رئيس التحرير
عصام كامل

داخل أقدم ورش المنيا.. أبو سمرة الملواني حكاية ساطور برائحة التاريخ.. الصيني يسيطر على الأسواق ويهدد صناعة السكاكين البلدي

أبو سمرة الملواني
أبو سمرة الملواني
فور أن تدخل الورشة، تستقبلك رائحة قوية خليط من رائحة الشظايا والشحم والزيوت والفولاذ، هي تلك الرائحة التي حتما تلازمك منذ دخولك حتى مغادرتك أقدم ورشة لصناعة السواطير اليدوية والسكاكين، لتدرك أنك أمام ورشة أبو سمرة الملواني.



في أحد أقدم شوارع مدينة ملوي، وسط شارع "اليوسفي" توجد أقدم ورشة على مر السنين يبلغ عمرها أكثر من 70 عاما لصناعة السكاكين والساطور، وتجد كل من يعمل بداخلها ورث تلك المهنة أبا عن جد، حيث يجلس أبناء أبو سمرة الملواني، من جيلي الأباء والأبناء منهمكين في سن أعداد هائلة من السكاكين مختلفة الأشكال والأحجام، كل يعرف دوره بديناميكية وتناغم رائعين.



من داخل الورشة العتيقة تسطر لكم «فيتو» حكاية حكاية ورشة أبو سمرة الملواني.

«الساطور البلدي يختلف إختلاف كلي عن الساطور الصيني.. في ناس كتيرة متمسكة بالبلدي».. هذا ما بدأ به عم أشرف السنان خلال حديثه لـ فيتو، مضيفًا مهنتنا صعبة ومحتاجة مجهود بدني وتركيز شديد لأن أي غلطة أو سرحان ممكن يترتب عليه إصابة.

 قرار جديد من النيابة في قضية قتل طالب كلية طب المنيا




لازم يتعور

وتابع: محدش هيتعلم بالساهل كده وخلاص لازم يتعور، وحصلت لنا بالفعل إصابات قبل كده، إحنا بنتعامل مع سكاكين، ساعة ما بكون واقف على الحجر مش بشغل نفسي بحاجة تانية.



\وعن فترة عمله في الورشة قال عم أشرف: 50 سنة مرت علي وأنا أعمل داخل الورشة المهنة ذاتها توارثناها أبا عن جد، فن وصناعة. 



موسم العيد 
و بطريقته البسيطة بدأ عم أشرف بداية يومه هو والمجودين داخل الورشة قائلا: من الساعة التاسعة صباحا نبدأ في فتح أبواب ورشتنا، في موسم العيد بتفتح بدري شوية من 8 الصبح لغاية 11 بالليل. 



واستكمل: إننا نضطر إلى نزود عدد العمالة عشان نلاحق ضغط الشغل، وبعد كده نفطر ونحضر كوباية الشاي ونبدأ في توزيع مهام العمل، منا من يسن الساطور والمسكين ومنا من يجلي السكين ومنا من يعمل في تشكيل الساطور من خلال تسخين الحديد بالنار والدق عليه. 



وحين سألناه عن مدى تأثير دخول المنتجات الصينية في سوق الساطور والسكاكين قال: احنا كنا بصنع المقص ونسننه وكنا بنعمل السكاكين السواطير والمخرطة وكل حاجة فيها حديد ومسن كنا بنعملها في ورشتنا دي، لكن مع تواجد المنتجات الصينية في الأسواق أثرت بشكل كبير على المهنة.. ولكن إحنا هنفضل متمسكين بيها. 



وسرد العاملين بورشة ابو سمرة الملواني حكاية ختم ابو سمر الملواني: لدينا زبائن تأتي لنا خصيصاً من محافظات أخرى إلى ورشة ابو سمرة الملواني، لنطلب ما تريد من صناعة ساطور أو سكين كبير ذات مواصفات أو سن الساطور بسبب السمعة الطيبة التي لازمت تلك الورشة، وعند بيع اي منتج لدينا لابد أن يكون عليه ختم ابو سمرة الملواني، فنحن لدينا ختماً خاص بنا، فدون هذا الختم يرفضون شراء أي منتج. 
 
الجريدة الرسمية