رئيس التحرير
عصام كامل

الكيف.. مصر ضمن أكثر 10 دول فى التدخين.. وسرطان المعدة والكبد والرئة والمخ والموت المبكر أبرز النتائج

التدخين
التدخين
حقًا.. كم في مصر من المضحكات، ولكنه ضحك كالبكاء، كما إن شر البلية ما يضحك؛ ففى الوقت الذي تعانى فيه قطاعات كبيرة من المصريين من الفقر بمستوياته الحمقاء، غير أن ما ينفقه المصريون على مزاجهم، بدءًا من الشاى والقهوة، مرورًا بالسجائر والمعسل، وانتهاء بالمواد المخدرة والكحولية أرقام يمكن وصفها بالصادمة والخرافية، وصلت في أدنى معدلاتها إلى بضعة عشرات من مليارات الجنيهات خلال العام المنقضي، وهو رقم قابل للزيادة، إذا تم إدخال أصناف أخرى من "المزاج/ الكيف" لم تحصرها الدراسات والإحصائيات الرسمية والكلاسيكية.


الأرقام الرسمية
ومن واقع تلك الأرقام الصادرة عن جهات معتمدة ومعتبرة، فإن مصر تأتى ضمن أعلى 10 دول في التدخين، كما إنها تستورد الشاي بأصنافه المختلفة بـ 242 مليون دولار، والبن بـ 80 مليون دولار، ويستهلك شعبها 50 ألف طن معسل.




وبحسب إحصائية صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن حجم إنفاق المصريين على المزاج خلال 9 شهور فقط بلغ ثلاثة أرباع مليار دولار، متمثلة في مشروبات: الشاي، والبن، والسكر، والتبغ فقط، فيما بلغ المتوسط العام لإنفاق الأسرة المصرية على الدخان والمكيفات نحو 1724.9 جنيه سنويًا تمثل 4.7% من إجمالى الإنفاق السنوى البالغ 36 ألفًا و700 جنيه للأسرة.

فيما بلغ متوسط إنفاق الأسرة السنوى على الشاى والقهوة والمشروبات الغازية والعصائر 11.6 ألف جنيه، بينما وصل متوسط الإنفاق على المشروبات الكحولية 623 جنيهًا بنسبة 1.7% من إجمالى الدخل السنوى، مقابل إنفاق 770 جنيهًا سنويًا على الثقافة والترفيه.

هذه الأرقام وغيرها كثير تحمل في طياتها وجهًا آخر، يتمثل في مردودها السلبي على صحة المصريين، فعلى سبيل المثال، فإن 171 ألف يموتون سنويًا لأسباب تتعلق بالتدخين، فضلًا عن الأمراض الخطيرة التي تسببها الكحوليات والمواد المخدرة والإفراط في التدخين والمعسل، هذه الأرقام وغيرها نضعها على طاولة البحث والتدقيق لدراسة دلالاتها وانعكاساتها وأسبابها وسبل التعامل السليم والتعاطى الصحيح معها.

أمراض التدخين
ووفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية فإن التدخين وشرب السجائر يسبب الإصابة بأمراض حساسية الصدر ‎و الجهاز التنفسي خاصة للأطفال، حيث ينتشر دخان السجائر على بعد ٦ أمتار من المحيطين بالمدخن، ومن أضراره ضعف جهاز المناعة وتزايد احتمالية الإصابة بنوبات قلبية.

كما أن التدخين مسئول عن ٩٠% من حالات وفيات سرطان الرئة، وشرب التدخين والخمور والمخدرات بكافة أنواعها له العديد من الأضرار على جسم الإنسان ويسبب استهلاك أجهزة الجسم مبكرا حسبما يؤكد الأطباء.
 
من جانبه قال الدكتور وائل صفوت، استشاري أمراض الباطنة إن التدخين بكل أنواعه سواء سجائر أو شيشة أو بايب أو سجائر إلكترونية "له أضرار على جسم الإنسان، وكذلك ما يسمي بالتبغ المسخن ما هو إلا ادعاء من شركات التبغ ووهم الناس بأنه غير مضر وبالعكس يتم وضع إضافات أكثر ضررا عليه.

الأضرار
وأشار لـ "فيتو" إلى أن المدخن لا يوجد خلية في جسمه لا تتعرض للضرر موضحا أن جسم المدخن يتعرض لنقص الأكسجين بسبب مواد التدخين كما يتعرض إلى شيخوخة مبكرة في كل الأعضاء سواء العين أو البشرة والأسنان والرئة والقلب.

وأكد أن الأطفال والسيدات أكثر تأثرا نتيجة ضعف مناعتهم محذرا من أن تدخين الشيشة يعادل تدخين من ٤٠ إلى ١٠٠ سيجارة، وأوضح أن تدخين "البايب" أيضا يسبب أضرار بالجسم مشيرا إلى أن من ضمن أضرار التدخين والسجائر تكوين مياه على الرئة وانسداد شرايين القلب.

وتابع حديثه بأن تلك الأمراض لا تظهر مباشرة على المدخن أو تجعله يتوفي مباشرة بل تحتاج لسنوات لذا لا يهتم المدخنون بتحذيرات وأضرار التدخين، ويتوقف ظهور المرض في الجسم على عدة عوامل منها مناعة المدخن وطبيعة جسمه ونظام الأكل والحياة فمثلا هل يلتزم بالحياة الصحية ويمارس الرياضة والنوم الجيد والأكل الصحي أم لا.

وكشف أن أضرار التدخين يمكن أن تستغرق من ٥ إلى ١٠ سنوات للظهور، ومع أول سيجارة يتعرض إلى نقص اكسيجين بالجسم ويتحول إلى نقص مزمن وتتأثر الدورة الدموية ومصاب المدخن بمرض السدة الرئوية المزمنة وانسداد الشعب الهوائية مع صعوبة التنفس والنهجان والكحه المزمنة.

فيروس كورونا
وأكد أن المدخن أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا لأنه يضعف من مناعة الجسم وكذلك كثرة تلامس السيجارة والشيشة يجعل فرصة دخول الفيروس للجسم أسهل.

وأضاف أن كل سيجارة تأخذ من عمر الإنسان وتتأثر خلايا جسم المدخن وتعب الجسم تجعله يعجز في فترة زمنية من ٥ إلى ١٠ سنوات لافتا إلى أنه لا تحدث وفاة مباشرة ولكن تقل لديه جودة الحياة ويعيش بجسم مريض مرهق ومنهك ومصاب وعجوز.

المخدرات
وحذر من تناول المخدرات التي تزيد من أضرار الإصابة بتلك الأمراض لأنها تحتوي على مواد تعمل على ضرر الجهاز العصبي وخلايا المخ ضرر بالغ.

كما أن شرب الخمور يؤثر على المعدة والكبد ويسبب سرطان بهما وأيضا يسبب التهاب كبدي مزمن وفشل كبدي وقرح المعدة وتعمل على مراكز المخ مما تجعل الشخص يتأثر نفسيا وعصبيا ويتعرض لضعف التركيز ويكون في حالة عقلية غير سليمة.

فيما قال الدكتور عصام المغازي رئيس جمعية مكافحة التدخين وأمراض الصدر أن التدخين يسبب تأثير سلبي على الرئة مشيرا إلى أن المدخن أكثر عرضة للإصابة بالأمراض التنفسية وفيروس كورونا.

وأضاف لـ "فيتو" أن التدخين يصيب كل أجهزة الجسم ويتاثر به لافتا إلى أنه يؤثر غلي القلب ويسبب نوبات قلبية وذبحات صدرية وقصور شريان تاجي وفي الجهاز التنفسي يسبب سدة راوية مزمنة ويزيد من أزمات الربو الشعبي وسرطان الرئة وسرطان الشفاه عند استخدام البايب كما أن الجهاز الهضمي يتعرض لقرح.

وأشار إلى أنه بالنسبة للمرأة يسبب لها في حالة الحمل إجهاض متكررا وولادة مبكرة وتشوهات بالأجنة وضعف وزن الجنين، وأكد أن هناك أضرارا اقتصادية للتدخين حيث يضيع 10% من دخل الأسرة على التدخين حتى في حال شراء أرخص الأنواع، لافتا إلى أنه يتم استهلاك ٨٠ مليار سيجارة سنويا، أي ٤ مليارات عبوة و٥٠ ألف طن معسل بجانب أخطار الحرائق الناتجة عن أعقاب السجائر، كما يؤثر التدخين على المظهر الخارجي للإنسان وظهور أسنان صفراء وشفاة صفراء. 

الوفيات 
وعن نسب الوفيات الناتجة عن التدخين والسجائر فالأمر يختلف من شخص لآخر، فيمكن لشخص بالغ من العمر ٨٠ سنة ومازال حيا ويدخن السجائر إلا أن أعضاءه تهالكت ويمكن لشباب أن يتوفوا بأمراض القلب نتيجة للتدخين.

وأضاف أن نسبة المدخنين في مصر تبلغ ٢٢% فوق ١٥ سنة وبين الرجال فوق ٤٠% بينما السيدات ١% واجرت جمعية مكافحة التدخين بحث عن التدخين في المداس الثانوية في المرحلة العمرية من ١٥ إلى ١٧ سنة كانت ١٤% و٢١% بين الذكور و٧%بين البنات.

نقلًا عن العدد الورقي..
الجريدة الرسمية