رئيس التحرير
عصام كامل

ما حكم الحلف بغير الله والترجى بالنبى عليه السلام ؟

الدكتور على جمعة
الدكتور على جمعة
كثير ما يلجأ الناس الى الحلف بغير الله مثل المصحف والكعبة والحسين او الوالدين والاولاد واحيانا يترجى بسيدنا محمد كأن يقول "والنبى تعمل كذا "او يقول وغلاوة الحسين عندك فهل يعد ذلك شركا؟


وأجاب الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية السابق فقال:

جاء الإسلام وكان أهل الجاهلية يحلفون بآلهتهم على جهة العبادة والتعظيم لها مضاهاة لله سبحانه وتعالى عما يشركون كما قال الله عز وجل واصفا حالهم :(ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ، والذين آمنوا أشد حبا لله ، ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب )، البقرة 165 .

حلف بغير الله 
ونهى النبى صلى الله عليه وسلم عن ذلك حماية لجناب التوحيد فقال " من حلف فقال فى حلقه "والات والعزى"فليقل :لا اله الا الله " وقال : من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك .

اى قال قولا شابه به المشركين لا انه خرج بذلك من الملة ـ والعياذ بالله ـ فإن العلماء اتفقوا على الحالف بغير الله لا يكون كافرا حتى يعظم ما يحلف به كتعظيم الله تعالى ، وكفره حينئذ من جهة هذا التعظيم لا من جهة الحلف نفسه .

لايعد كافرا 


وكذلك نهى النبى عن التشبه بأهل الجاهلية فى حلفهم بآبائهم افتخارا بهم وتقديسا لأنسابهم على اخوة الاسلام فقال :"الا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم ،من كان حالفا فليحلف بالله وإلا فليصمت " 


أما الحلف بما هو معظم فى الشرع كالنبى عليه السلام والاسلام والكعبة فلا مشابهة فيه لحلف المشركين بوجه من الوجوه ، وانما منعه من منعه من العلماء أخذا بظاهر عموم النهى عن الحلف بغير الله ، واجازه من أجازه كالامام أحمد فى احد قوليه وتعليله ذلك بانه صلى الله عليه وسلم أحد ركنى الشهادة التى لا تتم إلا به ، لانه لا وجه فيه للمضاهاة بالله تعالى ،بل تعظيمه بتعظيم الله له .

حقيقة الحلف 


أما عن الترجى أو تأكيد الكلام بالنبى صلى الله عليه وسلم أو بغيره مما لا يقصد به حقيقة الحلف فغير داخل فى النهى أصلا بل هو أمر جائز لا حرج فيه حيث ورد فى كلام النبى صلى الله عليه وسلم وكلام الصحابة 
فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال : جاء رجل الى النبى فقال :يارسول الله نبئنى بأحق الناس منى بحسن الصحبة ؟فقال : نعم وأبيك لتنبأن أمك.

عادات العرب 


قال الإمام النووى : "ليس هذا حلفا وإنما هو كلمة جرت عادة العرب أن تدخلها فى كلامها غير قاصدة بها حقيقة الحلف لما فيه من إعظام المحلوف به ومضاهاته بالله سبحانه وتعالى ،فهذا هو الجواب المرضى " شرح صحيح مسلم.
الجريدة الرسمية