رئيس التحرير
عصام كامل

ويقول في مذكراته!

مشكلة معقدة جدا حكاية "كتابة المذكرات" الشخصية للمسئولين بعد تقاعدهم وللمشاهير! المذكرات كتاب أو سلسلة حلقات مرئية يروي صاحبها تاريخه وعلاقته بمن التقاهم وقابلهم وعمل معهم والظروف التي عاشها لكن من وجهة نظره هو ووفقا لذاكرته وأمانته هو ووفقا لتفسيره للمواقف والأحداث!


وللأسف تحولت المذكرات الخاصة إلى وسيلة للانتقام من الآخرين وإعادة صناعة بطولات بأثر رجعي تحكم بعضها مكايدات وأمراض نفسية وأوهام وأحيانا هلاوس سمعية وبصرية وأحيانا أيضا إملاءات من جهات بعينها تدفع بالعملات الأجنبية وتشتري الذمم استهدافا لشخص أو لمرحلة تاريخية!

المؤسف أن القانون يتيح الرد علي ما ينشر في المذكرات في الصحف أو وسائل الاعلام التي تنشر وتذاع فيها لكن لا يوجد -حسب علمنا- ما يجبر صاحب المذكرات إلي تغير الجزء المطعون عليه من أطراف أخرى من داخل كتاب الذكريات أو المذكرات وتعديله وبالتالي عدد قليل يشاهد ويقرأ الرد علي أجزاء من المذكرات لكن بعد سنوات يتم الاستدلال من الإصدار الموجود باعتبارها شهادة شاهد وثيقة يمكن الرجوع إليها..

الجنرال الذي هزم العدو وهزمته السياسة!

الباحثون والمؤرخون يستخدمون المنهج العلمي في قراءة المذكرات وقياسها علي ما كتبه الآخرون.. لكن عند العامة والبسطاء لا يحدث ذلك. ومن عند هؤلاء تنتشر القصص والحواديت كمسلمات وتروج وتروج ويقولون القول الشهير "ويقول فلان في مذكراته"، وينتقل ذلك من جيل إلي جيل رغم أن بعضها ينال من شرف الكثيرين وربما يكونون أبرياء خصوصا في بعض مذكرات أهل الفن..  
هل نحتاج إلي تشريع؟ هل نحتاج إلي ميثاق شرف للمذكرات أيضا؟ هل نحتاج إلي جهة تجيز؟ يحتاج الأمر للمناقشة..
الجريدة الرسمية