حمار "القعيد" والعمدة.. وثورة يوليو!!
عندما يتحدث
البعض عن التعليم يذكر نماذج تمثل فى الحقيقة حالات خاصة من الصعب أو ربما من المستحيل
تكرارها، لإنها لم تأتى من خلال نظام ورؤية للدولة ولكنها جاءت كحالات خاصة جدا، هل
كان بزوغ د. طه حسين عميد الأدب العربي نتيجة رؤية ونظام تعليمي؟ طه حسين فقد بصره وهو طفل مما جعل والده يشفق
عليه ويرى إنه يحتاج رعاية خاصة حتى لا يعتمد على أحد بعد رحيله، ولا يعرف ماذا سيكون
مصيره مع اخواته والمجتمع، وبالتالي دعمه بقوة فى التعليم بالرغم من حالة الفقر التى
كان تمر بها الأسرة، كما أن إرادة الانسان طه حسين الفولاذية، وإيمانه بتحدى مصيبته،
واستشعار الطفل بالاهتمام من أسرته الفقيرة فى ظروفه الصعبة، لهذا أصبح لدينا طه حسين
العلامة الفارقة فى الفكر والثقافة ليس على المستوى العربي فقط بل تجاوز هذا إلى العالم.
ثم أن عميد الأدب العربي د. طه حسين بسبب دراسته في السوربون كبرى الجامعات الفرنسية واطلاعه على التقدم العلمي في أوروبا، أدرك أهمية التعليم في نمو وتقدم المجتمعات، وجاء الشعار الذى رفعه وأصبح ايقونة نفخر بها والتى تشير إلى أهمية التعلم "التعليم كالماء والهواء" والذى أعلنه عندما كان وزير للمعارف وطالب بمجانية التعليم الإلزامى عندما كان في وزارة النحاس باشا قبل قيام ثورة يوليو بعدة أشهر..
السد العالي.. ملحمة تاريخية!
أي أنه جاء فى نهاية حكم أسرة محمد على الذى بدأ فى بداية القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين ولم تدُم الوزارة طويلا حتى تحققه على أرض الواقع.
ويروى د طه حسين فى برنامج فى التليفزيون المصرى قصة كاشفة لنظرة أسرة محمد على للشعب المصرى، كان الأمير محمد على وهو من الأسرة الحاكمة رافضا أى مجانية فى مجال التعليم، فإقترح عليه أن يسمع من د.طه حسين وزير المعارف الهدف من المجانية، وبالفعل إجتمع الثلاثة، وبعد أن انتهى د.طه حسين من حديثه، لم يقتنع الأمير محمد على قائلا: إذا تعلم الشعب فمن يخدمنى يومها!؟
صمت عميد الأدب العربي د.طه حسين، وتدخل مصطفى النحاس باشا رئيس الوزراء قائلا: يا سمو الأمير حضرتك لسه راجع من ايطاليا، وفى الفندق كان فيه عمال بتخدمك، العمال متعلمة! قال الأمير محمد على: ماذا تقصد يا نحاس باشا؟! قال مصطفى النحاس باشا: الشعب يتعلم، ووبرضه يخدموك متعلمين! لم يعلق د.طه حسين على الحوار الذى لم يعجبه كلام الأمير أو النحاس باشا، وطلب الانصراف!
وهنا أذكر شهادة الأديب الكبير يوسف القعيد حيث قال: عن التحدث عن التعليم لا أقصد شخصى بالتعليم، وإنما أقصد الالاف –الملايين- من أبناء الشعب، الذين تعلموا لأن ثورة يوليو قامت فهناك الملايين تعلموا ودخلوا المدارس، وفى قريتى "الظاهرية" بمركز ايتاى البارود بمحافظة البحيرة، كان فى هذه القرية عمدة يملك 70 % من الاراضى الزراعية الموجودة هذه القرية، هذا العمدة كان يمنع أى فلاح من أن يمر أمام شكمنته –السراى الخاصة به– وهو راكب على حماره..
المقاومة الشعبية فى زمن الاحتلال الملكى الإنجليزى!
وأنا كان والدى –رحمه الله– ينزل قبل سراى هذا الرجل، وأنزل أنا أيضا ونمشى وراء الحمار إلى أن نعبر طريق السراى ونتوارى عن نظره، لكى لا يبصرنا وهو جالس فى "التراسينه" اى البلكونة الخاصة به، ثم نعود ونركب الحمار مرة أخرى، فإذا فعل أحد غير هذا لإنه لا يعلم أو لا يعرف ذلك، أو إنه غريب عن البلد يكون جزاؤه أن يربط فى شجرة – الشجرة قطعت العام الماضى 2001– أمام السراى إلى أن يرحمه هذا العمدة..
هذا وضع كان موجودا فى قريتى ولم ينته إلا بقيام ثورة 23 يوليو، وتعلم أبناء القرية، هذا وضع حقيقى ليس من نسج خيالى أو ابتداعى ودون مبالغة، فأنا وكل من ولدوا فى سنة 1944 لولا الثورة التى قامت ما كنا دخلنا مدرسة، لأن العمدة هو الذى كان يكتب أسماء من يذهبون للمدرسة، والمدرسة لا تقبل إلا الكشف المعتمد من العمدة.
ثم أن عميد الأدب العربي د. طه حسين بسبب دراسته في السوربون كبرى الجامعات الفرنسية واطلاعه على التقدم العلمي في أوروبا، أدرك أهمية التعليم في نمو وتقدم المجتمعات، وجاء الشعار الذى رفعه وأصبح ايقونة نفخر بها والتى تشير إلى أهمية التعلم "التعليم كالماء والهواء" والذى أعلنه عندما كان وزير للمعارف وطالب بمجانية التعليم الإلزامى عندما كان في وزارة النحاس باشا قبل قيام ثورة يوليو بعدة أشهر..
السد العالي.. ملحمة تاريخية!
أي أنه جاء فى نهاية حكم أسرة محمد على الذى بدأ فى بداية القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين ولم تدُم الوزارة طويلا حتى تحققه على أرض الواقع.
ويروى د طه حسين فى برنامج فى التليفزيون المصرى قصة كاشفة لنظرة أسرة محمد على للشعب المصرى، كان الأمير محمد على وهو من الأسرة الحاكمة رافضا أى مجانية فى مجال التعليم، فإقترح عليه أن يسمع من د.طه حسين وزير المعارف الهدف من المجانية، وبالفعل إجتمع الثلاثة، وبعد أن انتهى د.طه حسين من حديثه، لم يقتنع الأمير محمد على قائلا: إذا تعلم الشعب فمن يخدمنى يومها!؟
صمت عميد الأدب العربي د.طه حسين، وتدخل مصطفى النحاس باشا رئيس الوزراء قائلا: يا سمو الأمير حضرتك لسه راجع من ايطاليا، وفى الفندق كان فيه عمال بتخدمك، العمال متعلمة! قال الأمير محمد على: ماذا تقصد يا نحاس باشا؟! قال مصطفى النحاس باشا: الشعب يتعلم، ووبرضه يخدموك متعلمين! لم يعلق د.طه حسين على الحوار الذى لم يعجبه كلام الأمير أو النحاس باشا، وطلب الانصراف!
وهنا أذكر شهادة الأديب الكبير يوسف القعيد حيث قال: عن التحدث عن التعليم لا أقصد شخصى بالتعليم، وإنما أقصد الالاف –الملايين- من أبناء الشعب، الذين تعلموا لأن ثورة يوليو قامت فهناك الملايين تعلموا ودخلوا المدارس، وفى قريتى "الظاهرية" بمركز ايتاى البارود بمحافظة البحيرة، كان فى هذه القرية عمدة يملك 70 % من الاراضى الزراعية الموجودة هذه القرية، هذا العمدة كان يمنع أى فلاح من أن يمر أمام شكمنته –السراى الخاصة به– وهو راكب على حماره..
المقاومة الشعبية فى زمن الاحتلال الملكى الإنجليزى!
وأنا كان والدى –رحمه الله– ينزل قبل سراى هذا الرجل، وأنزل أنا أيضا ونمشى وراء الحمار إلى أن نعبر طريق السراى ونتوارى عن نظره، لكى لا يبصرنا وهو جالس فى "التراسينه" اى البلكونة الخاصة به، ثم نعود ونركب الحمار مرة أخرى، فإذا فعل أحد غير هذا لإنه لا يعلم أو لا يعرف ذلك، أو إنه غريب عن البلد يكون جزاؤه أن يربط فى شجرة – الشجرة قطعت العام الماضى 2001– أمام السراى إلى أن يرحمه هذا العمدة..
هذا وضع كان موجودا فى قريتى ولم ينته إلا بقيام ثورة 23 يوليو، وتعلم أبناء القرية، هذا وضع حقيقى ليس من نسج خيالى أو ابتداعى ودون مبالغة، فأنا وكل من ولدوا فى سنة 1944 لولا الثورة التى قامت ما كنا دخلنا مدرسة، لأن العمدة هو الذى كان يكتب أسماء من يذهبون للمدرسة، والمدرسة لا تقبل إلا الكشف المعتمد من العمدة.