رئيس التحرير
عصام كامل

ما حقيقة رؤية النبي عليه السلام في اليقظة؟.. المفتي السابق يجيب

الدكتور على جمعة
الدكتور على جمعة
كثيرون يعلنون رؤية النبى محمد صلى الله عليه وسلم فى اليقظة أحيانا ويقال انه رآه وحدثه وأعطاه هدية أيضا فما حقيقة هذا الأمر وهل هو تخيل أم ادعاء أم حقيقة؟


يجيب فضيلة الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق فيقول: إن رؤية النبى عليه السلام فى اليقظة ليست من المسائل التشريعية التى يترتب عليها زيادة فى الدين أو نقص فيه.

إنما هى مسألة واقعية يتحمل مسئوليتها من ادعى ذلك، وهى من قبيل المبشرات ومن قبيل الكرامة، وهذه الرؤية لا تتنافى مع كونه صلى الله عليه وسلم انتقل من حياتنا هذه ولا يترتب عليها أى شيء.
من المبشرات 
اذا عرفنا ذلك ننظر هل هذه الدعوى مستحيلة عقلا او لا ؟ فالمستحيل العقلى هو وجود أى ذات فى مكانين فى وقت واحد ، إذ ان مكانه صلى الله عليه وسلم بالروضة الشريفة يحيا فيها ويصلى لربه ويأنس به كما أن الأنبياء جميعهم أحياء فى قبورهم فعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأنبياء أحياء فى قبورهم يصلون"، ويؤكده قوله عليه السلام: "مررت على موسى ليلة أسرى به عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلى فى قبره".

أحياء فى قبورهم 
ورؤية رسول الله لا تعد إلا أن تكون انكشافا للولى عن حاله الذى هو فى قبره صلى الله عليه وسلم يقظة وهذا لا ينكره العقل ويؤيده النقل، فقد ثبت عن سيدنا عمر بن الخطاب أنه كان يخطب فكشف الله له عن حال سارية ـ كرامة له ـ وهو فى بلاد نهاوند بفارس، وناداه قائلا: "يا سارية الجبل الجبل، وسمع سارية النداء". 

وطالما تأكد وقوعه لغير النبى فلا يقتصر على عمر بن الخطاب أو حتى الصحابة وحدهم.

وقد تكون الرؤية رؤية صورة النبى الحقيقية أى فى مكانه فى روضته الشريفة وتسمى صورة من عالم المثال، وذلك ينتج من كثرة المحبة والتفكير فى شخصه الشريف.

وقد ورد النص النبوى الذى يؤكد إمكانية وقوع رؤية النبى يقظة فعن أبى هريرة قال: سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول (من رآنى فى المنام فسيرانى فى اليقظة ولا يتمثل الشيطان بى) وعبارة النبى تدل على إمكانية رؤيته، وتخصيص اليقظة بيوم القيامة بعيد.

لامانع شرعا 
ومن هنا نرى أن رؤية الصالحين للنبى صلى الله عليه وسلم فى اليقظة قد تحدث ولا يوجد مانع عقلى أو شرعى يمنعها ولكن هذا باب عزيز ليس مفتوحا لكل أحد وينبغى على من رآه ان لايحدث من لا طاقة له بهذا حتى لا يكذب فمخاطبة الناس بما يعقلون أولى.. والله تعالى أعلم.

الجريدة الرسمية