نساء في زي الرجال.. سماح وأميرة رحلة كفاح بالجلباب والشال.. تعملان في جمع الكراتين ونقل الخضار.. وتأملان في حياة كريمة

تراهم بـ الجلباب والشال، تظن من الوهلة الأولى أنهن رجلين، لتفاجئ عند الاقتراب منهما بسيدتين تخلين عن الأنوثة مقابل أكل العيش بالحلال ولمساعدة أزواجهن للإنفاق على المنزل.


بجلباب واسع أعلاه جاكت أسود وشال، تصرخ سماح، إحدى السيدتين في صاحب محل أراد أن يفاصل في ثمن بيع الكراتين التي حملتها على "التروسيكل" الذي تقوده "أميرة" رفيقة الكفاح في الشقاء. 

سماح قطعت الأميال لتجميع الكراتين وبيعها مقابل حفنة من الجنيهات، لمساندة ومساعدة زوجها الذي يعمل "قهوجي" في ظروف المعيشة الصعبة. 

وعن قصة السيدتين التقت "فيتو" سماح دسوقي ذات الـ  38 عاما، لتكشف لنا رحلة الشقاء اليومية، وقالت: انتشار فيروس كورونا كان وبالا علينا فزوجي جلس في المنزل منذ بداية الأزمة بعد قرار غلق المقاهي، فاضطررت للخروج للعمل، واخذت قرض من البنك واشتريت تروسيكل وعملت في نقل الخضار والفاكهة للباعة الجائلين بالأسواق، وبعدها جمع الكراتين الفارغة من المحال وتجميعها وبيعها.

وتابعت: إحنا زي الرجالة خاصة وأننا نتعامل في مهنتهم  والتنقل بين المحافظات والأسواق والبلدان من أجل لقمة العيش الحلال، لتربية ابني الوحيدة بعد وفاة ٥ من أبنائي في أعمار سنية مختلفة".



وعن أمنيتها قالت: نفسي في معاش تكافل وكرامة يساعدني شوية على مشقة الحياة، وأنا سبق وأن تقدمت منذ سنوات ولكن لم أحصل عليه حتى الآن.. وعليا قروض وأقساط التروسيكل وأحتاج لأموال لسدادها.

وعن تعامل المواطنين معها في الشارع، قالت سماح: الناس وحشه قوي، وأصبحت معاملتهم فيها قسوة ودائما بيحبوا الفصال.

وتطرقت سماح في حديثها عن رفيقة دربها في الشقاء وهي أميرة، والتي تجلس معها في سوق الخضار وتتشابه ملامحهما وملابسهما كثيرا فتظن أنهن أشقاء، وأميرة لم يمنعها حملها في الشهور الأخيرة من مواصلة رحلة الكفاح مع سماح، فهي تعمل على قيادة التروسيكل وتحميل البضائع.



أميرة محمد ذات الـ 24 عاما، ولدت وتربت في أسواق الخضار لأب وأم يعملان باعة جائلين، وزوجها يعمل في نفس المجال، وانجبت طفل وطفلة وحامل في الشهر الثامن، ولم تعرف يوما معنى الراحة بحسب حديث "سماح" عنها، حتى جاءت فكرة التروسيكل فرحبت بها خاصة وأنه يساعد في نقل الخضروات لأسرتها التي تعمل في الأسواق المتنقلة .

"فيتو" تحاور أول فتاتين تعملان في "بنزينة" بمطروح.. العمل بشرف أفضل من الطرق السهلة والتسول.. واليومية 100 جنيه | فيديو وصور

وحول المواقف الصعبة التي تعرضن لها قالت سماح: مرة حاول أحد الاشخاص السخرية من أميرة فلم نتترد في ضربه بـ" كفة الميزان " ليكون عبرة لكل شخص في السوق تسول له نفسه أن يسخر من عملنا أو يظن أننا لم نستطع الدفاع عن أنفسنا" .

وسردت أميرة رحلة معاناتها، وقالت: استيقظ من الثالثة فجرا أنهي أعمالي المنزلية وأعد الطعام لأطفالي وبعدها أحمل الخضار الذي جلبته في اليوم السابق على التروسيكل وأذهب به إلى السوق لأضعه على " فرش مخصص" لها ثم أعود بالليل إلى المنزل".

"نفسي ربنا يرحمنا من الشقى ده".. هكذا واصلت أميرة حديثها متابعة:" أمنيتي أن يحصل زوجي الذي يعمل في محل "كاوتش " على أي معاش أو مساعدة ترحمنا من البهدلة اللي بنشوفها كل يوم، وأعيش ست زي كل السيدات ترعى أطفالها ليصبحوا أفضل ويحصلوا على تعليم ورعاية واهتمام" .

وأختتمت: التعليم حلو قوي وكان نفسي اتعلم  لكن ظروف أسرتي المعيشية منعتني من التعليم، ليكتب علينا الشقاء.