رئيس التحرير
عصام كامل

بعد عامين.. الكشف عن تورط زوج سفيرة جنوب أفريقيا بالخرطوم في قتل فتاة داخل السفارة

الجهاز القضائى بالخرطوم
الجهاز القضائى بالخرطوم
منذ عام 2019 لم يغب عن ذهن المواطن السودانى، تفاصيل جريمة قتل مروعة لفتاة سودانية تدعى نسرين، قام الجناة بقتلها وتقطيع جثتها، داخل شقة تتمتع بحصانة دبلوماسية تتبع سفارة دولة جنوب أفريقيا بالخرطوم.


واليوم وبعد كل هذه الأشهر الماضية كشفت النيابة العامة السودانية، عن تورط زوج سفيرة دولة جنوب أفريقيا بالإنابة فى الخرطوم بالتدبير والتخطيط والتحريض لقتل الفتاة "نسرين" داخل شقة تابعة للسفارة فى العاصمة الخرطوم نهاية العام 2019.

الجدير بالذكر فى هذه القضية أن الاتهام وجه حينها لسائق سفيرة دولة جنوب أفريقيا بالإنابة ويَحمل جنسية أفريقية، إلى جانب طالب طب سودانى الجنسية.

وأشار بيان الادعاء الذى تلاه وكيل نيابة الخرطوم شمال محمد إبراهيم، أمام محكمة جنايات الخرطوم شرق إلى أن المتهمين "الأول والثاني" عبارة عن أداة قامت بتنفيذ الجريمة، بينما كشفت التحقيقات بأن زوج سفيرة جنوب أفريقيا بالإنابة هو المدبر والمخطط للجريمة.

ونوه بيان النيابة، إلى اتخاذ كافة الإجراءات القانونية فى مواجهة "زوج السفيرة بالإنابة " وفقًا لاتفاقية فينا، وطالبت النيابة بتوقيع أقصى العقوبة على المتهمين الأول والثانى بالإعدام شنقا.

الفتاة نسرين بحسب المعلومات المتوفرة عنها فى بداية العقد الثالث وكانت تعمل فى مجال التجارة بين السودان ودبى، والمتهمين لهما معهم علاقات تواصل ومعرفة بالضحية، ومن خلال اعترافاتهم وقت وقوع الجريمة أمسكت الشرطة بخيوط مهمة تشير إلى صلة شاب يدعى ملى لقبه كريم (32 عامًا) من والد إريترى ووالدة إثيوبية، يعمل سائقًا بسفارة دولة جنوب أفريقيا فى الخرطوم، وطالب سودانى الجنسية يدعى م. ى (23) عامًا يدرس بالفرقة الرابعة فى إحدى كليات الطب بالخرطوم، وعائلته تقيم فى السعودية.

وحددت الشرطة السودانية وقتها، مكان إقامة المتهم الأول" ملي" داخل شقة تستأجرها سفارة جنوب أفريقيا بحى الرياض، وألقت القبض على مشتبه به رئيسى فى الجريمة التى ظلت غامضة.

قاد فريق البحث تحقيقات مكثفة مع الثنائى أقرا خلالها بارتكاب الجريمة، ورويا كيفية استدراجهما للضحية إلى داخل الشقة التى تستأجرها السفارة الجنوب أفريقيا، من رجل قبطى يقيم خارج السودان، ومن ثم قتلها بالاعتداء عليها بقطعة حديد ومن ثم سددا لها أحدهما طعنات بالسكين، ثم قاما بتقطيع جثة الضحية والتخلص منها من خلال إلقائها فى منطقة نائية.

وبحسب نص التحقيقات، تولى طالب الطب مهمة تقطيع الجثة، وألقى الرأس بين حشائش شاطئ النيل أمام جامعة الرباط الوطنى، ومنها تجها إلى أعلى كوبرى وألقيا الأطراف لكن رؤيتهما لكمين الشرطة حال دون تخلصهما من الجثة بالكامل فهربا بطريق عبيد ختم، فقررا أخيرا التسلل إلى حى ناصر واستغلال هدوء المنطقة ونجحا فى دس بقية الجثة بين النفايات، لحين عثور أجهزة الأمن عليها وفك طلاسم الجريمة المعقدة والاعتراف بتورط زوج السفيرة بالتحريض على قتل الفتاة دون ذكر الدوافع حتى الآن.
الجريدة الرسمية