رئيس التحرير
عصام كامل

الخطاب الأخير؟؟


لست في مقام الدفاع عن ضحايا الرئيس.. الدكتور محمد مرسي .. والذين اتهمهم بالبلطجة والتزوير.. والعودة بنا إلى الوراء .. ولكن ما شغلني فعلاً التشابه بين خطابه وبين الخطاب الأخير الذي ألقاه الرئيس الراحل محمد أنور السادات.. قبل اغتياله.. وفيه أيضاً هدد وتوعد .. وكانت قراراته اللا مسئولة باعتقال أكثر من ألف  شريف من المصريين.. زج بهم في السجون جملة واحدة.


واليوم يعاود الرئيس مرسي إطلاق الاتهامات؟؟ ولماذا لم يتقدم هو أو غيره ببلاغات للتحقيق مع هؤلاء.. خطاب الرئيس الذي انتظرناه جدد المواجع .. انتظرناه أن يفصح عن قتله جنودنا في رفح.. انتظرناه أن يتكلم عن مقتل الخصوم على الهوية المذهبية في أبو النمرس..

انتظرناه أن يكشف أبعاد ما حدث للضباط الثلاثة المختطفين .. بعدما فقدنا الأمل في العثور عليهم أحياء أو أمواتاً .. هذا كله لم يحدث.. قالوا له إن المعارضة هي من تضع العراقيل والعثرات أمام تقدمك.. فصدقهم.. ولم يقولوا له إن الناس كل الناس يتجرعون المرارة .

الفقر يطاردهم.. والبطالة تهددهم .. والخوف يلاحقهم .. الذين صفقوا للرئيس وتعالت أصواتهم .. كأنهم يعيشون في بلاد أخرى .. وكأن الهموم لم تلاحقهم .. وإذا كان شر البلية ما يضحك فالمضحك المبكي هذه المرة ..

إن الرئيس يتهم أحد القضاة بالتزوير.. فيصفق الحضور.. ثم يشيد بالقضاء.. فيصفق الحضور.. ما هذا الهراء.. وقد عدت بالذاكرة إلى ما نراه في سرادقات العزاء.. عندما نجد المعزين .. يهللون لقارئ القرآن عندما يتلو من كتاب الله ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ) فترتفع أصواتهم ( الله الله الله ) وعندما يقرأ من كتاب الله (أولئك عنها مبعدون ) فترتفع أصواتهم ( الله الله الله ) إنهم لا يفرقون بين الجنة والنار .. كل ما نرجوه .. أن يكون هذا الخطاب .. بما حواه من اتهامات وخلوه من رؤية مستقبلية .. آخر الملمات .. والله من وراء القصد .
الجريدة الرسمية