رئيس التحرير
عصام كامل

تغلبا على «فارق السن» بـ«المحبة الدائمة».. الزوج العاشق أقام لزوجته 21 حفل زفاف | فيديو

فيتو
حكاية من حكايات «ألف ليلة وليلة».. فصل في رواية أسطورية ربما لا يستطيع لأي شخص يعيش بيننا أن يصدق أنها واقع فعلي، إنه نموذج لزوجين يقطنان في إحدى العمارات السكنية في منطقة جسر السويس بالقاهرة، ففي رحلتنا للبحث عن نموذج لزوجين نحتفل من خلالهما بذكرى عيد الحب السنوية، فكان الزوجان «الوليد وعبير» العاشقان اللذان تزوجا دون قصة حب قبل 21 عامًا، فحرصا على أن يجددا ذكرى هذه المناسبة بإحياء حفل زفاف لهما كل عام، «أنا اتعمل لي فرح 21 مرة».


زواج لم يكن في الحسبان: «كنت أقول له يا أونكل»!
منذ بداية معرفتهما في مطلع عام 1999، لم يكن في الحسبان أنهما سيكونا بعد 21 عامًا الزوجين «الوليد وعبير»، فكانت «عبير» صاحبة الـ 23 عامًا آنذاك منضمة إلى مؤسسة خيرية يديرها أستاذ الأدب الإنجليزي والروائي الدكتور الوليد العادل، والذي كان يكبرها بحوالي 29 عامًا، تعرفا من خلال صداقة عائلية ثم أعجبت بفكرة جمعيته التي تقوم على أساس مساعدة الشباب في الحصول على وظائف وتطوعت للعمل معه، "أعجبت بشخصيته جدًا ولكني لم أتخيل أن اتزوجه وكنت أقول له يا أونكل".

الوليد أيضًا لم يتخيل أنه بعد انفصال عن الزوجة الأولى، ستنقضي عليه سبع سنوات عِجاف في عدم وجود «عبير»، وتربيته لخمسة أبناء، أن يتزوج مرة ثانية ومن شابة صغيرة، لكن القدر وضعهما في طريق واحد فقررا أن يسيرا معًا به، «عمري في حياتي ما تخيلت إني سأتزوجها، لكني حينما تقدمت لخطبتها وسألها والدها وافقت، ولم أقل لها أحبك إلا بعد عام كامل من زواجنا ولكني كنت أحرص على أن أفعل كل شيء يؤكد لها أنني لم أحب أحد سواها، وبالفعل أنا أطلب من الله كثيرًا أن تكون زوجتي في الآخرة مثلما كانت في الدنيا» يتحدث «الوليد».

الجميع قال لن تنجح الزيجة فأصبحت نموذجًا حيًا للنجاح 

بعد مباركة الأهل وموافقتهم على زواج الوليد عبدالحكم أستاذ الأدب الإنجليزي في جامعة كاليفورنيا من عبير شاهين رفيقة روحه، والتي وجد بها الكثير من الصفات التي أكدت له بأن تلك الزيجة ستستمر مدى الحياة، ثمة معارضات كانت هنا وهناك، كيف لرجل في مثل سنه أن يتزوج فتاة حديثة التخرج، مؤكد الزيجة ستفشل، لكن هذا وبعد مرور 21 عامًا على زواجهما الذي كان في مطلع يناير من عام 2000 أثبت الزوجان عكس ما توقع الجميع.

تقول عبير شاهين: «رغم مما قيل أصبحنا بعد زواجنا التقليدي من أعظم قصص الحب حولنا، أصبح سندي وظهري في الدنيا، وهو أعطاني الأمان ليصبح هو كل حياتي».

ولم تلمس عبير شاهين فارق السن بينهما بسبب حب الوليد للحياة وإقباله عليها بلقب شاب لا بقلب رجل مُقبل على عامه الخامس والسبعين، ولهذا كان لابد من أن يكونا نموذجًا للاحتفال بعيد الحب.  

21 حفل زفاف لا ينقصه سوى المأذون
«الوليد فاهم كويس قوي يعني إيه واحدة ست».. ربما تكون الجملة التي ألقتها عبير في وسط حديثها، كلمة السر التي تشرح «فلسفة الوليد» في تعاملاته مع زوجته، هذا الرجل الذي يحرص كل يوم 1 يناير من كل عام، على أن يجدد تفاصيل ذكرى أهم أيام حياته، ليلة زفافه وعبير، «أنا كل سنة لازم أعمل لها حفل زفاف كامل بالمعازيم بالفرق الموسيقية، وفستان الزفاف كل شيء ما عدا المأذون، لأنه كل يوم معها هو يوم عيد». 


ترد عبير حينها قائلة: «الوليد بيقدر أي حاجة بعملها حتى لو بسيطة، كفاية منه كلمة تسلم إيدك على أي أكلة، كل سنة بيعمل لي عيد زواج جميل جدا وبنكرر أجمل ليلة في عمرنا، بلبس لبس العروسة وانا الوحيدة في العالم اللي كنت عروسة 21 مرة مع أحلى عريس في الدنيا، الوليد خلاني أحب الدنيا واتأكد إنه لسه الحب موجود والخير موجود وأصبحنا نُصدر حبنا ده لكل شخص نقابله». 



لفتات بسيطة لكنها تحمل معاني كبيرة جعلت البعض يشعر وكأن الزوجان الوليد وعبير يؤديان دورًا تمثيليًا ببراعة شديدة، ولكن الحقيقة عكس ذلك، فالرسائل التذكارية الكثيرة التي تملأ غرفة نومهما والواحدة والعشرون صورة فوتوغرافية تزين حوائط الغرفة، لم تكن بدافع التمثيل وادعاء الحب ولكنها الحقيقة بعينها، «إحنا بنكتب لبعض حاجات لو حد فينا خرج، يرجع يلاقي في نوت صغيرة لفتات بسيطة وجميلة، دي حياتنا بدون تمثيل أو ادعاء، ولو ده تمثيل ي اريت كل الناس تمثل لو ده هيعيشهم مبسوطين». 


الزوج أيضا لا يدعي المثالية، لكنه وجد في عبير «الأدمن» الخاص بحياته كما يطلق عليها دائما، وجد في تلك السيدة المُحرك والدينامو لتفاصيل حياته ويومه، كأنها بسطت كفيها له ووضع بهما كل شيء يتعلق به، بل وضع بهما حياته وأعاد إغلاقهما مرة ثانية «عبير هي اللي بتظبط لي كل شيء، حتى مؤلفاتي أنا يادوب أكتب بالقلم الرصاص وهي تتولى كل شيء، حتى لبسي وأكلي وكل شيء هي ما تديره، وأنا أيضا متواجد في كافة تفاصيل حياتها، العلاقة لا يوجد بها أنا بل بها الوليد وعبير معًا» ولذلك السبب استحقا أن يكونا نموذج عيد الحب لهذا العام. 
الجريدة الرسمية