كيف أصبحت مواقع التواصل أخطر سلاح في معركة تدمير تيارات الإسلام السياسي؟
منذ بداية ظهور شبكة الإنترنت، وتيارات الإسلام السياسي، تعرف جيدا كيف تتلاعب بها، كانت تعبأها بأفكارها وقناعاتها، وتستخدمها في تشويه المعارضين وأنظمة الحكم، قبل أن ينقلب السحر على السر، وتصبح الإنترنت ومن خلفها السوشيال ميديا، أداة كشف وفضح أفكار الإرهاب والتطرف.
ساهمت "السوشيال" على وجه التحديد في كشف الخبايا التي لم يكن يعرفها أحد، وحجم التضليل الذي دُس في العقول، وأوضحت حقيقة إرهاب الإسلاميين لمعارضيهم، كما كشفت أدوات التلاعب بالدين والعقيدة لصالح الأهواء السياسية والمصالح.
كشفت مواقع التواصل عن العنصرية البغيضة والإقصاء الذي يمارسه الإسلاميون ضد كل مختلف معهم، وأصبحت بحق منصات لدحر الفكرة واقتلاعها من جذورها.
يقول توفيق حميد، الكاتب والباحث في شؤون الجماعات الإسلامية: إن الإسلام السياسي فشل في جلب الرخاء للشعوب التي سيطر عليها، فمن طالبان في أفغانستان وداعش بالعراق وسوريا إلى منظمة الشباب في الصومال وغير ذلك من الحركات الإسلامية المتطرفة، لم ير الناس غير البؤس والدمار والفقر والعوز.
أضاف: انهارت أمامهم فكرة أن "الإسلام هو الحل" التى تبنتها منظمة الإخوان الإرهابية في القرن الماضي، موضحا أن الكثيرين حتى الآن لاينسون وعد الإسلاميين للشعوب الإسلامية الفقيرة في الثمانينيات والتسعينيات بأن البلاء أو الفقر وغلاء الأسعار سيختفون إذا لبست النساء الحجاب.
تابع: لبست النساء الحجاب حتى يتحقق الوعد بانتهاء الفقر والبلاء ولم تزداد هذه الشعوب شيئا بعد ذلك إلا المزيد من الفقر والبلاء، لافتا إلى فشل ظاهرة "الصحوة الإسلامية" في تحسين أخلاق الناس، واستطرد:
لم ير أحد بعد هذه الظاهرة التي انتشرت في أواخر السبعينيات إلا زيادة مجنونة في معدلات التحرش بالنساء في الشوارع وفي استخدام الألفاظ البذيئة والنابية وانهيار العديد من القيم المجتمعية مثل الأمانة والصدق والوفاء والإخلاص.
أضاف: انهارت صورة المتدينين الإسلاميين بعد استخدامهم لأقذر وأحط الكلمات البذيئة ضد من يخالفونهم في الفكر، فلا ينسى أحد الداعية الإخواني "وجدي غنيم" وهو يستخدم أقذر شتائم يمكن للإنسان أن يتصورها في تعامله مع الآخرين. ومن الصعب بل من المستحيل ذكرها.
أضاف: انتشار الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي سمح بتداول بشاعات الإسلاميين، ورؤية فظائع "الإرهاب" في العديد من الدول الإسلامية، وكيف يتم تبريرها باسم الدين من قبل الجماعات التكفيرية وغيرها من الذين يبررون العنف والوحشية باستخدام أحاديث منسوبة للنبي.
اختتم حميد مؤكدا أن هذا الاضطراب نجح في إحداث هزة شديدة عند الكثير من الناس عن حقيقة الحركة الإسلامية، على حد قوله.