رئيس التحرير
عصام كامل

مخالفًا الأدلة الشرعية.. المقرئ محمود الشحات أنور يزعم رؤية الله في المنام.. هيئة كبار العلماء: "كلام فارغ".. ونقابة القراء تحيله إلى التحقيق

الشيخ محمود الشحات
الشيخ محمود الشحات أنور
في الحديث النبوي الصحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه «أنَّ أُناسًا في زَمنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قالوا: يا رَسولَ اللهِ، هل نَرى ربَّنا يومَ القيامَةِ؟ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: نَعَم، هل تُضارُّونَ في رُؤيةِ الشَّمسِ بالظَّهيرَةِ، ضوءٌ لَيسَ فيها سَحابٌ؟! قالوا: لا، قال: وَهلْ تُضارُّونَ في رُؤيةِ القَمرِ ليلةَ البَدرِ، ضوءٌ ليسَ فيها سَحابٌ ؟! قالوا: لا، قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: ما تُضارُّون في رُؤيةِ اللهِ عزَّ وجلَّ يومَ القيامةِ إلَّا كما تُضارُّون في رُؤيةِ أَحَدِهِما»، ليدل ذلك على رؤية الله في الآخرة وليس في الدنيا.


ولكن يبدو أن القارئ محمود الشحات أنور كان له رأي آخر مخالف للأحاديث النبوية فزعم أنه رأى رؤيا يصعد فيها إلى ما فوق السماء السابعة، وأنه كاد أن يرى الله لولا أنه استيقظ فجأة.

الأدلة الشرعية تؤكد أنه يمكن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، ولكن ليس فيها ما يدل على رؤية الله، لذا كانت تصريحات المقرئ الشهير صادمة للأوساط الدينية.

وفي هذا السياق قال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر: إن الأمر لا بأس به ولا إشكالية فيه، وذلك لعدة أسباب أهمها أنها رؤيا منامية والرسول - صلى الله عليه وسلم- أخبر أنه "ذهبت النبوات ولم يبق إلا المبشرات، قالوا وما هي يا رسول الله قال الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له"، وفي رواية" الرؤيا الحسنة جزء من ستة وأربعين من النبوءات".

وأشار إلى أنه يمكن تصنيف الأمر على أنه من باب الرؤيا الحسنة أو الصالحة، خاصة وأن صاحبها قارئ لكتاب الله تعالى فببركة قراءته لكتاب الله تعالى وإخلاصه وخلوته مع الله فلا يستبعد حدوث مثل هذا الشيء رفع لدرجاته وإكرامًا لخدماته. 

وأضاف ""كريمة" لـ" فيتو" أن الإمام أحمد بن حنبل غفر الله له ذكر أنه رأى الله تعالى في المنام أكثر من مرة، فالأمر يمكن حدوثه خاصة وأنه تكرر في سير بعض الصالحين.

وأكد أستاذ الشريعة الإسلامية أن لا يجب أن نتخذ هذا الأمر من باب الهجوم على الشيخ وأن نحفظ له مكانته كقارئ للقرآن الكريم.

كلام فارغ
من جانبه أكد الدكتور محمود مهنا عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن المولى عز وجل قال في كتابه العزيز مخاطبًا لسيدنا موسى "وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا"، مؤكدًا أن المولى عز وجل لا يراه أحد في الدنيا إطلاقًا وكل من يقول رأيت ربي فهو كذاب كذاب.

وأشار إلى أنه إذا كان سيدنا موسى الذي مدحه ربه في القرآن وذكره نحو 60 مرة لم ير الله فكيف يراه فلان أو علان، خاصة وأن هناك خلافا كبيرا بين العلماء حول مسألة رؤية النبي للمولى عز وجل في ليلة الإسراء والمعراج.

وأضاف "مهنا" لـ "فيتو" أن النبي - صلى الله عليه وسلم- لما سئل هل رأيت ربك يا رسول الله، قال رأيت نورًا وفي رواية نور أنى أراه، وفي رواية رأيت ربي بعين قلبي، وفي رواية رأيت ربي بفؤادي، وهناك خلاف بين العلماء في هذه المسألة والراجح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى نورًا، وأن الرؤية ستكون تامة يوم القيامة.

وأوضح عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن ما يروى أن الإمام أحمد بن حنبل رأى الله أكثر من 99 مرة فهذا من الأكاذيب، لافتا إلى أن الإمام قال لو رأيت ربي تمام المائة لأسألنه فرآه بالفعل فقال كيف يراك الناس يا ربي، فقال المولى عز وجل" بكلامي يا أحمد سواء بفهم أو غير فهم" فهذا الكلام لا أساس له ومن باب الباطل.

وأكد "مهنا" أن المولى عز وجل لا يُرى لا في اليقظة ولا في المنام، وتصريح الشحات عن رؤية الذات الإلهية في المنام يعد من قبيل "الكلام الفارغ"

نقابة القراء

أعلنت نقابة محفظي وقراء القرآن الكريم العامة عن إحالة العضو محمود الشحات أنور إلى لجنة القيم بالنقابة واستدعائه للتحقيق معه فيما صرح به في وسائل التواصل الاجتماعي وادعائه رؤيته للذات الإلهية، بحضور لجنة من أساتذة العقيدة بجامعة الأزهر.

رؤيا الشحات أنور 

وكان القارئ الشيخ محمود الشحات أنور كشف عن أغرب رؤية شاهدها في المنام، قائلا: "كنت في فترة قررت أن أتفرغ شهرا كاملا لله فقط فلم أخرج من المنزل لأي عمل ومكثت أقرأ القرآن الكريم وأصلي وكنت أختم القرآن الكريم مرة كل يومين خلال هذا الشهر فوصلت لمرحلة روحانية زهدت فيها كل شيء.. وفي ليلة جلست على السرير قبل النوم وقرأت سور "يونس وهود ويوسف" كاملة، فرأيت في المنام شخص كأنه رسول من الله يطلب مني أن أصعد معه إلى السماء".

وتابع الشيخ محمود الشحات أنور: "طلعت معه حتى السماء السابعة ورأيت النجوم من تحت قدمي فقلت له: احنا رايحين فين؟! فقال لي: هل رأيت هذه النجوم، حان الآن لنصعد إلى الله وأخذني من يدي فاستيقظت من النوم في رهبة من هذه الرؤية وتوضأت وصليت ركعتين واستغفرت ونمت مجددا".

وأوضح الشيخ محمود الشحات أنور أنه لجأ لأكثر من معبر رؤى، قائلا: "رويت هذه الرؤية على الكثير وأجمعوا على أنني في مكانة جيدة وأن الله يحبني، ومؤخرا فسرها لي صديق أثق في تعبيره للرؤى قال لي هذه الرؤية تعني أن الله يحبك ويحب يسمعك واستمر في طريقك وصوتك مسموع فوق".
الجريدة الرسمية