لماذا رفض الإخوان تقديم العزاء في وفاة كرم زهدي القيادي التاريخي للجماعة الإسلامية؟
رغم مسارعة الكثير من أبناء التيارات الإسلامية إلى تقديم التعازي للجماعة الإسلامية في وفاة واحد من أهم قيادتها التاريخية "كرم زهدي" رئيس مجلس شورى الجماعة الأسبق، الذي وافته المنية أمس الأول عن عمر يناهز 69 عامًا، إلا أن جماعة الإخوان الإرهابية تجاهلت خبر وفاته تمامًا، ولم تصدر نعيًا له كما تفعل مع أغلب رموز الحركة الإسلامية.
كان زهدي تجمعه بالإخوان علاقة متوترة للغاية، ولا سيما أن الرجل منذ تبنيه مراجعات نبذ العنف في التسعينيات بعد سنوات طويلة من الصدام مع الدولة المصرية، وخرج من السجن وهو يرفض الانتكاسة مرة أخرى والعودة إلى مسالك الدماء.
بعد تولي مرسي حكم مصر كان دائم الانتقاد له وتنبأ بإسقاطه مما دفع الجماعة لمهاجمته أكثر من مرة، ولكن السؤال:
لماذا كل هذا الغضب من زهدي، وهل القضية متعلقة بموقفه غير الداعم لهم بعد إسقاط مرسي مع أغلب التيار الديني الذي دعمهم، أم هناك خبايا قديمة لا يعرفها أحد!
يقول منتصر عمران، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية: إن تجاهل جماعة الإخوان الإرهابية في إعلامهم وبياناتهم الرسمية خبر وفاة الشيخ كرم زهدي مؤسس الجماعة الإسلامية في منتصف سبعينيات القرن الماضي يرجع إلى أنه لم يكن يساير أفكارهم وقناعاتهم.
ولفت "عمران" إلى زهدي بعد مبادرة الجماعة الإسلامية بوقف العنف، لم يرى بالتحريض على الدولة المصرية كما كان يريد الإخوان، ولهذا اعتبروه مواليا للسلطة، مردفًا: يرفعون شعار من ليس معنا فهو ضدنا، فليس للرأي الآخر في أبجدياتهم مكان، سواء من عناصرهم أو خارجهم.
تابع عمران مؤكدًا أن كرم زهدي منذ أن خرج من السجن كان حريصا على استقرار الدولة وعدم المشاركة في أي أنشطة تؤدي إلى الفوضى أو عدم الاستقرار حتى في أشد حالات عدم الاستقرار لم يشارك في ذلك.
استطرد: قرر حل مجلس شورى الجماعة الإسلامية، والتقدم باستقالته من إدارة الجماعة والتفرغ للعمل الدعوي، عقب الإفراج عن عبود الزمر ومطالبته بإجراء انتخابات لاختيار مجلس شورى جديد للجماعة الإسلامية، وظل على العهد من وقف العنف ورفض اللجوء إليه مجددا.
استكمل: طالب الجماعة الإسلامية إبان الفترة التي أعقبت الإطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي، بضرورة ضبط النفس وعدم اللجوء إلى العنف والتمسك بمبدأ السلمية، حتى إنه في فترة حكمهم فشلوا في احتوائه ولجأوا إلى الصف الثاني من أمثال طارق الزمر وصفوت عبد الغني ليكونا أدوات في تحقيق مصلحتهم الشخصية.
أردف: كان زهدي ينتقد فترة حكم جماعة الإخوان لمصر، وقال عنها إنها كانت من أسوأ الفترات التي مرت بها البلاد، وقدمت نموذجا سيئا لحكم الإسلاميين، كما رفض خروج أنصارهم في تظاهرات مناهضة للدولة، وأفتى وقتها بأنها "حرام شرعا" في ظل ما تخلفه من قتلى ومصابين.
أوضح الباحث أن كرم قال إن 30 يونيه ثورة شعبية ونفى أن تكون انقلابا عسكريا في ظل امتلاء الميادين بملايين المصريين للمطالبة برحيل مرسي وجماعته عن الحكم، بعد أن ثبت فشلهم، محملا الإخوان ذنب ما تشهده البلاد من فوضى بسبب خطب التحريض والتهييج التي صدرت من المنصة طوال فترة الاعتصام.
لفت عمران إلى اعتراض "كرم" ورفضه اعتصام ميداني رابعة العدوية والنهضة، واعتبرهما منصة للتحريض وأكد أن اللجوء للعنف من قبل الإخوان وأنصارهم مخالفة للشريعة التي تنادي بحقن دماء الأبرياء تحت أي مبرر.
اختتم: كان زهدي يرى أن كل الجماعات المسلحة التي تعتنق فكر التكفير هي من "الخوارج" وجميعها تدار من الإخوان لنشر العنف والفوضى في البلاد من أجل تحقيق حلم الجماعة بالعودة إلى السلطة، ولهذا تجاهلوا خبر موته، ولم يقدموا التعازي فيه.