رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

القول اليقين في قضية تامر أمين

في الاعتذار اعتراف بالخطأ وقد اعتذر تامر أمين عن خطأ أدرك هو وفق طريقة اعتذاره أنه خطأ جسيم ونظن أن الاعتذار واحد من أهم العقوبات التي تفرضها قوانين ومواثيق شرف إعلامية وصحفية معمول بها في أعرق دول الديمقراطية. والاعتذار دليل على ارتكاب خطأ وهو اعتراف به والاعتراف بالخطأ عقوبة أيضا تفرض على الجميع الاكتفاء بها وعدم الإفراط  في الخصومة أو محاولة تصفية مرتكبها.


أقول ذلك لأنني تلمست في العقوبات التي فرضت على تامر أمين بعض الغبن والغلظة والتشفى خصوصا أن الرجل بادر باعتذار نظن أننا وأهلينا في الصعيد نقبله ونتقبله.

في الصعيد يتسامح أهل القتيل إذا ما قدم القاتل نفسه مع كفن إلى أهل القتيل، واعتذار تامر أمين دون مواربة أو خجل ووضعه "أحذية الصعايدة" على رأسه هو بمثابة من قدم كفنه على يديه.

أما قصة إلغاء ترخيص مزاولته للمهنة والقضاء نهائيا عليه فهى مسألة تحتاج إلى مراجعة، فالرجل وقبل التحقيق معه اعترف بخطئه واعتذر عنه بشكل يليق وحجم الخطأ.

معارضة الرئيس

على أن القضية الأخطر فيما حدث ما تناوله الكاتب الكبير الأستاذ عبد القادر شهيب في مقالة له بفيتو حيث أشار إلى توصيف ما يسمى ببرامج التوك شو التي تحولت إلى مذيع يلقي بمحاضراته وافتكاساته ونظرياته على الناس. الأصل في الإعلام أن القائم بالاتصال هو واحد ممن لديهم موهبة وعلم وقدرات خاصة لطرح قضايا الناس على مائدة نقاش تضم النخب المتخصصة فيما يطرحه من ملفات، وينجح القائم بالاتصال في تحقيق الغاية والهدف من خلال نقاش عقلاني يصب في صالح الجماهير.

الحاصل الآن وحسب وصف صديقنا عبد القادر شهيب أن البرامج تحولت إلى مجرد واحد يتصور في نفسه العالم ببواطن الأمور وحده دون غيره، لا يشاركه أحد ودون مجهود مبذول في استقدام ضيوف أو جمع معلومات أو الانتقال بالكاميرات إلى حيث مقاصدها الطبيعية وتقديم إعلام جيد للناس.

وأعتقد أن هذا هو لب القضية وما يجب على المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام الانتباه إليه هو: هل ما يقدم على الشاشات هو إعلام بالفعل أم يمكن تسميته على نحو آخر؟ وإذا لم يكن هذا يندرج تحت المسمى العلمى للإعلام، فلماذا يترك هكذا دون تقييم؟!
Advertisements
الجريدة الرسمية