رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى رحيل زكي رستم.. قصة ابن الباشاوات الذي تسبب في إصابة والدته بالشلل بسبب الفن

الفنان زكى رستم
الفنان زكى رستم

أحد أساطير التمثيل وترك بصمة لا يمحوها الزمن، منحه النقاد لقب رائد مدرسة الاندماج، كان يهابه الفنانون لو وقفوا أمامه فى مشهد تمثيلى، اختارته مجلة بارى ماتش الفرنسية واحد من أفضل عشرة ممثلين فى العالم، كما وصفته مجلة لايف الأمريكية بأنه من أعظم ممثلى الشرق وأنه لا يختلف عن الممثل البريطانى تشارلز لوتون فهو الفنان ذو الألف وجه.


لم يدرس زكى رستم التمثيل دراسة أكاديمية لكنه اعتمد على الفطرة فى أدائه فكان حريصا على تطوير أدواته، وظهر ذلك فى كتابة النقد للحركة المسرحية فى مجلة الصباح.

رغم كل ذلك كانت حياة الفنان زكى رستم ـ رحل فى مثل هذا اليوم 15 فبراير 1972 ـ قاسية فقد عاش وحيدا طوال حياته ولم يتزوج ولم يكن له أصدقاء فكانت علاقته بزملائه الفنانين تنتهى عند اللحظة التى يخرج فيها من الاستديو.

بل على العكس كان لا يجيد التعامل مع زميلاته الفنانات فاصطدم بأغلبهن أثناء التمثيل، فمثلا ضحكت المطربة صباح أثناء التصوير معه فطردها من الاستديو، وفاتن حمامة كانت تخاف من الوقوف أمامه فى مشهد واحد، وماجدة صفعها على وجهها صفعة فى التمثيل جعلت الدماء تنزف من أنفها، حمل زينب صدقى فى فيلم ولما وجدها ثقيلة الوزن تركها تنزل على الأرض وكادت تكسر عظامها.



 نشأ زكى رستم فى قصر يمتلكه جده اللواء محمود رستم باشا فى منطقة الحلمية وكان والده محرم بك من ملاك الأراضى الزراعية وعضوا فى الحزب الوطنى وصديقا للزعيم مصطفى كامل، عشق التمثيل وكان يهوى رفع الأثقال وحصل على البطولة فيها عام 1923، وبعد حصوله على البكالوريا اتجه إلى التمثيل فأصيبت والدته بالشلل وطردته العائلة من البيت.
 
 ومن خلال الفنان سليمان نجيب اتجه إلى التمثيل وكان صديقا لوالده فقدمه إلى عبد الوارث عسر الذى قدمه بدوره إلى جورج أبيض وانضم لفرقته ممثلا ورفض تقاضى أى أجر وكان محددا بـ7 جنيهات فى الشهر، وانتقل إلى فرقة رمسيس بدون أجر أيضا إلى أن أقنعه يوسف وهبى بضرورة الاحتراف وتقاضي الأجر وكان أول أجر شهري تقاضاه زكى رستم 15 جنيها.


عمل زكى رستم لأول مرة بالسينما فى دور صامت بفيلم "زينب" بعد اختيار محمد كريم له وكنتيجة لتألقه فى دور "حسن" بالفيلم رشحه محمد كريم أيضا لفيلم "الوردة البيضا" أول أفلام الموسيقار محمد عبد الوهاب ليسير فى طريقه بعد ذلك من نجاح إلى نجاح حتى بلغ عدد أفلامه 215 فيلما.

امتاز فيها بتقديم أدوار الشر على الشاشة وأتقنها أكثر من أى أدوار أخرى لدرجة لا يمكن التفريق فيها بين الحقيقة والتمثيل حتى لقب بالشرير الصامت، ومن أفلامه "ليلى بنت الصحراء، الفتوة، الشريد، النائب العام، عدو المرأة، عائشة، بائعة الخبز، النمر، هدمت بيتى، أنا الماضى، أين عمرى ، نهر الحب، جعلونى مجرما، صراع فى الوادي"، وجميعها بعيدة عن الأدوار النمطية قدم فيها تنوعا كبيرا فى الأدوار فقدم الباشا الظالم المتغطرس الشرير القاسي. 


ولا يخلو أدوار زكى رستم من أداء شخصية الرجل طيب القلب فقدم أدواره فى فيلم "انا وبناتى" مع فايزة أحمد وناهد شريف وآمال فريد وزهرة العلا، وكانت آخر أدواره فى السينما فى فيلمى "الحرام، وأجازة صيف"، ولم يستطع استكمال دوره فى هذا الفيلم حيث أصيب بالصمم ولم يعد قادرا على التعامل فى الاستديو حتى أنه بكى بكاء شديدا يوم ترك الاستديو لآخر مرة ليرحل بعدها بفترة صغيرة.
الجريدة الرسمية