لماذا لا يستطيع الإخوان التعايش مع الآخر وينقلبون على الحكومات والشعوب؟
مع كل انتكاسة جديدة للإخوان في البلدان العربية التي لا تزال تتصدر مشهد السلطة فيها، تطرح نفس الأسئلة نفسها: هل التنظيم فصيل وطني، يؤمن بالبلاد ويحترم مؤسساتها ويقدس أمنها واستقرارها ووحدة أراضيها، أم خلايا سرطانية هدفها تفتيت الدول وإحالتها إلى مجاهل التاريخ من أجل مشروع الخلافة الذي لا يمكن أن يتعايش مع العصر الحديث.
يتلاعب الإخوان بسيادة القانون، يرفضون أن يكون كل الناس متساوون لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات، يؤمنون أن الخلط بين الدين والسياسة هو الحل السحري للتمكين.
لا مشروع ولا هدف ولا فكر ولا ثقافة، يكفي أن يخرج الإخوان بشعارات دينية خالصة، ويشوهون الخصوم ويرمونهم بالتكفير والانحلال حتى تربح كفتهم دون أي مجهود يذكر.
يقول رجب البنا، الكاتب والباحث، إن الإخوان يتصورون أن البلدان لهم وليست للشعوب فى عمومها.
يوضح أنهم يعتبرون أعضاء الجماعة هم الطبقة الحاكمة التي يجب أن تميز بالمناصب والعطايا والغنائم والامتيازات، وبقية أبناء الشعب هم مواطنون من الدرجة الثانية.
أما غير المسلمين فهم من الدرجة الثالثة وربما أقل، مرجعا ذلك إلى نظرة التفوق والاستعلاء التي كشفت حقيقتهم وأثارت الخوف الشعبي من استمرار حكمهم.
أضاف: عاما كاملا كان للإخوان رئاسة الجمهورية، ورئاسة الوزراء وكل الوزراء، والمحافظين، ورؤساء المدن، والأحياء، ورؤساء الشركات، ومجلسي النواب والشورى في مصر.
كما كان لهم كل ذلك في تونس، والسودان، وغزة، وفي تركيا التي تقود الإخوان – مرحليا وبانتهازية سياسية واضحة – بشعار إعادة الخلافة الإسلامية وتحقيق أطماع أردوغان في حكم المنطقة حكما مطلقا باعتباره «خليفة المسلمين»، انتهازية بدأت بتحالفه مع فتح الله جولن، ثم انقلب عليه واضطره إلى الفرار من البلاد واعتقل عشرات الآلاف من أنصاره، ويوجه إليهم كل يوم اتهامات جديدة.
تابع: في تونس تدهورت أحوال البلاد، ازدادت البطالة، تراجعت التنمية، تم اعتقال المعارضين لحزب «النهضة» الحاكم بأشد مما كان يفعله الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن على، فانتكست الثورة وابتعدت عن المسار الديمقراطي وعن تحقيق العدالة والمساواة.
استكمل: صار راشد الغنوشي وحزبه يحتكران السلطة ويعلنان أن إرادتهما هي إرادة الشعب، بعد أن دخلوا الانتخابات بشعارات مدنية ثم انقلبوا عليها بعد وصولهم إلى السلطة، كما فعل الإخوان فى كل بلد حكموها».
استطرد: في السودان كانت تجربة البشير مريرة في ظل حكمه – وهو فرع من التنظيم الدولي للإخوان – وكان قائما على التعصب ضد غير المسلمين، وتسبب في خراب اقتصادي واجتماعي لم يسبق له مثيل، ودفع البلاد إلى الفتنة والانقسام، وفشل في إصلاح الخلل الذي تحقق على يديه هو وحزبه وأدى إلى انفصال جنوب السودان، واشتعال دارفور.
كما تسبب في معاناة الشعب السوداني من الفقر الذي ازداد في عهده ومن الانغلاق الفكري، والحرمان من الحريات، واضطهاد المرأة، ومن الطبيعي أن يؤدي الانغلاق والكبت إلى الانفجار فجاءت الثورة على حكم الإخوان في السودان، كما جاءت في مصر، وهي الآن مشتعلة في تونس.
اختتم: في كل تجربة لهم بالسلطة انقلبوا على شعار «الديمقراطية» الذي رفعوه قبل الانتخابات، وأدى حكمهم إلى القمع، والفشل، وسوء الأحوال الاقتصادية والمعيشية، فكانت النتيجة لفظهم ورفض استمرارهم والخروج عليهم.