لماذا انحرف المشروع الإسلامي منذ بدايته عن صالح الوطن والمواطن ؟
منذ ظهور المشروع الديني في عشرينات القرض الماضي بداية من جماعة الإخوان الإرهابية وجميع التيارات الدينية تروج أن المشروع الإسلامي مصمم لخدمة جميع المسلمين، باعتباره منبثقًا من العقيدة الإسلامية، وأكثر تحديدًا «عقيدة أهل السنة والجماعة» والأدلة المعتبرة، وأصول الشريعة العامة وقواعدها الكلية ومقاصدها العامة.
مشروعات متضاربة
لكن التطبيق على الأرض جاء مغايرًا تمامًا، فالمشروع أصبح عدة مشاريع متضاربة تماما وكل مشروع يهدم الآخر، كل جماعة حسب مرجعيتها وخصوصيتها الديينية والفكرية ورؤيتها لتطبيق الشريعة سواء باختراق المجتمع والتمكين ببطء أو الاقتحام المسلح وتدمير مؤسسات الدولة على أمل صياغتها من جديد على قواعد داعشية أو أصولية متطرفة.
الدكتور بليغ إسماعيل، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، يرى إن فكر الجماعات الدينية الإسلامية التي انخرطت في الشأن السياسي، لم يصب في مصلحة الوطن والمواطن، بل ساهم في القمع والوحشية.
استغلال العوام
أضاف إسماعيل أن أنصار التيارات الدينية لجأوا إلى التدين الظاهري كستار لممارسات لا تليق بسماحة الإسلام ووسطيته واستثنائيته السماوية، موضحا انهم استغلوا جهل العوام وفترات الضعف التعليمي وانتشار البطالة، فهاجمت فكرة المدنية وشوهتها لديهم.
استطرد: ستظل المدنية الهاجس المقلق لدى جماعات الإسلام السياسي، ولهذا يشوهون الديمقراطية ويزعمون أنها تزحف بالأوطان نحو الهاوية باعتبارها وجها كاشفا للضلال والكفر وعصيان الإله.
استكمل: تيارات الإسلام السياسي استخدمت كافة أساليب الديمقراطية وخصائصها للترويج لفكرها وخداع الأنظمة الأمنية بسلمية هذه الجماعات، وسرعان ما تعود مجددا إلى طروحاتها الأصولية السابقة التي تقصي الآخر وتستقطب من يوافقها ويرافقها في التوجه والهدف.
جهل الجماعات
أشار الباحث إلى تيارات الإسلام السياسي من الإخوان مرورا بزعماء حركات التكفير والهجرة والجماعة السلفية الجهادية وصولا إلى تنظيم داعش الدموي لا يعرفون دلالات مفاهيم الناسخ والمنسوخ والجرح والتعديل ومزاحمة التأويل.
أردف: الجماعات المنسوبة للإسلام السياسي تعاني من فقر الاجتهاد اللهم فقط فيما يتعلق بأمور النساء وتحكيم الرغبات الجنسية كما رأينا وطالعنا فتاوى عجيبة كإرضاع الكبير والزواج من الصغيرات انتهاء بفتاوى فساد الأدمغة من مثل جهاد نكاح وجهاد الحب.
اختتم: أمراء وزعماء حركات الإسلام السياسي متعددة الأسماء والتوجهات من الإخوان المسلمين والجهاد والسرورية والتكفير والهجرة والسلفية الجهادية والقاعدة وغيرها يستغلون بساطة الجماهير المعرفية بقضايا الدين وأحكام الفقه والحركات الدينية في الإسلام واختلاف المذاهب أيضا، ولهذا ركبت الإخوان وبعض جماعات الإسلام السياسي الأخرى في مصر موجة الغضب والانتفاضة الشعبية، وحصلوا كل مكاسبها.