لهم دائما أنها جماعة سياسية وتبرر لجوء بعض كوادرها إلى العنف المباشر، وتزعم أنهم انساقوا إليه مدفوعين باليأس على أمل تحقيق العدالة وحقوق الإنسان.
وأكمل الباحث البريطاني قائمة نصائحه للإدارة الأمريكية مؤكدا أن تجربة الشرق الأوسط تؤكد أن الغرب يتحرك دائما في الاتجاه الخطأ، يزعزع الأنظمة القائمة عبر تشجيع قيام أنظمة دينية استبدادية بما يشير إلى خطورة كبرى على العالم، يحذر بايدن من الانخداع بالكلمات المعسولة التي أجاد صياغتها الإخوان مثلما فعل ذلك حسن البنا في بداياته.
ولكن سرعان ماتحولت الجماعة إلى أداة للقتل والموت وانتهى الوعظ والإرشاد وتسيدت رؤى الحاكمية ومجتمعات الجاهلية والتنظيم الخاص ومع هؤلاء جمعيا شاع فن الموت تحت مزاعم الاستشهاد في سبيل الله، واختتم «جنكيز» قائمة نصائحه وتحذيراته.
مذكرا «بايدن» بعقيدة الإرهاب المسلح في فكر الجماعة، ويدلل على ذلك بحرب الاغتيالات التي إدارةا التنظيم ضد رموز الدولة المصرية، فضلا عن عدم تبرؤ الإخوان من كتابات أعلام على شاكلة سيد قطب الذي لايزال يحتل دورًا مركزيا في أفكار الإخوان والذي يبرر استخدام العنف بكل الطرق والأشكال لإقامة دولة إسلامية ما يدمر التسامح وحرية الاختيار والحريات الفردية التي يعتبرها الغرب الجوهر الذي أقام عليه حضارته الحديثة.
نقلًا عن العدد الورقي...
