رئيس التحرير
عصام كامل

ديموقراطية الحجاج الثقفي!


يبدو أن الإخوان معجبون للغاية بالنموذج(الديموقراطي( الذي قدمه الحجاج بن يوسف الثقفي، بعد تطويره ليلائم روح العصر، وضرورات التحالف مع صديقهم الأمريكي.

من يقارن الخطاب الإخواني السلفي في الآونة الأخيرة، يرى بصمات الحجاج الثقفي وتهديداته واضحة في كل حرف وبين كل السطور.

ما هو الفارق بين من يهددون القضاة بوضعهم في شيكارة، أو بربط المعارضين في شجرة، والذين قاموا بالفعل بتنفيذ هذه التهديدات على مرأى من العالم ومسمع، ناهيك عن التهديدات الرئاسية المتواصلة(حأجيبهم مهما تغطوا ( وما قاله الحجاج الثقفي: أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني!، أما والله إني لأحمل الشر محمله وأحذوه بنعله وأجزيه بمثله وإني لأرى رءوسا قد أينعت وحان قطافها وإني لأنظر إلى الدماء بين العمائم و اللحى.. أقسم بالله لتقبلن على الإنصاف ولتدعن الإرجاف، وكان وكان وحدثني فلان عن فلان والهبر وما الهبر أو لأهبرنكم بالسيف هبرا يدع النساء أيامى والولدان يتامى وحتى تمشوا السمهى وتقلعوا عن ها وها ... إياي وهذه الزرافات لا يركبن الرجل منكم إلا وحده ألا أنه لو ساغ لأهل المعصية معصيتهم ما جُبي فيء و لا قوتل عدو ولعطلت الثغور، ولولا أنهم يغزون كرها ما غزوت طوعا، وقد بلغني رفضكم حاكمنا على اليمن، وإقبالكم على مصركم عصاة مخالفين وإني لأقسم لكم بالله لا أجد أحدا أمامي بعد ثلاث دقائق إلا ضربت عنقه.

عفوا بعد 15 ديسمبر لدى إقرار دستور الحجاج بن بطيخ!!.

إنها ديموقراطية السيف والتهديدات التي لا تتوقف ولا تنقطع بالاغتيال أو الاعتقال ولا جديد فيها إلا كلمة بالقانون!!.

رأينا بأم أعيننا كيف انقضت ميليشيات الإخوان على المتظاهرين في مجزرة الأبعاء الأسود أمام الاتحادية وكيف هشمت رءوس البعض فماتوا من فورهم وسقط المئات من المصابين مضرجين بدمائهم ناهيك عمن تم سحلهم وتجريدهم من ثيابهم.

رأينا بأم أعيننا كيف استولت ميليشيات الإخوان على دور الدولة فصاروا هم القاعدة والقانون والمشرعون، فعن أي قانون يتحدثون؟!.

أي قانون يؤمن به من يعتقدون أنهم وحدهم أصحاب الشريعة والشريعة وأنهم القانون، قولهم الحق وكلمتهم هي الفصل وأنهم المدعون العامون والمنفذون.

إنها ديموقراطية الحجاج بن يوسف الثقفي.

 

 

الجريدة الرسمية