أبو بكر فيصل: الإخوان تسعى لاحتكار الدين لإدانة وتجريم كل من يخالفها
قال أبو بكر فيصل، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن إحدى نقاط الخلل الجوهرية التي تعتري خطاب جماعات الإسلام السياسي وفي مقدمتها الإخوان، يتمثل في الاعتقاد بأن فكر الجماعة يُمثل مقصد الدين، وهو الأمر الذي تترتب عليه الأخطاء الكثيرة التي تصاحب سلوك أهل ذلك التيار وأدت إلى فشلهم المؤكد.
أوضح فيصل أن المفكر الراحل، نصر حامد أبوزيد، قال ذلك في كتابه القيم "نقد الخطاب الديني"، موضحا أن هذا النوع من الخطاب يؤدي إلى نتائج كارثية من بينها أن أصحابه لا يحتملون أي نوع من التأويل المختلف للقضايا الدينية، باعتبار أن ذلك يمثل خروجا عن "صحيح الدين" الذي تمثله الجماعة والتي تتحول في نهاية الأمر إلى متحدث حصري باسم الله.
أردف: قد يندهش البعض ويستغرب لهذه الجرأة الشديدة في وصف دعوة البنا بأنها "هي ذات الدعوة التي أتى بها النبي، ولكن هذا الاستغراب سيزول سريعا إذا ما علمنا أن المرشد المؤسس حسن البنا، قال في رسالة المؤتمر الخامس: "على كل مسلم أن يعتقد أن هذا المنهج "أي منهج الإخوان المسلمين" كله من الإسلام, وأن كل نقص منه نقص من الفكرة الإسلامية الصحيحة".
استكمل: نحن هنا إزاء فكرة في غاية الخطورة تقول لجميع المسلمين إن أي نقص في فكر جماعة الإخوان المسلمين إنما هو نقص من الفكرة الإسلامية الصحيحة، وهذا يستتبع أن ما عداها من الأفكار هو الخطأ بعينه، ومن هنا تتولد جميع الممارسات الخاطئة المتمثلة في الإقصاء والعنف والتمكين.
أردف: تتحول الجماعة إلى "جماعة المسلمين" وليس "جماعة من المسلمين" وحيث يتحول الأخوة في الجماعة إلى عُصبة ربانية تمتلك "الحق المطلق" بينما يتحول أي مسلم آخر إلى درجة أدنى منهم.
اختتم: الجماعة تسعى لاحتكار المفهوم الصحيح للدين حتى تكون قادرة على إدانة وتجريم وطرد كل من يخالفها، ليس من أسوار الجماعة فحسب، بل من إطار الإسلام نفسه، على حد قوله.