رئيس التحرير
عصام كامل

"شنطة سفر".. حلم الغربة يطارد شباب الصعيد.. استدانة الأهالي من أجل تذكرة "رحلة الموت".. وإجراءات كورونا تعجز عن وقف نشاط السماسرة

شباب الصعيد
شباب الصعيد
"حبة مش.. وشوية رغفان وفطير ناشف.. بطانية قديمة" ما تحمله شنطة سفر كل شاب بمختلف قري ونجوع محافظات الصعيد آملين في الحصول على لقمة عيش وسط النيران وويلات الحروب الأهلية في مختلف دول العالم وحتى في ظل جائحة كورونا التي جعلت الأسباب تتعدد للسفر وهجر الأصدقاء والأحبة والأهل .



سماسرة الموت
لا يزال تجار الموت الذين يطلق عليهم لفظ "سماسرة الموت" يروجون لبضاعتهم بين شباب الصعيد خاصة في القرى الفقيرة، ففي كل يوم يغادر فوجا من الشباب للعمل في الدول المجاورة لنا في الحدود مثل ليبيا والعراق وسط قلق الأهل خوفا من ويلات الحروب الأهلية ومليشيات الحرب الذين يقتلون بلا تمييز وسط الحروب الأهلية.

وفي هذا السياق قال محمود صابر علي، أحد أهالي مركز أبو تشت، أن العديد من الشباب يسافر إلى مختلف الدول ولكن أصعبها حاليا هو السفر إلى ليبيا الذي أصبح يمثل كارثة حقيقية يتعرض لها شبابنا، وسرد قصة السمسار الذي يأتي إلى القرى والنجوع لطلب الشباب في مختلف حرف البناء والمعمار وغيرها من المهن الحرفية وبعدها يتم التفاوض معهم على ثمن السفر من خلال سيارات تعبر الحدود.

وأِشار يحي محمود، أحد شباب أبو تشت، إلى أن المأساة الصعبة التي يتعرض لها الشباب هو جمع النقود للسفر، والسمسار لا يرحم أهم شيء لديه هو جمع المبلغ المطلوب حتى يتم السفر بالإضافة إلى رسوم الاقامة فترة من الوقت هناك حتى تعمل وتقبض أول راتب لك بعد العمل.

ونوه علي محمد عليان، أحد الأهالي بأن السمسار يأخذ منا ما يقرب من 10 إلى 13 ألف جنيه ثمن الدخول إلى ليبيا بطريقة غير شرعية عن طريق سيارات التنقل إلى هناك دون أي ضمانات تحفظ من الخطف أو الموت على ايدي المليشيات والطريقة الشرعية تكون 45 ألفا إلى 57 ألف جنيه مصري عن طريق دبي.


تذكرة الخطف

وأكد حمدي بشاري، أحد الأهالي الذين تعرضوا للخطف عن طريق المليشيات في ليبيا على أن الخاطف لا يعرف أي شيء سوى الحصول على مبلغ مالي ويتم فرز كل جمهورية على حد وكل محافظة على حسب ويبدأ المفاوضات مع الأهل عن طريق الهاتف المحمول الذي يكون مع الشخص، ورغم تدخل العديد من رؤساء القبائل في ليبيا إلا أنهم يصرون على الحصول الفدية ويصل المبلغ إلى 15 إلى 20 ألف جنيه حسب ما تنتهي المفاوضات معهم.

العودة 
وأشار يحيى صابر معلي، أحد الأهالي، أنه رغم الخطف والتهديد بالسلاح والجلوس بطريق غير ادمية للمخطوفين وتعرضهم للسب والشتم والإهانة إلا أن الكثير من الشباب يصر على العودة ولدينا هنا أكثر من شخص تم خطفة ويعود مرة أخري وقد يدفع فدية أكبر مما جمعه هناك وفي بعض الأحيان يدفع حياته ثمنا لهذا الأمر.


غير شرعية
ليست المراكب وحدها وسيلة المواصلات غير الشرعية للهروب إلى الجنة مما يعتقد البعض بل هناك السيارات التي يتم التنقل بها عبر الحدود هربا من المليشيات وحرس الحدود من الجانبين .

وأشار يحيى الطاهر علي، أحد الشباب الذين عادوا من إحدى رحلات الموت، أنني سافرت عن طريق أحد السماسرة بطريقة غير شرعية فجميعنا يعلم أن الحدود مغلقة حاليا بسبب كورونا، ولكن هناك تجار الموت الذين يتلاعبون ونخرج وللأسف أيا كان المصير الذي تتعرض له فالشباب يخرج بحثا عن لقمة العيش هناك من يعود سالما من على الحدود وآخرون يختطفون وآخرون يعودون في صناديق مغلقة وهذا الأمر لم يكن واعظا بل الجميع يصر على الذهاب والعودة ويجرب المخاطرة .

وأضاف لكن بعد العذاب الذي شاهدته رفضت السفر، متابعا: "أقعد في بلدنا وآكلها بمش وعيش حاف ولا المهانة والذل من أي شخص أيا كان".
الجريدة الرسمية