حسين خليل: الإخوان تستغل أجواء الديمقراطية في التسلل الناعم للسلطة
قال حسين خليل، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن استراتيجية التمدد الإخوانية تعتمد على استغلال أجواء الديمقراطية والتسلل الناعم إلى السلطة.
لفت خليل إلى اعتماد الإخوان على التمكين البطيء لأنصارها في كل مفاصل الدولة، مع ركوب موجة أيّ حدث ثوري، من أجل الدعاية والانتشار.
أشار الباحث إلى دولة مثل إندونيسيا كنموذج على ذلك، إذ اتعد أكبر بلد إسلامي من حيث عدد السكان، وزعم الإخوان منذ حرب الاستقلال انخراطهم في النضال تحت لواء أحمد سوكارنو.
لكن عملت الحركة على اختراق المجال السياسي عبر عقود طويلة تالية، الأمر الذي تكلل بظهور حزب العدالة في تسعينيات القرن المنصرم، كامتداد تنظيمي لحركة الإخوان المسلمين، قبل أن يتغير اسمه إلى العدالة والرفاهية الإسلامي في العام 2002 .
ويربط الإخوان بأندونسيا جذور تاريخية منذ عهد حسن البنا، حيث قام قسم الاتصال بالعالم الإسلامي منذ تكوينه في العام 1944 بالاهتمام بإندونيسيا والتواصل معها والدفاع عن قضاياها.
ولعبت الإخوان في إندونيسيا مع باقي المنظمات والحركات الإسلامية على سؤال كيف يمكن النهوض بالمجتمع المسلم، ورجح البعض فكرة تغيير المناهج التعليمية وإنشاء المدراس الدينية بجانب الجامعات ومراكز التعليم الإسلامية، وبعضها كان له رأي آخر مثل إنشاء مشاريع خاصة بالحركات الإسلامية حتى تستطيع أن تحقق أهدافها داخل المجتمع وأن تدعم نفسها ذاتياً.
لكن كعادة الإسلاميين دب الصراع سريعا بينهم ومع صعود الشيوعية إلى الحكم بقيادة سوهارتو، قَمُعت الحركات الدينية وقُلل من دورها في المجتمع الإندونيسي وتم دمجهم قسرا تحت راية حركة واحدة، إلا أنهم نجحوا في التسرب مرة آخرى تحت لواء الشيوعية للإفلات من شبح الفناء وعادوا من جديد في ثياب مختلفة وتحت رايات آخرى.