عماد عبد الحافظ: المعيار الأهم في منح الجماعة عضويتها السمع والطاعة
قال عماد عبد الحافظ، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن غرس التبعية وفكرة السمع والطاعة في نشء الصف الإخواني وسيلة تنظيمية تقوم بها جماعة الإخوان الإرهابية كإجراء رسمي بهدف التأكد من رسوخ عقيدة السمع والطاعة لدى الفرد قبل أن ينضم رسميا للجماعة.
أضاف: هناك عدة مراحل تربوية يمر بها الفرد داخل الجماعة، منها مرحلتان تمهيديتان "مرحلة المحب"، "مرحلة المؤيد" يتم فيهما إعداد الفرد لكي يصبح مؤهلا للانضمام للجماعة، وفي هذه المرحلة لا يعلم الفرد أنه ليس عضوا رسميا، ولكن يعرف ذلك فيما بعد.
أضاف: يقضي الفرد وقتا معينا في المرحلة التمهيدية التي تنتهي عندما ترى الجماعة من خلال العديد من وسائل القياس أن الفرد تحققت فيه صفات معينة، على المستوى الإيماني والسلوك والحركي، بعدها يكون مؤهلا لأن يؤدي البيعة، التي بها يصبح عضوا رسميا في الجماعة ويدخل مرحلة تربوية أخرى تسمى "المنتسب".
استكمل: لكن هناك إجراء مهم جدا بعد التأكد من تحقق الشروط وقبل أداء البيعة، هذا الإجراء يسمى "الاستدعاء"، وهو عبارة عن تبليغ الفرد بشكل مفاجئ وبطريقة تبعث القلق في نفسه بموعد ما بعدها بساعات قليلة، لابد له أن يحضره، ولا يبلغ بأي تفاصيل سوى الزمان والمكان.
أضاف: حينها يتوجس الفرد ويدخل الخوف قلبه، لأنه تربى على الطاعة طويلا من خلال العديد من الوسائل ويذهب تنفيذا للأمر، ليفاجئ بعد ذهابه أنه لا يوجد شيء، وإنما كان هذا اختبار له لقياس مدى طاعته وسرعته في تنفيذ التعليمات، ثم يتم إبلاغه بموعد آخر يؤدي فيه البيعة، ومن لم يحضر يتم تأجيل بيعته دون إبلاغه بالطبع بتفاصيل ما حدث.
اختتم متسائلا: هل رأيت الآن ما هو المعيار الأهم لدى الجماعة لمنح عضويتها للفرد؟ فقط قدرته على تنفيذ الأمر دون تفكير ولا مناقشة، ورسوخ عقيدة السمع والطاعة بداخله، هذه العقيدة التي يتم ترسيخها كما قلت من أول يوم!