رئيس التحرير
عصام كامل

مائة عام على ميلاده.. ثروت عكاشة مؤسس البنية التحتية للنهضة الثقافية

الدكتور ثروت عكاشة
الدكتور ثروت عكاشة
وضع في آخر حياته كتاب أحدث ثورة في عالم الكتب، فهو عبارة عن متحف مفتوح ، متحف بلا جدران، هذا الكتاب وضعه رجل مصر الثقافى الأول الدكتور ثروت عكاشة، والذي رحل فى مثل هذا اليوم 2012، ويعد ومؤسس البنية التحتية للنهضة الثقافية المصرية فى الخمسينات والستينات .


يحتوي الكتاب "موسوعة تاريخ الفن.. العين تسمع والاذن ترى"، ويتحدث الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة السابق وأحد الضباط الأحرار، الذى نحتفل اليوم بمئوية ميلاده عن موسوعته فيقول: علاقتى بالفنون التشكيلية بدأت اثناء وجودى فى باريس كملحق عسكرى فقد اتيحت لى فرصة التعرف على شخصيات فرنسية متخصصة فى ميادين متعددة فكان لهم تأثير على تكوينى الفنى بدأت بصداقة عضو الاكاديمية الفرنسية رينيه ويج وصاحب اهم الكتب عن تاريخ الفن وكان امينا لمتحف اللوفر ، فكرت عن طريقه بعد خروجى من وزارة الثقافة عام 1962 فى تفرغى للكتابة فى تاريخ الفن فكان كتاب (العين تسمع والاذن ترى ) لايمانى بوحدة الفنون واننى يمكن ان ارى الموسيقى بأذنى بينما انى اسمعها .

وتابع: بدأت فى الموسوعة وليست الكتاب بتاريخ مصر القديمة من سومر وبابل وآشور والتاريخ العراقى القديم ثم الفن الفارسى القديم قبل الاسلام والاغريقى واليونانى والبيزنطى والعصور الوسطى والعصر القبطى وعصر النهضة، وكانت رحلتى مع هذه النوعية من الموسوعات هو تحقيق فكرة المتحف الخيالى فى جولة عامة للفنون لايمكن لاى مهتم ان يطوف بها على الطبيعة .

/4291504
وأضاف: استغرق الجزء الاول من الموسوعة عشر سنوات من 1962 حتى 1972 كونت فيها مكتبة للصور من خلال سفرياتى بالاقتناء او الاستنساخ او التصوير، كما اخترت لغلاف الموسوعة لوحة للفنان رمبرانت وهو هولندى الجنسية وهى لوحة تنطوى على العظمة والشموخ كما انها تمور بالحركة وتكشف عن أبهة الملوك .

واستكمل الدكتور عكاشة، انه بعد ظهور التصوير الفوتوغرافى اصبح لاى انسان حرية الحصول على المعلومة والاطلاع على فنون الغير اينما كان وذلك بعد ان كانت الكلمة المطبوعة هى السائدة فقط أما الان فقد اصبحت الصور الفوتوغرافية هى الوسيلة المثلى لتحقيق فكرة المتحف الخيالى لترقية الذوق العام وذلك هو الهدف من الموسوعة .


ويعد الدكتور ثروت عكاشة اكبر التنويريين المصريين المعاصرين على مستوى الشرق الاوسط، طاف بلاد الدنيا ليجلو عن العقل المصرى الركود والسطحية مدافعا عن الثقافة بأعلى درجاتها ، ففى عهده المشرق وزيرا للثقافة أنشأ أكاديمية الفنون التى تضم معاهد السينما والمسرح والنقد والباليه والموسيقى ، وظهرت فى عهده المسارح وتجلت الفنون فى اعمال سيف وانلى وبيكار ونقل معبد ابى سنبل لانقاذه فهو أبا جميلا للفن والثقافة.


الجريدة الرسمية