رئيس التحرير
عصام كامل

بعد 58 سنة من عرضه.. "الناصر صلاح الدين" خرب بيت آسيا.. وساعة يد فضحته عالميا

أحمد مظهر وصلاح ذو
أحمد مظهر وصلاح ذو الفقار فى الناصر صلاح الدين

من الأفلام التاريخية الحربية النادرة التي تركز على واحد من أهم الشخصيات فى التاريخ الإسلامى وهو صلاح الدين الأيوبي، فهو يوثق لفترة هامة وهى تحرير بيت المقدس من الصليبيين، القصة كتبها الأديب يوسف السباعى واشترتها منه المنتجة آسيا.


دفعت آسيا بالقصة الى المخرج عز الدين ذوالفقار رائد الأفلام الرومانسية والتاريخية الذى شارك الأديب نجيب محفوظ ومحمد عبد الجواد فى كتابة السيناريو.


إلا أن المرض أصاب المخرج عز الدين ذو الفقار وأقعده عن العمل ورقد وفي خياله كل صور فيلم "الناصر صلاح الدين" الذى تعاقد على إخراجه وكان كل أمله تقديمه واختار رشدى أباظة لبطولة الفيلم فى دور صلاح الدين الأيوبى، وقام بدوره بالتأمين على حياته بمبلغ كبير ضد الإصابات. 

كتب عز إلى المنتجة آسيا بأن شفاءه ميئوس منه وأنه على حافة القبر بالرغم من أنه ما زال فى أوج مجده الفني الذي لا ينكره أحد وأن فيلم صلاح الدين أصبح جزءا من حياته وكيانه بعد أن عاش فيه وإذا رأت آسيا أنه من صالحها وصالح الفيلم عدم انتظار شفائه الذى لا يعلمه إلا الله فهو يحلها من اتفاقها معه.

ولم تتأثر آسيا وتركت دموعه تنساب على خده واتفقت مع يوسف شاهين على إخراج الفيلم.

اشترط يوسف شاهين تغيير رشدى أباظة بأحمد مظهر وتم الاتفاق مع الصحفى موسى صبرى وعبد الرحمن الشرقاوى لمشاركة شاهين فى كتابة السيناريو مرة أخرى وبعد أقل من شهر انسحب موسى صبرى لعدم تحمله التعامل مع يوسف شاهين حتى أنه قال فيما بعد إن آسيا تستحق عشر جوائز ليس على الفيلم ولكن على تحملها شاهين ثلاث سنوات مدة إعداد الفيلم.


وافق أحمد مظهر على البطولة وتكلف إنتاج الفيلم 184 ألف جنيه رهنت بسببه آسيا عمارتها بوسط القاهرة وتعرضت للحجز على أثاث منزلها وشركتها وسيارتها، وتقاضى يوسف شاهين 10 آلاف جنيه وتقاضى المصور وديد سرى 7 آلاف، ولم يحقق الفيلم عائدا سوى 100 ألف جنيه وأصبحت الخسارة 84 ألف جنيه.


عرض الفيلم فى مثل هذا اليوم 25 فبراير 1963 وأعلنت آسيا إفلاسها واكتفت الدولة بتكريمها ومنحها مكافأة 3 آلاف جنيه وجائزة الشرف الأولى من جامعة الدول العربية لتظل آسيا وحدها تسدد ديونها لمؤسسة السينما طيلة 6 سنوات، بالرغم من أنها حاولت إنتاج أفلام أخرى لتعوض خسارتها لكنها تضاعفت خسارتها وتم الحجز عليها.

ومما زاد من أزمتها رفض ترشح الفيلم للأوسكار بسبب ساعة يد حديثة كانت فى يد الفنان أحمد مظهر ماركة عصرية لا تناسب زمن الفيلم، إلا أنه عرض فى أسابيع الفيلم العربى فى العالم.

قام ببطولة الفيلم "أحمد مظهر، رشدي أباظة، نادية لطفى، ليلى فوزى، حمدى غيث، حسين رياض، زكى طليمات، ليلى طاهر، عمر الحريري، توفيق الدقن".
الجريدة الرسمية