رئيس التحرير
عصام كامل

الكيف.. 11% من المصريين يتعاطون المخدرات.. والتضامن: 1.2 مليار جنيه فاتورة الإنفاق الشهري على الكحوليات وأشياء أخرى

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
حقًا.. كم في مصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكاء، كما أن شر البلية ما يضحك؛ ففى الوقت الذي تعانى فيه قطاعات كبيرة من المصريين من الفقر بمستوياته الحمقاء، غير إن ما ينفقه المصريون على مزاجهم، بدءًا من الشاى والقهوة، مرورًا بالسجائر والمعسل، وانتهاء بالمواد المخدرة والكحولية أرقام يمكن وصفها بالصادمة والخرافية، وصلت في أدنى معدلاتها إلى بضعة عشرات من مليارات الجنيهات خلال العام المنقضي، وهو رقم قابل للزيادة، إذا تم إدخال أصناف أخرى من "المزاج/ الكيف" لم تحصرها الدراسات والإحصائيات الرسمية والكلاسيكية.


أرقام مفزعة

ومن واقع تلك الأرقام الصادرة عن جهات معتمدة ومعتبرة، فإن مصر تأتى ضمن أعلى 10 دول في التدخين، كما إنها تستورد الشاي بأصنافه المختلفة بـ 242 مليون دولار، والبن بـ80 مليون دولار، ويستهلك شعبها 50 ألف طن معسل.

وبحسب إحصائية صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن حجم إنفاق المصريين على المزاج خلال 9 شهور فقط بلغ ثلاثة أرباع مليار دولار، متمثلة في مشروبات: الشاي، والبن، والسكر، والتبغ فقط، فيما بلغ المتوسط العام لإنفاق الأسرة المصرية على الدخان والمكيفات نحو 1724.9 جنيه سنويًا تمثل 4.7% من إجمالى الإنفاق السنوى البالغ 36 ألفًا و700 جنيه للأسرة.



فيما بلغ متوسط إنفاق الأسرة السنوى على الشاى والقهوة والمشروبات الغازية والعصائر 11.6 ألف جنيه، بينما وصل متوسط الإنفاق على المشروبات الكحولية 623 جنيهًا بنسبة 1.7% من إجمالى الدخل السنوى، مقابل إنفاق 770 جنيهًا سنويًا على الثقافة والترفيه.

هذه الأرقام وغيرها كثير تحمل في طياتها وجهًا آخر، يتمثل في مردودها السلبى على صحة المصريين، فعلى سبيل المثال، فإن 171 ألف يموتون سنويًا لأسباب تتعلق بالتدخين، فضلًا عن الأمراض الخطيرة التي تسببها الكحوليات والمواد المخدرة والإفراط في التدخين والمعسل.

هذه الأرقام وغيرها نضعها على طاولة البحث والتدقيق لدراسة دلالاتها وانعكاساتها وأسبابها وسبل التعامل السليم والتعاطى الصحيح معها.

14 مليون متعاطي للمخدرات

ينفق 17% من المصريين، أي نحو ١٤ مليون شخص على المخدرات بجميع أنواعها بحصيلة أموال تصل إلي 96 مليارًا جنيها، طبقا لآخر إحصائية للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، والتي أكدت أن تعاطى المخدرات يكلف المصريين 40% من إنفاقهم.

من جانبه أصدر المعهد العربى الأوروبى للدراسات الإستراتيجية والسياسية بجامعة الدول العربية، دراسة في هذا الصدد والتي أشارت إلى أن 11% من المصريين يتعاطون المخدرات، وهو يعتبر ضعف المعدل العالمي، مؤكدًا أن 27% من المتعاطين إناث، و73% من الذكور، و24% من الحرفيين، ليصبح متوسط الإنفاق الشهرى للفرد على المخدرات 237.1 جنيه.

أنواع الكيف

وبحسب الدراسة تعددت أنواع المخدرات وتنوعت نسبة تعاطيها، فتعاطى الترامادول 51.8%، والحشيش 23.3% والهيروين 25.6%، وعلق على هذه النسب محمد السيد أحمد أستاذ علم الااجتماع قائلا: إن المخدرات هي إحدى الوسائل التي يلجأ إليها الشباب للهروب من الواقع المؤلم.

كما يهربون من نفس الواقع بالاتجاه للجماعات المتطرفة، مضيفا إنها بدائل للهروب من الواقع المأذوم، وبالطبع الأرقام مرعبة بالنسبة لمصر، وهو ما يعني أننا أمام واقع اجتماعي مأذوم ويحتاج لحلول عاجلة، مشيرًا إلى أن الشباب المتحقق ذاتيا لن يلجأ للهروب من الواقع عن طريق المخدرات أو غيرها، ويري أن الحل في مشروعات تنموية حقيقية على المستوى القومي تستوعب الشباب وتمنحهم أملا في المستقبل.

تقديرات 

ويري اللواء مجدي الشاهد مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن الأرقام المشار اليه طبقا للمسئولين هو المضبوط في عشرة أضعافه قد يكون أكثر أو أقل من الحقيقي، لأن الحقيقة أن بعض الجهات عندما تشير أو تعتمد تلك الأرقام تتحدث عن المضبوط فهناك قاعدة ثابتة وهي ضرب الحاصل في عشرة أضعافه لتكون تلك النتيجة المشار إليها.

وأضاف الشاهد إذا افترضنا أن إنفاق المصريين على المخدارت والخمور يتضاعف خلال احتفالات رأس السنة، كما تقول إحصاءات وزارة التضامن والتي بلغت نحو ١٤٠ مليار جنيه، إذًا يبلغ استهلاكهم من المخدرات والخمور نحو 1.2 مليار جنيه شهريا، وبما أنها تتضاعف في احتفالات رأس السنة وشهر يناير بالتحديد، فيعني ذلك أن إجمالي ما يتم إنفاقه على الخمور والمخدرات في تلك المناسبة يصل لنحو 2.5 مليارات جنيه.

مواجهة حاسمة

من جانبه أكد مصطفى حسين، استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان أن مشكلة تعاطي المخدرات وإدمانها تتضاعف يوميا في مصر، وهو ما يتطلب خطة حاسمة لمواجهة كافة أشكال الإدمان والحد من المخدرات، ومحاصرة تداعياتها الصحية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية.

وحذر "حسين"، المصريين من عقاقير طبية تدخل في نطاق المخدرات ويتم التهاون معها في بعض البلاد العربية، ومن أشهرها عقار"الترامادول" الذي يفرز مادة تشعر المتعاطي براحة نفسية حتى يتحول لمدمن يفقد ثقته بنفسه وتتغير سلوكياته نحو العدوانية بعد ذلك.

نقلًا عن العدد الورقي...
الجريدة الرسمية